شمس نيوز / عبدالله عبيد
أكد خبراء في الشأن الإسرائيلي أن قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي ستعلن فيه قطاع غزة "منطقة عدو" ليس جديداً عليها، لأنها اتخذت نفس القرار عام 2007، مشيرين إلى أن إسرائيل تستخدم مثل هذه القرارات للضغط على الجانب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة.
ورأى الخبراء خلال أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أنه من خلال هذه القرار سيتم التعامل مع قطاع غزة عسكرياً وأمنياً، ويتخلل ذلك بعض المعاملات الإنسانية، مثل إدخال البضائع والمواد الإنسانية وحرمان قطاع غزة من كل شيء يصب في الصناعة العسكرية، مستبعدين أن يكون هذا القرار يهدف مباشرة لإسقاط حركة حماس.
وكانت الإذاعة العامة الإسرائيلية، ذكرت أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ناقشت في جلستها أمس الأحد، إعلان قطاع غزة" منطقة عدو".
ومن شأن هذا الإعلان، حسب الإذاعة العبرية، أن يتم منع الفلسطينيين من تقديم طلبات للحصول على تعويضات من "إسرائيل" ولمنع الفلسطينيين تقديم طلبات أخرى على الساحة الدولية.
ليس جديدا
واعتبر الخبير بالشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي ستعلن فيه قطاع غزة "منطقة عدو" ليس جديداً، مشيراً إلى أنه في عام 2007 تم اتخاذ نفس القرار ولم يتغير أي شيء على الأرض.
وأكد أبو عطايا في حديثه لـ"شمس نيوز" أن إسرائيل تحاول أن تستخدم مثل هذه القرارات، للضغط أكثر على الجانب الفلسطيني وعلى الموقف الفلسطيني الذي كان واضحاً بعد العدوان على غزة، منوهاً إلى أن إسرائيل لم تكن بحاجة لمثل هذه القرارات لمساعدتها على العدوان، " فهي شنت ثلاثة حروب متتالية على غزة دون النظر إلى أحد، الرصاص المصبوب، عمود السحاب، وأخيراً حرب الجرف الصامد".
وشدد على أن حكومة الاحتلال تحاول بقدر الإمكان الضغط على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مضيفاً: عندما تحصل إسرائيل على مثل هذا القرار يعني أن يدها مطلقة تماماً تجاه غزة، وما تقوم به من أعمال عدوانية سواء كانت عسكرية أو من خلال الحصار".
وتابع الخبير في الشأن الإسرائيلي: وفي الجانب الآخر تحاول أن تضغط على السلطة الفلسطينية باعتبار قطاع غزة منطقة معادية، هذا يعني أنه على السلطة أن تتخذ الخطوات المقابلة للدفاع أو من خلال الدخول في أحاديث جانبية أخرى غير الأحاديث الضرورية والمهمة المتعلقة في إعادة الإعمار ورفع الحصار عن القطاع".
تصنيفات موجودة
من جهته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي: إن هذا أحد التصنيفات الموجودة في إسرائيل وهي سبق وأن صنفت السلطة الفلسطينية عام 2002 بأنها عدو، وبالتالي شنت عليها عملية السور الواقي التي أدت إلى تهديم مؤسساتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعد فوز حماس بالانتخابات صُنف قطاع غزة على أنه منطقة عدو وهذا الوصف مازال قائماً حتى الآن".
وأضاف الهندي خلال حديثه لـ"شمس نيوز" : لا أعتقد أن هذا الوصف قد تم إلغاؤه، ومنطقة العدو تعني بشكل أو بآخر أن التعامل معه سيبقى وسيظل تعاملاً عسكرياً وأمنياً يتخلله بعض المعاملات الإنسانية مثل إدخال البضائع والمواد الإنسانية وحرمان قطاع غزة من كل شيء يصب في الصناعة العسكرية"، لافتاً إلى أن إعادة طرح هذا الموضوع، وفي هذا الوقت، هو للتأكيد على أن التعامل مع قطاع غزة سيتم وفق التعاطي الأمني والعسكري.
منظمات "إرهابية"
وأشار الهندي إلى أن الإدارات الأمريكية المتلاحقة لا تتجاوز المواقف الإسرائيلية بالمطلق، "مع العلم أن تكاليف العمليات العسكرية التي شنت ضد قطاع غزة خلال السنوات الثمانية الماضية قد اتخذت من الخزينة الأمريكية"، مؤكداً أن الولايات المتحدة تتعامل مع حماس وفق الرؤية الإسرائيلية بالمطلق التي ترى بها أنها منظمة "إرهابية" هي والجهاد الإسلامي، وبعض الحركات الجهادية الموجودة في قطاع غزة.
واستبعد الخبير بالشأن الإسرائيلي أن تسعى الحكومة الإسرائيلية بمثل هذا القرار لإسقاط حركة حماس، مردفاً: لا توجد في إسرائيل حتى هذه اللحظة رؤية إستراتيجية واضحة تدعو لإسقاط حماس، خاصة أنه لا توجد هناك قوة أمنية وسياسية تستطيع أن تحل مكان حماس في الوقت الحاضر أو في السنوات القادمة".
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت عن قطاع غزة، في أيلول العام 2007، أنه "منطقة معادية" وفرضت قيودا على حركة سكان القطاع، وجرى تقليص حجم البضائع الداخلة للقطاع وخاصة الوقود.
وجاء في نص مشروع القرار الحالي أن الإعلان عن القطاع "منطقة عدو" سيبدأ بأثر تراجعي ابتداء من 7 تموز الفائت، وهو اليوم الذي بدأ فيه العدوان على قطاع غزة.