شمس نيوز خاص
عدسة: محمود أبو حمدة
تعاقبت الحضارات المختلفة على أرض فلسطين، فمنذ آلاف السنين توارثت فلسطين ثقافاتٍ عديدة نمت وسادت واندثرت في سواحلها وعلى قمم جبالها.
منها من فتح له أهل فلسطين أبوابها مرحِّبين، ومنها من خاضوا الحروب لردهم عن أرضها، بقوا هم واندحر الغزاة.
والشواهد التاريخية في فلسطين على تعدد الحضارات كثيرة والآثار القديمة تكاد تجدها في كل طريق، فمن قصرٍ هنا إلى صورٍ هناك، أو حتى حمامٍ عربي شهير.
"شمس نيوز" زارت متحفاً فريداً من نوعه جنوب مدينة غزة، ولأول مرة في هذه المدينة يجد أهلها وزوارها مكاناً واحداً يجتمع فيه لفيفاً من الآثار النادرة والثمينة والتي يعود تاريخها لمزيج من الحضارات والازمنة المتعاقبة على المنطقة.
- عملات نادرة تعود للحقبة الإغريقية واليونانية والسلجوقية والأصفهانية والعثمانية نقشت عليها سورة الإخلاص بدقةٍ متناهية.
- خواتم الأمراء والملوك والسلاطين من الأحجار الكريمة كالياقوت والزمرد والزبرجد والفيروز.
- سيوف وخناجر وخوذات المحاربين الأكراد والشيشان والشراكسة والعرب والعثمانيين بالإضافة إلى الطبنجات (مسدسات) التي استخدمت في الحروب العالمية مزركشة بالصدف تعتمد في آلية اطلاقها على حجارة الصوّان والشرارة والبارود.
- حربة حارس القصر والخنجر النوبي وبيارق مملوكية وأيوبية عديدة.
- أدوات أجدادنا المزارعين من مداريسٍ للتبن وبيت دراس وأباريق زيت الزيتون.
- ملابس تراثية فلسطينية أصلية يعود كلٌ منها لمدينة أو قرية فلسطينية معينة بطراز فريدٍ لا يشابه طراز أي قريةٍ أخرى.
- ابريق ماء السلطان نقشت عليه عبارة "ابريق العزة لمولانا السلطان الملك العادل الفارس المغوار الناصر المنتصر".
- حجارة كريمة من مختلف الأنواع كالأماتيست والبولارايد والعقيق والفيروز والمرجان والكهرمان والعاج وصخور تروي تاريخ فلسطين الجيولوجي وغيرها الكثير.
أبو محمد الكباريتي مدير المتحف الذي يقع في منتجع الدولفين السياحي جنوب مدينة غزة أقرّ لمراسل "شمس نيوز" ضعف الاهتمام والدعم الذي تبديه وزارة السياحة الفلسطينية بهكذا مشاريع، وأكد أن عدداً من الزوار الأجانب الذين شاهدوا متحفه تعجبوا من الموجودات الأثرية فيه سواء من ناحية التعدد والتنوع الحضاري الزمني أو بالقيمة المادية للموجودات، وقد عرض العديد منهم عليه الشراء إلا أنه كان دائماً ما يرفض طلبات شراء مماثلة أملاً في يومٍ آت يهتم فيه الفلسطينيون بآثارهم وتاريخهم وحضاراتهم بأنفسهم.
ويذكر أن وزارة السياحة الفلسطينية تقدر خسائر القطاع السياحي بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بنحو 6 مليون دولار، ونحو 850 ألف دولار خسائر قطاع الآثار وحده.
خوذات المحاربين الذين مروا فوق تراب فلسطين
الكباريتي يعرض مكواة قديمة تعمل على الفحم
سيوف وخناجر تعود لحقب تاريخية مختلفة
مسدسات مصدفة ومزركشة تعمل بطريقة حجارة الصوان والبارود
