شمس نيوز/القدس المحتلة
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية مساء اليوم الخميس ما قالت إنه "تفاصيل عملية اغتيال قادة المجلس العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس" واصفة أجواء عملية الاغتيال بأنها "شديدة الصعوبة والتعقيد".
وشهدت الساعات الأولى لفجر اليوم عملية اغتيال ثلاثة من أكبر قيادات كتائب القسام في قطاع غزة، هم: رائد العطار (40عاما)، قائد لواء رفح بالقسام، ومحمد أبو شمالة (45عاما)، مسئول المنطقة الجنوبية، ومحمد برهوم، أحد القادة الميدانيين لكتائب القسام برفح.
ونشرت حكومة الاحتلال الليلة الماضية قائمة بأسماء عدد من قادة العمل السياسي والعسكري لحركة حماس، قالت إنهم مطلوبون للاغتيال، كان من بينهم الشهيدان العطار وأبو شمالة، إلى جانب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقائد في القسام أيمن نوفل، والقيادي في حماس محمود الزهار.
وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن اغتيال قادة القسام الثلاثة في رفح، تم عن طريق قصف عدة منازل في حي تل السلطان برفح بنحو 12 صاروخا أطلقتها طائرات حربية من نوع إف 16، وأحدثت دمارا كبيرا في المنطقة، كما أدى القصف لاستشهاد وإصابة عدد كبير من المواطنين.
وجاء في تفاصيل عملية الاغتيال التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت أن سلاح الجو الإسرائيلي قد تمكن من إطلاق عدة قنابل أو صواريخ يزن الواحد منها نحو طن من المتفجرات تجاه مبنى لأحد ناشطي حركة حماس في منطقة تل السلطان برفح، كان قد وفر مكاناً لاختفاء 3-4 من هيئة أركان حركة حماس أبرزهم قائد لواء رفح رائد العطار وقائد المنطقة الجنوبية للقسام محمد أبو شمالة.
وقالت الصحيفة إن "غرفة القيادة المتقدمة لعمليات التصفية الخاصة في جهاز الأمن العام (الشاباك) في تل أبيب قد حبست أنفاسها الأخيرة في تمام الساعة الثانية والنصف فجراً عند سقوط أول صاروخ على منزل كان بداخله رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم".
وأضافت يديعوت: إن عدداً من المحللين النفسيين والباحثين ومنسقي الميدان ورجال العمليات في أجهزة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي قد انتظروا لحظة الحسم في عملية الاغتيال التي وصفت بالأنجح منذ عملية اغتيال رئيس هيئة أركان حماس السابق أحمد الجعبري مع بداية عملية "عامود السحاب" في نوفمبر 2012م".
وزعمت الصحيفة بأن القائدين العطار وأبو شمالة قد كانا على قناعة تامة بأن مستوى التخفي الذي كانا يحظيان به، مع المحافظة على قنوات أمنية صحية ستمنع الشاباك من الوصول إليهم.
وتابعت الصحيفة: نائب رئيس الشاباك كان متواجداً هو بنفسه في غرفة القيادة المتقدمة بمدينة تل أبيب، كما أنه قاد عن قرب العملية وذلك بتوجيه مباشر من رئيس جهاز الشاباك "يورام كوهين" والذي أعطى الضوء الأخضر لقيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو في الجيش الإسرائيلي بتنفيذ العملية".
ووصفت الصحيفة الدقائق الأخيرة التي سبقت تنفيذ العملية بالمرهقة لكافة القيادات داخل الجيش الإسرائيلي، مدعية أن عمليات مراقبة العطار وأبو شمالة قد استمرت لعدة أشهر وتم التركيز عليهم منذ بداية عملية الجرف الصامد، إلا أن الجيش خلال الحرب لم يتمكن من العثور عليهم طيلة أيام المعركة وذلك بسبب انعدام المعلومات الاستخباراتية الكاملة.
وأكدت أن العشرات من كبار المسئولين في جهاز الشاباك قد وصلوا مبنى القيادة في القاعدة العسكرية "الكرياه" في أعقاب وصول معلومات تشير عن مكان تواجد العطار وأبو شمالة وبرهوم.
وبحسب الصحيفة فإن المعلومة حول مكان قادة القسام في رفح قد وصلت إلى مقر قيادة الشاباك من خلال اسطوانة بداخلها صورة للمكان الذي تم استهدافه، وتم عرض تلك الصورة على شاشات كبيرة من أجل توضيح المنطقة المتواجد فيها المستهدفون في رفح، ومن ثم ترجم ممثلو قسم العمليات في الشاباك بغرفة القيادة المتقدمة الجهود الاستخباراتية لعملية هجومية على أرض الواقع من خلال شن هجوم ضخم على المبنى الذي يتواجد فيه قادة القسام، وكانوا قد قرروا استخدام أي سلاح أو صواريخ من أجل إنجاح هذه العملية، بغض النظر عن حجم وكمية المواد المتفجرة.
وبحسب الصحيفة، فإن مخطط الهجوم تم نقله لممثلي قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو من أجل تنفيذ العملية، خاصة بعد موافقة وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعالون" على تصفية العطار وأبو شمالة وبرهوم.
وقالت يديعوت إن تصفية قادة القسام برفح ليس عقابياً وإنما لأنهم "متورطون بالتخطيط لتنفيذ العمليات بمستويات كبيرة ضد قوات الجيش الإسرائيلي وكانوا على علم كبير في مجال التخطيط للأنفاق الهجومية".