أهمية الدعاية بعد اتهامات كيري
بقلم: إيزي لبلار
قليلون هم الاسرائيليون الذين فاجأهم أن التفاوض مع الفلسطينيين أخذ يموت. فالقرار الفلسطيني على تقديم ترشح لـ 15 مؤسسة دولية لبعضها صلة بالأمم المتحدة، هو نكث أساسي لاتفاقات اوسلو. وقد ألح جون كيري على أبو مازن أن يكف عن ذلك، فأُجيب برفض ساحق.
بعد ذلك تابعت السلطة السخرية من الولايات المتحدة بزيادة مطالبها زيادة فاحشة. وشمل ذلك اعترافا بخطوط وقف اطلاق النار في 1949 بأن تكون حدودا نهائية، وهذا شيء يتطلب التنازل عن حائط المبكى وعن الضواحي اليهودية من شرقي القدس؛ والافراج عن 1200 مخرب آخر فيهم البرغوثي وسعدات قاتل الوزير رحبعام زئيفي؛ ومنح 15 ألف عائلة من اللاجئين الفلسطينيين جنسية اسرائيلية في اطار حق العودة العربي وطلب "اسقاط الحصار عن غزة".
وعاد كيري في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ كي يحمي نفسه من السقوط الكارثي لتدخله الفاشل، عاد الى العادة القديمة المريبة وهي المعادلة الاخلاقية بين الطرفين، لكنه ألقى أكثر التهمة على اسرائيل.
اتهم اسرائيل، بتبنيه التوجه الفلسطيني، بأنها امتنعت عن الافراج عن مجموعة المخربين الاخيرة، واتهمها بالتحرش لأنها وافقت على البناء في غيلو – وهو ضاحية يهودية لا شك ألبتة في أنها ستبقى الى الأبد في يد اسرائيل. وقد سوغ في واقع الامر استقرار رأي الفلسطينيين على الانضمام الى الـ 15 منظمة دولية.
من الضروري أن تصوغ الحكومة مبادرة عالمية مهمة لدفع موقف اسرائيل الى الأمام. ويجب عليها أن تتحقق من أن سفراءنا يبدأون حملة دعائية قوية ويستدعون بصورة فعالة دعم الجاليات اليهودية المغتربة واصدقاء اسرائيل. وعلينا أن نثبت عدم استعداد الفلسطينيين للتنازل عن شيء في كل موضوع وأن نثبت خاصة اصرارهم على عدم المرونة في ثلاثة مواضيع حاسمة هي أساس تعايش حقيقي وهي: حق العودة للاجئين، والاستعداد للتوصل الى انهاء الصراع والاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية.
ينبغي أن نعود ونؤكد المفهوم من تلقاء نفسه. فالسلام يحتاج الى طرفين والتنازلات الاخرى من طرف واحد تعمل مثل حافز للفلسطينيين الى استعمال مطالب أكثر شذوذا. والحديث عن أن انهاء السيادة اليهودية يتبوأ منزلة أهم في ترتيب أولويات السلطة من الاستقلال السياسي.
يتوقع أن يبادر الفلسطينيون الى حملة عالمية قوية للتنديد بنا ووصمنا وسلبنا شرعيتنا ومقاطعتنا. وإن انضمام الدول الاسلامية والعالم الثالث ودول اخرى يضمن أكثرية معادية دائمة لإسرائيل في جميع مؤسسات الامم المتحدة. وإن التنديد بإسرائيل هذا الشهر في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان، في مواضيع شملت عدوانا في ظاهر الامر على حقوق الانسان لمواطنين عرب في الجولان (امتنع الاوروبيون) يقول كل شيء.
نحن محتاجون الى دعم الجمهور الامريكي ومجلس النواب لثني اوباما عن التخلي عنا، ولضمان أن تقتصر الحملة الدعائية الفلسطينية على قرارات لا مضمون لها. وعندنا اسباب حقيقية تدعونا الى الخشية من تنحي ادارة اوباما جانبا والامتناع عن استعمال الفيتو في مجلس الامن وتشجيع الاوروبيين بصورة غير رسمية على أن يفرضوا علينا الاستمرار على التنازلات.
وعلينا أن نُبين من جهتنا أننا لا ننوي ألبته أن نقترح تنازلات اخرى وأن نرشو السلطة كي تفاوضنا. وحينما يشير الفلسطينيون الى استعدادهم لإدارة محادثات صادقة دون شروط مسبقة، سنجيب بنعم ونعود الى اظهار الاستعداد في الطريق الى سلام حقيقي.