غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر بعد 15 عامًا.. عميدة الأسيرات الفلسطينيات تعانق الحرية

شمس نيوز/ هيئة التحرير

أفرجت سلطات السجون الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، عن عميدة الأسيرات الفلسطينيات، لينا جربوني من عرابة البطوف، بعدما أمضت 15 عاما في السجون الإسرائيلية.

وكان في استقبال الأسيرة، أمام السجن العشرات من أهلها وأترابها، وبعض قيادات وكوادر الأحزاب والحركات الوطنية.

ولدت الأسيرة المحررة، على أرض قرية عرابة البطوف القريبة من مدينة عكا الساحلية في الداخل المحتلة، في الحادي عشر من يناير كانون الثاني، من عام 1974، لتكون الأخت الوسطى من بين تسع شقيقات، وثمانية أشقاء.

وتلقت عميدة الأسيرات، تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس قرية عرابة، ولم تستطع اكمال دراستها نظراً لظروف عائلتها المادية، فلم تتوقف عند ذلك فحسب وإنما اتخذت من مهنة الخياطة ملجأ لمساعدة أسرتها ولتكون لهم السند الحامي في مواجهة مصاعب الحياة.

وكانت جربوني اعتقلت عام 2001 وخضعت لاعتقال قاس في معتقل الجلمة، وذلك للتحقيق معها في حينه بشبهات انضمامها للجهاد الإسلامي، وجرى إدانتها بالمحكمة والحكم عليها بالسجن الفعلي لمدة 17 عاما.

وأمضت جربوني 15 عاما في السجن، وكان اسمها قد أدرج في المفاوضات في صفقة وفاء الأحرار (شاليط) لتبادل الأسرى، غير أن تعنت السلطات الإسرائيلية حال دون الإفراج عنها رغم مرضها.

قضت 15 عاماً بين الألم والمعاناة، كان أشدها في بداية اعتقالها حيث قضت ثلاثين يوماً في التحقيق، تعرضت خلالها لصنوف مختلفة من العذاب والمرارة على أيدي المحققين في سجون الاحتلال، كما أنها تعرضت لضغوط كبيرة عندما تم اعتقال شقيقتها الأخرى وشقيقها أيضا للضغط عليها ولينالوا من عزيمتها إلا أنها أثبتت أنها عصية على الانكسار.

توالت هذه المعاناة على مدار السنين المتواصلة، فحرمت من أن تنال حريتها على الرغم من خروج كافة الأسيرات في صفقة وفاء الأحرار، فسياسة الاحتلال أبقتها حبيسة المعتقل حتى انتهاء محكوميتها، لتكون عميدة الأسيرات الفلسطينيات .

ودائما من وسط الألم تزهر وردة الأمل، لتصنع لنفسها حياة من لا حياة، فاتخذت السجن بيتها ومدرستها وكل ما تملك، كسرت حاجز المعتقل بصبرها، وجعلت من رفيقات المعتقل عائلتها الصغيرة التي تؤنسها وحشتها، أخذت تعلم الأسيرات اللغة العبرية نظراً لإتقانها اياها، وعلمتهن الأحكام والتجويد، إلى جانب مهنة التطريز والخياطة، لتثبت للمحتل بأن ممارساته الجائرة وسياسته لن تثني من سرن على درب المقاومة .

فلم يكن المعتقل بظروفه وجعها فحسب وإنما تعاني من عدة أمراض أصعبها الصداع الدائم، والانتفاخات في القدمين، كما وأجرت عملية جراحية لاستئصال المرارة، و كانت سلطات الاحتلال تتعمد إهمال علاجها بشكل واضح لتزيد من معاناتها.