شمس نيوز/ هيئة التحرير    

تعيش القيادة العسكرية في "إسرائيل" قلقا بالغا من اندلاع حربا على ثلاث جبهات قد تخلق سيناريوهات "مروعة"، وذلك في ظل التوتر الذي تشهده الجبهتين الشمالية والجنوبية معا.

ويرى مراقبون إسرائيليون، أنه في حال اندلعت مواجهة بين حماس و"إسرائيل"، قد ينضم لها حزب الله اللبناني، بجانب إيران التي أيضا قد تقرر المشاركة من خلال فتح جبهة ثالثة ضد الاحتلال، خاصة في ظل الوجود العسكري الإيراني في سوريا والمتمركز في قاعدة لا تبعد كثيرا عن مدينة القنيطرة.

وزادت حدة التوتر مع سوريا ولبنان (شمالا) في أعقاب قصف الطائرات الإسرائيلية لأهداف على الأراضي السورية قالت "إسرائيل" إنها استهدفت أسلحة "متطورة" كانت ستنقل إلى حزب الله اللبناني.

وفي الوقت ذاته، اعترضت طائرات الاحتلال صاروخا أطلق من سوريا ردًا على الغارة، الأمر الذي يشي بتحول في الموقف السوري والانتقال من مرحلة الصمت إلى مرحلة الرد المباشر على الاعتداءات الإسرائيلية.

وأمس الأحد، شنت طائرات بدون طيار تتبع لجيش الاحتلال غارة ضد سيارة سورية في القنيطرة، وأعلن الجيش السوري فيما بعد أنّ أحد قادة الدفاع الوطني قتل جراء الغارة.

وعلى صعيد جبهة الجنوب، والمواجهة مع قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال، الأحد، عن بدء تدريب ضخم جدًا، بالتزامن مع التوتر الذي طرأ في الآونة الأخيرة.

ويحاكي التدريب قيام حرب مع قطاع غزّة، وقد استدعى الجيش آلاف جنود الاحتياط للمناطق المحاذية للقطاع، في إطار التدريبات.

ونقل موقع "0404" العبري، عن الناطق باسم جيش الاحتلال، قوله "هذه التدريبات هي جزء من خطة التدريبات العامة لسنه 2017، وقد تم التخطيط والإعداد لها مسبقًا".

إلى ذلك، رأى المحلل الإسرائيلي عاموس هارئيل أّن "التوتر مع سوريا ولبنان وحماس يزداد، وقدرات إسرائيل على المواجهة تتقلص"، وفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية.

وعلى صعيد جبهة الجنوب، اعتبر هارئيل أنّ ردود جيش الاحتلال على عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة من قطاع غزة "ضعيف جدًا"، مفسرًا ذلك بأنّ حكومة بنيامين نتنياهو تريد تجنب الانجرار إلى حربٍ واسعة حاليًا، في ظل التوتر في الجنوب والشمال معًا.

سيناريوهات مروعة

وتساءل الصحافي الإسرائيلي بن مئير، حول قدرة "إسرائيل" على خوض حرب على ثلاث جبهات، مشيرًا أن "إسرائيل" ستفوز بالحرب من الناحية الفنية، ولكنه سيكون النصر الأكثر تدميراً في تاريخ الحروب في العصر الحديث، وفق قوله.

وقال بن مئير، إن "القيادة العسكرية العليا في اسرائيل قلقة بشكل خاص إزاء احتمال أنّه في حالة اندلاع أعمال عدائية بين إسرائيل وحماس، ُيحتمل أن ينضمّ لها حزب الله (أو العكس بالعكس)".

وأضاف أن، إيران قد تقرر الانضمام إلى غزوة أو تحرض على القتال في المقام الأول وبذلك تجبر "إسرائيل" على القتال على ثلاث جبهات. وهذا من شأنه أيضا أن يوفر للفلسطينيين في الضفة الغربية الفرصة للقيام بانتفاضة ضد الاحتلال.

وبحسب مئير، يقدّر أن لدى حماس وحزب الله ما يقرب من 200 ألف صاروخ قصير ومتوسط المدى. يُمكن للعديد منها أن يصل إلى أي هدف في "إسرائيل" من المطلة شمالا وحتى إيلات في أقصى الجنوب. وباستطاعتهما أن يمطرا معا ً أكثر من ألف صاروخ يومياً لمدة ما يقرب من سبعة أشهر.

وأضاف " نظراً لتصاعد التوتر بين إسرائيل وحماس وحزب الله، لا يمكن استبعاد اندلاع خطير من الأعمال العدائية بينها. وعلى الرغم من أن قوات الدفاع الإسرائيلية ليست غافلة عن مثل هذا الاحتمال، غير أنها تواجه سيناريو شبيه بالكابوس، بغض النظر عن كيف ومتى قد تندلع مثل هذه الحرب".

وتابع بالقول، إنه "لمنع مثل هذا السيناريو الكابوسي الرّهيب، قد تشعر الحكومة الإسرائيلية بأنّ عندها المبرر للقيام بقصف واسع النطاق على جميع الجبهات الثلاث. ونظرا لحقيقة أن جزءا كبيرا ً من صواريخ حزب الله وحماس مخزّن في المجتمعات المدنية، من المحتمل أن يكون هناك عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين".

وزاد: "علاوة على ذلك، قد تجبر الهجمات ضد إسرائيل من قبل القوات الإيرانية في سوريا إلى قيام إسرائيل بقصف أهداف في إيران، مع التركيز بشكل رئيسي على المنشآت النووية في البلاد".