غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر بالصور.. غزة : أضاحي بلا مُضحين!

شمس نيوز/إسلام قاسم

واحد وخمسون يوما من الحرب شنها الجيش الإسرائيلي علي قطاع غزة, حربا لم تبقي ولم تذر, انتهكت بها اسرائيل كل العهود والمواثيق الدولية , فمنذ اليوم الاول للحرب تعمد الجيش الإسرائيلي تدمير البنية التحتية والاقتصادية للقطاع , من خلال استهداف الثروة الحيوانية بشكل كبير ووحشي , كمزارع تربية المواشي والابقار والدواجن , مما أدى لتدميرها بشكل كامل، بالإضافة لاستهداف المصانع والمنشئات الاقتصادية.

ومع كل يوم يستهدف به الجيش الإسرائيلي تلك المنشئات كانت تثقل كاهل أصحابها , وتكبدهم خسائر فادحة وتترك آثارها على الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام،  وهذا وجه الاحتلال الأقبح الذي مازالت إسرائيل تمارس فصوله باستمرار على الفلسطينيين, وذلك لإرغامهم على الاستسلام والرضوخ.

خسائر بالجملة!

محمد صلاح صاحب مزرعة لتربية المواشي يقول : منذ اليوم الاول للحرب  تم استهداف المزرعة وبشكل مفاجئ , لم نستطع الاقتراب من المواشي , ولكن حينما رجعنا تفاجئنا بموت جميع العجول والابقار في المزرعة كان منظرا صعبا , أن ترى ما يقارب من 100عجل قد ماتت.

ويضيف صلاح لـ"شمس نيوز" : اليوم ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك, دخل للقطاع كمية كبيرة من العجول, ولكن القوة الشرائية للأضاحي ضعيفة جدا, مقارنة بالأعوام السابقة , ففي مثل هذا الموعد من السنة الماضية نبيع كل الأضاحي ولا يبقى إلا أعداد قليلة منها , ولكن حتى هذه اللحظة "الأضاحي كما هي".

ويتابع صلاح: نظرا لأسعار الاضاحي المنخفضة نسبيا لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة , حيث يتراوح سعر لحم العجل الهولندي القائم 16شيكل بينما في الاعوام السابقة 18 شيكل , أما سعر  كيلو العجل الشراري 18 شيكل , أما في العام الفائت فقد كان سعر الكيلو 22 شيكل , وسعر كيلو الخروف 5 إلى6دنانير.

ويوضح صلاح أن سبب ضعف القوة الشرائية لهذا العام ,هو خوف المواطنين من تجدد الحرب وعدم القدرة علي الوصول للأضاحي اضافة للعوامل الاقتصادية والمادية للمواطنين, وأتوقع بأن يرتفع الطلب على الاضاحي مع انتهاء الشهر الحالي وهو موعد انتهاء فترة التهدئة.

الحرب تترك آثارها!

بدوره، يبيّن خلف أبو ناجي الذي يعمل في مهنة ذبح الاضاحي بانه في مثل هذه الايام من كل عام يتوافد المواطنين للحجز لذبح الاضاحي, ولكن حتي هذه اللحظة لم نحجز سوى اضحيتين , بعدما كنا نحجز ما يقارب 60 أضحية كل عام!.

ويعلل أبو ناجي في حديثه لـ"شمس نيوز" هذا الضعف في اقبال المواطنين على الحجز لذبح الأضاحي لهذا العام , كنتيجة طبيعية لضعف الاقبال على شراء الأضاحي في الاساس , فكثير من المواطنين لا نية لديهم بالتضحية في هذا العام , بعد تردي الأوضاع الاقتصادية جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، وخوفا من تجددها.

إسرائيل والاقتصاد الفلسطيني!

من جانبه، يؤكد د. معين رجب أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزة، أن الثروة الحيوانية من الانشطة الزراعية والتي تعتبر من الأنشطة الاقتصادية المهمة في البلاد , كونها تفي بالحاجات الاساسية والضرورية للمواطنين، موضحاً أن  العدو الإسرائيلي يستهدفها وبشكل متكرر لإلحاق الأذى والضرر سواءً بالمستهلك او المنتج, فحينما يستهدف الثروة الحيوانية ينتج خسارة لأصحاب المزارع , يتبعه عجز في السوق , فيضطر التجار للاستيراد من الخارج  خاصه من "إسرائيل" .

ويضيف رجب لـ"شمس نيوز" : يتأثر المستهلك من ناحية ارتفاع الأسعار، وخاصة ذوى الطبقة الفقيرة وأصحاب الدخل المتوسط,  ويتضرر المنتج ويفقد القدرة الانتاجية, ومن الممكن أن لا يعاود الاستثمار في نفس النشاط الزراعي .

ويشير رجب إلى أن أسلوب استهداف المزارع ليس جديدا فقد اتبعه الاحتلال قديما، بهدف إبقاء الاقتصاد الفلسطيني اقتصادا استهلاكيا غير منتج واجبار الفلسطينيين على الاعتماد على الغير , فتزيد أعباء العجز في الميزان التجاري الذي يصبح بصالح "إسرائيل" , وبالتالي هو شكل من اشكال المواجهات .

وينوه الخبير الاقتصادي إلى أن الإقبال الضعيف والمتدني هو نتيجة الحالة الاقتصادية التي يعاني منها الفلسطينيون الذين تأثروا بالحرب , والمنتجون فقدوا مواردهم وفقدوا مزارعهم  , ,فأصبحت مصادر الدخل ضعيفة , فالغالبية العظمى من موظفي قطاع غزة لم يحصلوا علي رواتبهم , وهذا يرتبط بالقدرة الشرائية فالشراء يتطلب رغبة ومقدرة على سداد الثمن , فإذا وجدت الرغبة ولا يوجد دخل فمن هنا يكون الاقبال ضعيفا. 


اضاحي
اضاحي
اضاحي