شمس نيوز/ خاص
تُعد هذه الأيام ذروة موسم محصول "الذهب الأحمر"، والتي يفترض أن تغمر فيه الأسواق الغزية، لكن هذا العام جاء على خلاف ذلك، بسبب تصديره للأسواق الأوربية، تحت مبررات تعويض الخسارة التي لحقت بالقطاع الزراعي خلال الحرب الأخيرة، وقلة الأمطار التي روتها.
ويكلف الدونم الواحد من الفراولة، المزارع قرابة 4500 دولار أمريكي، فضلا عن إنتاجها بالمقاييس والمواصفات العالمية والمعدة أصلا للتصدير وليس للسوق المحلي زهيد الثمن.
مراسل "شمس نيوز" أثناء تجوله في الأسواق، لاحظ قلة الكميات من "الفراولة" ، بالاضافة لشكاوي المواطنين حول قلة الكميات وارتفاع أسعارها.
البائع العشريني جهاد السيد، يعرض على "بسطته" كمية محدودة من الفراولة المعدة للتصدير ويقول لمراسلنا "طلبت من التاجر تزويدي بكميات من الفراولة لتلبية طلبات المشترين، لكنه رفض امدادي إلا بقليل من العلب، بدعوى أنها مجهزة للتصدير، حيث تباع "العلبة" منها بـ 8 شيقل أو أكثر".
تعويض الخسارة
فيما أفاد المزارع أبو محمد العطار، بأن تقلّص المساحات المزروعة بمحصول الفراولة وصل إلى قرابة 50%، بسبب توالي الحروب والخسائر الكبيرة التي لحقت بالقطاع الزراعي خلال السنوات الثماني الماضية.
ومع ذلك، فإن العطار يفضل تصدير الكميات التي تنتجه أرضه للخارج، بهدف تعويض الخسارة التي يتعرض لها، خاصة في ظل تحكم الاحتلال بالكميات المصدرة للأسواق الأوروبية.
وبدا ذلك واضحاً خلال العام الجاري، حيث تفتقد الأسواق الغزية لمحصول الفراولة، في حين أنها أغرقت الأسواق الأوربية، وفق العطار.
وفي ذات السياق، يشتكي المزارع "أبو محمود" من قلة انتاج الفراولة خلال العام، الأمر الذي ألحق به بعض الخسائر، ودفعه لتفضيل تصديرها للأسواق الخارجية، ظناً منه تعويض بعض الخسارة.
ويوضح أبو محمود خلال حديثه لشمس نيوز، أن ارتفاع تكاليف زراعة الفراولة وعدم تصديرها للخارج يعود بالضرر على المزارع الفلسطيني، مشيراً إلى ضعف الانتاج في هذا الموسم، مما سيلقي بظلاله السلبية عليه بشكل كبير.
التصدير للخارج
وكانت "إسرائيل" قد سمحت بتصدير الفراولة من قطاع غزة إلى الأسواق الأوروبية، رغم تراجع زراعتها بسبب تأخر تصديرها والتكلفة العالية في زراعتها، وفق ما ذكره نزار الوحيدي مدير عام الارشاد والتنمية بوزارة الزراعة في غزة.
وبيّن الوحيدي في حديثه لـ "شمس نيوز" أن، التصدير له قيود كثيرة، "لذلك ليس كل ما ينتج يصلح للتصدير من حيث الشكل والناحية الفيزيائية"، وفق قوله.
وأشار إلى أن، محصول الفراولة يحتاج إلى مياه عذبة جداً ويستهلك كميات كبيرة، لافتاً إلى أن وزارته اتخذت قراراً بتقليص الكميات المزروعة تفادياً لتعرض المزارعين لخسائر مادية كبيرة، منوهاً إلى أن الأسواق الاوروبية تعوض المزارعين بعض الخسائر المالية التي تلحق بهم خلال الموسم.
العملة الصعبة
وفي السياق ذاته، اعتبر الوحيدي، محصول الفراولة لا يشكل أمراً أساسياً في سلة الغذاء الفلسطيني، مؤكداً أن التصدير يجلب العملة الصعبة للقطاع، وفق قوله.
يذكر أنه، يوجد في القطاع قرابة 600 دونم مزروع بالفراولة، وينتج قرابة 1500 طن، في حين أنه كان يزرع في السنوات الماضية 3000 دونم وينتج 7 آلاف طن من الفراولة.
وفي سياق آخر، كشف مدير عام الارشاد والتنمية، عن وجود تحسن في مسألة سماح الاحتلال بتصدير المحاصيل الزراعية للخارج.
وقال "يبدو أن الاحتلال في مرحلة مهادنة تجارية مع قطاع غزة، وهناك مؤشرات لتحسن كبير"، مشيراً إلى وجود تنسيق عالٍ عبر موظفي رام الله لتصدير واستيراد المحاصيل الزراعية.
وأرجع هذا التحسن إلى أن، الاحتلال لم يجد أفضل وأرخص من المزروعات في قطاع غزة.
ويواجه مزارعو قطاع غزة معاناة كبيرة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم من إطلاق للنار وسقوط للقذائف المدفعية على أراضيهم وممتلكاتهم الزراعية، إلى جانب منعهم من الوصول لأراضيهم في المناطق الحدودية