شمس نيوز/ خاص
فتحت السلطات المصرية قبل يومين بوابة معبر رفح في وجه المسافرين الفلسطينيين، المتعطشين للسفر، لاسيما الذين تعطّلت أعمالهم خارج القطاع، ورغم البرد القارس ليلاً هذه الأيام، وطول الطريق، إلا عناصر من الجيش المصري أقدمت على احتجاز عدد كبير من المواطنين على ما يُعرف بحاجز (الريسة) بين رفح المصرية ومدينة العريش.
مصادر خاصة أكدت لـ "شمس نيوز"، أن مئات المسافرين لا يزالون متواجدين على حواجز الجيش المصري منذ أول أمس، فيما فقدت عشرات العائلات الاتصال بذويهم نتيجة عدم توفر وسيلة اتصال بهم.
وأشارت المصادر إلى، أن عناصر من الجيش المصري أقدموا على تفتيش المسافرين وحقائبهم رغم أجواء البرد القارس والأمطار المنهمرة، عند بعض الحواجز وخاصة (الريسة).
وبحسب ما روى أحد المسافرين الذي وصل لمعبر رفح بعد احتجازه لأكثر من يوم، قال "إن الجيش المصري صادر جميع الحقائب وترك الملابس فيها فقط، إضافة إلى العطور والهواتف وأجهزة اللاب توب، والهدايا دون معرفة الأسباب".
ويضيف "المعاناة تزداد أكثر فأكثر بعد الخروج من البوابة المصرية ووصول الحواجز، حيث يمنع الجيش دخول بعض الحاجيات مثل المعسل والدخان وغيره من البضائع"، واصفاً عمل المعبر بأنه يسير (كالسلحفاة).
شهادة أخرى، تروي الصحفية سمر أبو العوف لـ "شمس نيوز"، رحلة "العذاب" التي بدأت فصولها مساء الجمعة الماضي عندما انطلقت من العاصمة المصرية القاهرة متوجهةً لقطاع غزة.
وفي تفاصيل الرحلة التي تحمل في ثناياها فصولاً من المعاناة والمرارة، خلال طريقها الطويل، الذي نُصبت فيها حواجزاً للجيش في كل مسافة قريبة، "أكثر من 20 حاجزاً واجهنا خلال طريقنا من القاهرة للمعبر"، وفق أبو العوف.
وتضيف وعلامات الإرهاق ترتسم على محياها "يتم إيقافنا من الجيش المصري عند كل حاجز، حيث نتعرض للتفتيش الجسدي والحقائب، دون أخذ الاعتبار لأي حالات مرضية خاصة أو غيرها، تحت مبرر الحفاظ على الحالة الأمنية".
ولكن الأشد قسوة من هذه الكمائن هو حاجز (الريسة) الذي كانت له دروب أخرى في المعاناة، "وصلنا الحاجز عند الساعة 11 ظهراً، وتعرضنا للتفتيش كباقي الحواجز، لكن بطريقة أكثر دقة، حيث بات الجيش لا يراعي الحالات الانسانية، الأمر الذي أدى لتأخرنا هناك"، بحسب أبو العوف.
وتتابع: "نتيجة للتأخير اضطررنا للمبيت، وافترشنا الأرض نظراً لعدم وجود مأوى أو مكان قريب، حيث كانت تلك الليلة الأشد قسوة، بسبب تواصل اطلاق النار بين الجيش وبعض الجماعات المسلحة، وفي ظل البرد القارس، إلى أن سُمح لنا بالمغادرة عند الساعة 11 ظهرا في اليوم الذي يليه"، على حد وصفها.
واعتبرت تلك الرحلة "في غاية الصعوبة من بدايتها إلى نهايتها"، مشيرةً إلى أنها استغرقت 3 أيام.
أما المواطن أبو أحمد، تجرع من كأس مرارة التفتيش والانتظار عند حواجز الجيش المصري خلال عودته إلى قطاع غزة، بحسب قوله.
ويصف أبو أحمد الذي رافقته زوجته وأطفاله الاثنين، الرحلة بـ "العذاب"، مضيفاً: "الجيش المصري لا يأبه للحالات الانسانية خلال التفتيش في ظل الأجواء الباردة، إضافة إلى مصادرته العديد من الممتلكات الخاصة بالمسافرين".
ويوضح أن ،المعاناة طالت جميع الفئات، ولم تفرق بين المسن والمريض، حيث تم إجبارهم على إلقاء ملابسهم على الأرض، وصادرت بعضاً من ممتلكاتهم، لافتاً إلى أن أعداد المسافرين المتواجدين في الصالة كبير جداً مقارنة مع مساحتها، عدا عن عدم توفر أي مستلزمات للمبيت هناك.
وأعلنت السلطات المصرية فتح المعبر بدءًا من يوم السبت الماضي، في كلا الاتجاهين بشكل استثنائي ولمدة 3 أيام.
وكانت حركة العمل في المعبر، في يومه الأول، بطيئة نسبيًا بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث غادر "457" مسافرًا على متن أربع حافلات باتجاه الصالة المصرية.
فيما غادر، أمس الأحد، 685 مسافراً على متن ست حافلات القطاع، باتجاه الصالة المصرية من المعبر، فيما وصل 1340 مسافراً وعالقاً، إضافةً لوصول حالتي وفاة إلى غزة.
وتشهد شبه جزيرة سيناء أوضاعاً سياسية غير مستقرة في هذه الأيام، نتيجة الهجمات التي تحدق بالجيش المصري ممن تسمى "جماعات إسلامية". ويبدو أن هذه الأوضاع سرعان ما تنقلب على حياة المسافرين خلال رحلة سفرهم، فور خروجهم من المعبر (البوابة المصرية متجهين نحو مصر).