شمس نيوز/ توفيق المصري
"ختام، ملك، بثينة، نور، عماد، رامي، شيماء، أسعد، عاطف، مؤمن، شيرين، هالة، عدي، لولو"، يذكر جمال الأقرع (54عامًا) من علق في ذهنه من أسماء أبنائه ويتساءل من باقي؟، وبمداعبة وخفة وقفت إحدى أطفاله أمامه لتذكره باسمها، قالت وهي تشير إلى نفسها، "بابا أنا أريج".
وداخل منزله في دير البلح بالمحافظة الوسطى من قطاع غزة، يحتاج العابر لتذكرة دخول ولشرطي مرور؛ لتجتاز لا الحواجز بل الأفراد الذين لم يعد لبضع مترات منزله حملهم.
ويعتبر الأب جمال نفسه "قائد كتيبة" من الأبناء، والأكثر من حيث الميزانية على مستوى منطقته والقطاع، وحصيلة ما ذكرهم 42 ابنًا وابنة، ولم يعد يذكر أسمائهم؛ بعد أن فقد الورقة التي كان قد سجل عليها أسمائهم حين أنجبتهم زوجاته الثلاث، والآن يتلعثم حين يذكرهم.
يقول الأقرع لـ"شمس نيوز" وبين الفينة والأخرى يحتضنه أطفاله في ورديات، "لدي من الأفراد 12 ولد و17 بنت، و4 متزوجات"، يستدرك نفسه وهو يتحدث "لدي 42 من الأبناء وهناك أطفالاً قادمين"، ويوضح أن طعامهم في أغلب الأيام زعتر وما يحتاجوه يوميًا 5 كيلو.
ويضيف: "ما دفعني ليكون عندي هذا العدد من الأبناء أنني أحب العزوة وأمنيتي أن يصل العدد لـ50 ابنًا وابنة".
تقاطعه زوجته الأولى، بأنها تعرف أبنائه على عكسه، وأن زوجاته الأخريات تعرفن أبنائها، وأن زوجها جمال "يتوه" فيهم، ولا يعرفهم.
وتقول ابنته روهان (11عامًأ)، أن والدها يعاملهم بنفس المعاملة، وأنه يسعى لئلا يفرق بينهم، على الرغم من أنه لا يذكرها.
وتضيف أنه حين يقوم بشراء شيء أنه يقوم بالشراء للجميع، وتتمنى أن تكون كغيرها من الأطفال حيث ينقصها ما يتوفر بين زملاتها؛ بسبب عدم عمل والدها.
ويقول الأب جمال، لم أتوقع أن الامور ستنقلب رأسًا على عقب؛ فأنا بدأت في عزوتي أوقات عملي في "إسرائيل"، وبعد أن أغلقت الطريق أمام عمال غزة أصبحت غير قادر على إطعامهم.
واضطر الأب جمال بعد إغلاق طريق العمل في "إسرائيل" أمام عمال القطاع، للعمل صياد في بحر غزة، غير أن مطاردة الزوارق الحربية الإسرائيلية للصيادين وتقليص مساحة الصيد، تجعله غير قادر على تلبية كل احتياجات بيته، ويعود في أغلب الأيام بخفي حنين.