شمس نيوز/ تمام محسن
تصوير / حسن الجدي
في ورشة صغيرة ملحقة بمنزله، يحاول الأربعيني معين وادي نفض التراب عن مهنة كادت تندثر، وعلى رغم من بساطة المكان لكنه يوحي بعمل مضن لصناعة السيوف.
امتهن وادي، الشهير بـ"سياف العرب"، صناعة السيوف منذ كان في العشرين من عمره، ويقول: " صناعة السيف جزء أصيل من ثقافة البدو.. السيف قديما سلاح الفرسان ولم يكن مقبولا للرجل المشي بدون سيفه لأنه رمز الرجولة والكرامة والفخر، ولم يكن يفارقه صاحبه نهارا أو ليلا "
تحت صورة لوالده معلقة على الجدار، المعلم الأول في المهنة، يعرض وادي مجموعة من السيوف متقنة الصنع، استغرقت منه أسبوعا على الأقل لإنجاز كل واحد منها.
يحاول وادي المحافظة على هذا الإرث العائلي، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بأصوله البدوية، مشيرا أنه الوحيد الذي يصنع السيوف في قطاع غزة.
والطفل ماجد، البالغ من العمر عشرة أعوام، أيضا يسير على نهج والده وجده، بعد دروسه المدرسية ينطلق نحو الورشة ليستقي دروسا أخرى تختلف عما يتلقنه من الكتب المدرسية، ليضمن استمرار حرفة صناعة السيوف وانتقالها إلى أجيال أخرى.
وعن كيفية صناعة السيف، يوضح: " أولا نستخرج حديد خاص من السيارات القديمة، ثم يحمى على النار ويحف ويسن ويلمع، ويأتي بعد ذلك دور تركيب المقبض، ثم الواقي النحاسي، وأخيرا تفصل الغمد من خشب الزان ثم يكسى الخشب نحاس ويزين بالزخارف والأحجار الكريمة".
وبطول صبر وأناة ينقش وادي الزخارف الدقيقة على غمد السيف النحاسي، ويبين لشمس نيوز: " يستغرق صناعة السيف الواحد من 7 إلى 10 أيام، لكن في حال توفر الكهرباء على مدار الساعة لن يستغرق سوى 3 أيام فقط".
وعن زبائنه المهتمين باقتناء السيوف، يبيّن أنهم من فئة المخاتير والوجهاء بالإضافة إلى فرق الدبكة الشعبية، والدحية التي تشهد حضورا لافتا في الأفراح في الآونة الأخيرة.
ويتراوح سعر السيف ما بين 200 إلى 500 دولار، بحسب نوع الأحجار الكريمة المستخدمة في الغمد.
ويسعى وادي لصناعة السيوف الدمشقية، إلى جانب سيوف "الحنية" و" الشقة" التي يتقنها، ويدعو المؤسسات إلى الالتفات لهذه المهنة وايلائها اهتماما أكثر.