شمس نيوز/ منى حجازي
يبدو أن ملف جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية بغزة بدأ يشهد حراكاً من قبل "اسرائيل"، حيث كشفت القناة العبرية الثانية، مساء أمس ، أنّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر "الكابينت"، سيبحث يوم الأحد المقبل، لأول مرة منذ عامين، سبل استعادة "جثتي جنديين إسرائيليين فُقدا" ، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014.
وتوقعت القناة العبرية ، أن يطرح "الكابينيت" إجراءاتٍ جديدةً للضغط على حركة حماس، من بينها تشديد ظروف اعتقال أسرى الحركة في سجون الاحتلال، والضغط على أسر أعضاء كتائب القسام، وإعادة اعتقال بعض محرري صفقة تبادل الأسرى، التي أبرمتها "إسرائيل" مع حماس مقابل استعادة الجندي، جلعاد شاليط، عام 2011.
ضغوطات
عضو الكنيست عن الحزب العربي عبدالله أبو معروف، قال: إنه لا جديد طرأ على صعيد قضية الجنود الأسرى لدى المقاومة، خاصة أن الأخيرة لم تقدم لـ"إسرائيل" أي تنازل بخصوص شروطها المرفوضة من قبل حكومة نتنياهو، لذلك يمكن اعتبار انعقاد الكابينت للتداول السياسي والإعلامي فقط".
وأوضح أبو معروف، في حديثٍ لـ "شمس نيوز"، بأن الضغوطات الداخلية التي شكلها مجموعات من السياسيين وأطراف معارضة لحكومة نتنياهو، إلى جانب تهديدات عائلات الجنود المفقودين الأخيرة، دفعت حكومة "نتنياهو" إلى الإعلان عن جلسة لبحث استعادة جثتي جنديين فقدا في غزة".
صفقة جديدة
أما المختص بالشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، بيّن أن، الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن اعتقاد جازم بأن للاحتلال مواطنين وأسرى مفقودين وجثث، وأنه لا سبيل للحصول عليهم إلا من خلال عملية تبادل للأسرى كالذي فعلها للإفراج عن "جلعاد شاليط"، متوقعاً بإحراز صفقة قريبة بين "إسرائيل" وحركة حماس.
وتابع المختص جعارة، حديثه لـ "شمس نيوز": "والذي يؤكد هذه الحقيقة برنامج للقناة العاشرة "المصدر" حيث بث تقرير واسع لعملية تبادل جلعاد شاليط وسجل التقرير قول مائيير داغان رئيس الشباك إنه لا سبيل للإفراج عن جلعاد شاليط إلا بالتبادل، انتظرنا خمس سنوات للحصول على جلعاد ولم نجدها مما يعني لا سبيل للحصول ما عند المقاومة إلا بالتبادل كما فعل مع "شاليط"، وفق تحليلات المختص.
ليس عاديا
أما عن دوافع انعقاد المجلس غداَ، يرى جعارة، أن الأسباب ليست دولية بالتأكيد، فأوباما طلب كثيرا الإفراج عن شاليط ولم يحدث، فالقضية ليست انجازاً سياسياً أيضاً، بل جاء التحرك الإسرائيلي نتيجة ضغوطات داخلية من قبل الشارع الإسرائيلي والإعلام.، وتخوف "نتنياهو" أن تتحول القضية لأداة تحارب حكومته وتطيح بها.
من جهة أخرى، أوضح المختص بالشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، أنه بالعادة يجتمع "الكابينت" بعد اجتماع الحكومة، فإن حدث واجتمع "الكابينت" قبل الحكومة يكون هناك أمراً مستعجلاً، يحتاج إلى دراسة ومن ثم عرضه على الحكومة، واجتماع المجلس الوزاري غداً ربما هناك مستجدات لا يمكن حصرها بضغوطات أهالي الجنود المفقودين، قد تكون حماس مررت رسائل معينة عبر وسطاء، لإحياء الملف من جديد".
وأضاف أبو عامر، لـ "شمس نيوز"، أن حركة حماس نجحت في زعزعة ثقة أهالي الجنود وإثارة مشاعرهم وتخوفاتهم على مصير أبنائهم، من قبل بعض الرسائل التي وجهت عبر الإعلام بشكل عام أو عبر رسائل مباشرة لذوي المفقودين بالتالي تبددت القناعات التي حاولت الحكومة الإسرائيلية ترسيخها بأن الجنود قتلوا"، لافتاً إلى ان وتيرة الاحتجاجات ستزداد ضد حكومة نتنياهو مع بداية العام الجديد مالم يتخذ الأخير قراراً مرضياً للأهالي.
وأسرت كتائب القسام الجندي أورون شاؤول في كمين شرق مدينة غزة، يوم الأحد 20 يوليو 2014، وهو ثاني جندي تأسره المقاومة الفلسطينية بعد جلعاد شاليط، فيما اختفى الضابط هدار جولدن بعد اشتباكه من كمين للقسام شرق رفح أثناء العدوان الأخير على غزة صيف 2014.
لم تعترف "إسرائيل" بفقدانها لأحد جنودها إلا بعد يومين من خطاب أبو عبيدة أي في 22 يوليو
وحذرت والدة الجندي الإسرائيلي "أرون شاؤول" الأسير بقطاع غزة لدى المقاومة، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالقول: "إن نسيان جنود جولاني سيدفعهم لنسيانك".
وأضافت والدة الجندي، في عيد ميلاده الثالث والعشرين، مخاطبةً نتنياهو: "إنه يعرف كيفية إرسال الأبناء إلى حرب استمرت 51 يومًا، وهي أطول من حرب الغفران (أكتوبر 73)، وأنت أدخلته إلى غزة وعليك مسئولية إخراجه من هناك، لا يهم بأي طريقة، فلا تتخلى عن جنود جولاني لأنهم سيتخلون عنك".