تقرير/ أحمد عمر
أعربت أوساط إسرائيلية عن خشية زائدة من قذائف الهاون التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية انطلاقا من قطاع غزة لقصف البلدات التجمعات العسكرية المتاخمة للقطاع.
وأدت تلك القذائف خلال أيام الحرب المستمرة على قطاع غزة إلى أضرار كبيرة في المستوطنات والآليات الإسرائيلية القريبة من الحدود، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الإسرائيليين.
وأثناء الاجتياح البري للحدود الشرقية من قطاع غزة، أربكت قذائف الهاون الجنود الإسرائيليين، وأوقعت فيهم خسائر فادحة، بحسب المعلومات التي تسربت من الإعلام الإسرائيلي، لأن تلك القذائف تسقط بشكل مفاجئ دون أن تكتشفها صفارات الإنذار، وهي ذات قدرة تدميرية كبيرة بسبب انتشار شظاياها في مساحات واسعة، وقدرتها على اقتحام مرابض الآليات وكمائن الجنود بشكل مباغت.
وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز، صرح هذا الأسبوع أن أكثر ما يقلق الإسرائيليين القريبين من حدود قطاع غزة، قذائف الهاون، وليس الصواريخ متوسطة وطويلة المدى.
ويترجم أقوال موفاز حجم الأضرار التي لحقت بالمباني والممتلكات في مستوطنات غلاف غزة خلال أيام العدوان الإسرائيلي، والإصابات الخطيرة في صفوف الجنود، والتي استقبلتها مستشفيات دولة الاحتلال خلال العملية البرية قبل شهر.
ويؤكد ذلك شهادات لأطباء عالجوا جنودا إسرائيليين أصيبوا على حدود قطاع غزة، حيث أوضح الأطباء في مشافي سوروكا وشيبا وهداسا أنهم استقبلوا إصابات خطيرة جدا، غالبيتها مبتورة الأعضاء.
وتستخدم المقاومة في غزة قذائف الهاون الثقيلة من عيار 120مم في تصديها للقوات البرية المتوغلة قرب الحدود الشرقية والشمالية، وفي ضرب الكيبوتسات في محيط القطاع، الأمر الذي أدى إلى هجرة آلاف المستوطنين وترك منازلهم التي تقع على بعد 10 كيلومترات من غزة.
وتستعمل الهاونات للرمي غير المباشر على تجمعات العدو لتغطية تقدم القوات المهاجمة واستهداف منشآته لإسكات مصادر نيرانه ويعتمد ذلك على مهارة الرماية في تحديد مواقع الأسلحة المعادية
معلومات عن قذائف الهاون:-
تستخدم القوات الثقيلة هاون محمول على عربات ليسمح بالحركة السريعة لوحدات الهاون وبنفس سرعة تحرك باقي القوات بينما القوات الخفيفة تستخدم الهاونات ذات العجلات أو المحمولة باليد.
تقسم الهاونات إلى ثقيلة وخفيفة ومتوسطة.
الهاون : سلاح ذو سبطانة ملساء ولا يحتوي على أجهزة للارتداد ومخصص للرماية على الأهداف الميتة ( أي خلف السواتر ) .
نبذة تاريخية :-
بدأ عمل السلاح في الحروب مع بدء تشكيل الجيوش وأخذت شكلها المؤثر بعد اكتشاف البارود ، واستخدمت على نطاق واسع منذ القرن الرابع عشر الميلادي . وعرف تأثيرها وتدميرها خلال الحربين العالميتين . وكانت الخسائر الناتجة عن نيران المدفعية من 58%-75% ومن الأسباب التي أعطت المدفعية هذا الدور في الحروب هو : -
1- طول المدى .
2- قابلية الرد الفوري ليلاً نهاراً وفي جميع الأحوال الجوية .
3- التأثير التدميري الكبير .
4- شكل مسار القذيفة ( القوسي ) مكنها من إصابة الأهداف المستورة .
5- دقة التسديد والإصابة . 6
6- إمكانية الرماية على الأهداف المرئية وغير المرئية .
ومدفع الهاون الموجود حالياً بصرف النظر عن عياره يكاد يكون نسخة طبق الأصل للنموذج الذي ظهر عام 1915 م على يد البريطاني " ويلفرد ستوكس " وكان عياره 81 ملم وقد أدخل الخدمة في الجيش البريطاني عام 1919 م وكان وزنه 80 كغم وأما سبب تحديد عياره بـ 81 ملم أن المخترع كان يرأس شركة تصنع آلات زراعية ويملك مخزوناً كبيراً من الأنابيب بذات القطر .
ثم صنع الفرنسي " ادغر براندت " هاون عيار 60 ملم . ثم طوره إلى عيار 81 ملم .
ورغم التحسينات التي أدخلت على الهوانات إلا إنها بقيت بنفس التصميم الأساسي ، ففي عام 1918 م كان يزن الهاون 65 كغم وكان يطلق قذيفة زنة 3.3 كغم لمسافة 800م ، وفي عام 1961 م أصبح الهاون يزن 42 كغم ويطلق قذيفة 4.2 كغم لمسافة لا تقل عن 5000 م . وهكذا فإن التطور شمل وزن القذيفة ووزن الهاون والمدى .
ميزات الهاون التكتيكية : -
1. يرمي من زاوية 45 درجة إلى زاوية 90 درجة ( زاوية عمودية ) من الناحية النظرية . ويسمى هذا النوع من الرماية بالرماية القوسية .
2. يمكنه الرماية على زاوية 360 درجة أفقياً مع تغير وضعية الأرجل.
3. يتم تلقيم المدفع من فوهة هذا بالنسبة للهاونات الصغيرة والمتوسطة ، أما الهاونات الكبيرة 160 ملم و240 ملم وبعض الهاونات من عيار 120 ملم فتلقم من الأسفل وذلك لثقل وزن القذيفة .
4. يرمي الهاون عدة أنواع من القذائف وأهمها القذائف المتفجرة والمشظية ، كما ويرمي قنابل مضيئة ، ويمكن التحكم في توقيت انفجار قذائف الهاون . حيث يمكن أن تنفجر قبل وصول الهدف وتسمى القذائف الإنشطارية ، ويمكن أن تنفجر بعد اصطدامها بالهدف بعدة ثواني وهذه تستخدم ضد المباني وذلك لضمان اختراقها السقف ووصولها داخل الشقة المطلوبة .
5. لا يشترط في مستعمله الذكاء الشديد حيث أنه سهل الاستخدام ولا يحتاج لتعليم عالي .
6. سهل الحمل والفك والتركيب .
7. ليس له حقل رماية ميت فيمكنه الرماية على جميع الأهداف التي تقع ضمن مداه .
8. قوة التأثير حيث تنتشر شظايا قذائفه في دائرة قطرها 50 م .
9. المناورة حيث يمكن للهاون أن يرمي على عدة أهداف من مكان واحد .
عيوب السلاح : -
1- طول مدة تحضيره وتربيضه .
2- إمكانية كشف المدفع ليلاً نتيجة اللهب الذي يخرج من السبطانة ويمكن تفادي ذلك باختيار المكان المناسب أو موضع خافت لهب للسبطانة .
3- عدم الدقة في الرماية حيث لا تأتي قذيفتان في مكان واحد رغم انطلاقهما من نفس المدفع وبنفس القراءة ويعود ذلك للأسباب التالية :
I. طول مدة طيران القذيفة وارتفاعها عن الأرض مما يجعلها تتأثر بالتيارات الهوائية ..
II. الاختلاف في حجم القذائف ووزنها .
III. اختلاف نوعية حلقات البارود .
IV. الاختلاف في عيار جوف السبطانة نتيجة ارتفاع حرارتها من طور مدة الرمي .
طاقم المدفع : -
يتكون طاقم المدفع بالشكل النموذجي من ( القائد ، المسدد ، الرامي ، المدخر ، الراصد )
أجزاء الهاون : -
1. السبطانة : هي عبارة عن ماسورة ملساء مقفلة من الخلف بواسطة مغلاق حلزوني عند الهاونات المتوسطة أما عند الهاونات ذات العيار الكبير فيتكون الجزء الخلفي من مغلق قابل لفك بسهولة كما هو الحال بالمدفعية الحلزونية لأن هذه الهاونات تذخر من الخلف .
2. الناقر : ( الإبرة ) وتكون في الهاونات الصغيرة والمتوسطة ثابتة ، ولها وضعيتين فقط ( أمان ، ونار ) حيث أن القذيفة عند إسقاطها من السبطانة ، تصطدم الكبسولة الموجودة في عقب القذيفة في الناقر ، فتخرج القذيفة مباشرة . أما في الهاونات الكبيرة فهي فيمكن التحكم بها كما هو حال الزناد في الأسلحة العادية ، حيث يربط محرر الإبرة بحبل يتم شده عندما يقرر الإطلاق ، وهذه الخاصية ، لأن الهاون يلقم من الخلف كما ذكرنا ، ووجود الحبل ليكون الرامي بعيد عن ضغط الانفجار . الكبير عند انطلاق القذيفة .
3. المنصب الثنائي الأرجل : ووظيفته مسك الجزء الأمامي للسبطانة في أي زاوية من زوايا الارتفاع ، ويحوي المنصب على أجهزة التحريك الأفقي والعامودي ومحور التحريك الأفقي وجهاز امتصاص الضغط ( المهمدين ) كما يتكون المنصب من ساقين يتصلان ببعضهما البعض بالمفصل الذي يحتوي جهاز الرفع والدوران الميكانيكي وجهاز تسوية الميلان الميكانيكي أيضاً .
4. القاعدة : هي جسم معدني فيه حوض تثبت فيه الكرة الحديدية الموجودة في مؤخرة مغلاق السبطانة ، وتستخدم لمسك وتثبيت السبطانة من الخلف ، وتكون على عدة أشكال إما مثلثة الشكل أو دائرية أو مربعة ، وذلك حسب الدول المصنعة ، ووظيفتها تثبيت المدفع كي يحافظ على اتجاه الرمي . ولكي توزع الضغط الناتج عن الرماية ، فتحافظ على سبطانة المدفع من الإنغراس في الأرض .
و هناك قواعد تكون عبارة عن عجلات وخوصاً بالمدافع من العيار الثقيل .
5. الموجه أو المنظار أو المبصار حيث أن له عدة تسميات . وتكون المنظار من :
أ. قاعدة المنظار .
ب. مثبت المنظار .
ج. طبلة الارتفاع مدرجة بالمليم ( من 0 إلى 100 مليم ) .
هـ. طبلة الارتفاع مدرجة بالتام من ( 0 إلى 10 تام ) .
و. طبلة الزاوية الجانبية من ( 0 إلى 100 مليم ).
ز. طبلة الزاوية الجانبية من ( 0 إلى 60 تام ) .
ح. عتلة التوجيه السريع .
ط. العدسات ( العينية والشيئية ) .
ي. فقاعة التضبيط الارتفاعي .
ك. فقاعة الميل الجانبي .
ل. نيشان فرضة وشعيرة للتوجيه الابتدائي .
تمييز القذائف :-
1. الانفجارية لونها أخضر زيتي حشوتها TNT .
2. القذيفة الدخانية لونها أخضر فاتح مع حزام أحمر حشوتها فسفور أبيض .
3. القذيفة المضيئة لونها أصفر مع حزام أحمر حشوتها شمع مشعل .
4. تدريبية لونها زرقاء .
الهاون عيار 120 مم
أدخل الهاون 120 مم HM-38 الخدمة عام 1938، وكان من أبرز النجاحات الرئيسية لصناعة الأسلحة السوفيتية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان باستطاعته إنتاج ستائر كثيفة من النيران بدقة وبسرعة، كما كان قابلاً للتحريك إلى مواقع لا يستطيع الوصول إليها أي سلاح آخر مشابه، وبرهن على أنه سلاح سهل الإنتاج وقليل التكلفة. ووزع على سرايا المدفعية الملحقة بفرق المشاة السوفيتية.
وبعد فترة وجيزة من استيلاء الألمان على كميات من الهاون نموذج HM-38 بدأ السوفيت فوراً بإدخال هذا الهاون في خدمة قواتهم، بل ذهبوا إلى إنتاج نسخة مباشرة منه.وفي عام 1943، قام فريق من المصممين السوفيت بالتقدم خطوة أخرى إلى الأمام وكأنهم لم يكتفوا بالنجاح الذي اكتسبه تصميمهم الأول، فصمموا وأنتجوا الهاون نموذج HM-43 وفي هذا الشكل الجديد دعمت أجهزة امتصاص الصدمات التي كان يعتمد عليها الهاون، والمتواجدة بين الركيزة والسبطانة، كما أدخل تعديل على المقطورة فأصبحت هيكلاً من الفولاذ الملحوم بدلاً من الشكل الأنبوبي الذي كانت عليه أولاً.
وتستطيع المقطورة "الترولي" حمل مدفع هاون وقذيفة جاهزة للاستخدام، وبمرور الوقت، حُملت هذه الهاونات على مركبات، وتم نقلها على عربات مجنزرة.
واختفى النموذج HM-38 تقريباً، ولكن ما من شك أن بعضه ما زال موجوداً في أمكنة مختلفة من العالم.
ويعتبر النموذج HM-43 النموذج الذي استمر في الخدمة في الجيش الأحمر، وفي الكثير من الجيوش الأخرى أيضاً، ولكن إنتاجه قد توقف.
1. بلد المنشأ: الاتحاد السوفيتي "سابقاً".
2. الاستخدام: يستخدم مع سرايا المدفعية، الملحقة بفرق المشاة السوفيتية، ويستخدم لتدمير القوة البشرية للعدو ووسائل نيرانه والتحصينات الدفاعية الخفيفة، ويمكن العمل على جميع أنواع الأراضي.
3. الدول المستخدِمة: ما زال في الخدمة في القوات المسلحة السوفيتية، وأيضاً في خدمة بعض الجيوش الأخرى مثل ألبانيا، والصين، وتشيكوسلوفاكيا "سابقاً"، ومصر، وألمانيا الشرقية، والعراق، وكوريا الشمالية، رومانيا، وسورية، وفيتنام، واليمن، ويوغسلافيا.
المواصفات العامة والفنية
· التسليح:-
العيار: 120مم M-1943
الطاقم: 6 أفراد
أقصى مدى: 5.70 كم
أقل مدى: 4.60 كم
أقصى معدل للرماية: 12 - 15 قذيفة / الدقيقة
الوزن في وضع الرماية: 274.8 كم
الطول في وضع التحرك: 3.519م
زاوية الارتفاع: من +45 إلى +80 درجة
معدل النيران: 100 قذيفة في الساعة
زاوية الانحراف الأفقي: 8 درجات
نوع الذخيرة: Smoke, WP, FA 43 HE
وزن الذخيرة: 15.4 كجم HE
السرعة الابتدائية: 272 م/ث
الوحدة النارية: 50-80 قذيفة HE 42، WP 8
· الذخيرة:-
وزن القذائف شديدة الانفجار ذات الشظايا 16 كجم إلى 16.4 كجم
والقذيفة الرئيسية التي يستخدمها النموذج HM-43 هي القذيفة ذات الشظايا الشديدة الانفجار، ولكن تتوفر أيضاً قذائف دخان، ويمكن رماية القذائف بواسطة إبرة ضرب النار , أو بواسطة جهاز للرمي يتم تشغيله بواسطة حبل.