شمس نيوز/ خاص
ما أن يطل شهر رمضان، فيحمل معه العديد من المهن والمشاريع الصغيرة "الموسمية" التي يعتاش منها الكثير من العائلات، لاسيما "المستورة" منها، في ظل تفشي البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.
ومن الملاحظ، أن هذه المهن "المؤقتة" تظهر مع بداية رمضان، وتنتهي مع نهايته، فقد رصدت "شمس نيوز" بعضًا منها خلال جولة أجراها مراسلها إلى بعض الأسواق في القطاع.
في البداية، وصلنا إلى سوق الشيخ رضوان، حيث يقع محل بائع القطايف المشهور في المنطقة، المعروف باسم أبو رمضان النمر، وعشنا معه تفاصيل رحلة عمل القطايف من البداية وحتى النهاية.
من بين زحمة المشترين، اصطحبنا أبو رمضان وهو يصنع "عجينة القطايف"، حيث أخذ يمزج بين مكوناتها "الدقيق، وسميد، والكربون، والخميرة، والمياه المفلترة"، استغرق ذلك بعضًا من الوقت، وانتظرنا قليلاً إلى أن تنضج.
على الزاوية الأخرى من خارج المحل، حيث بسطة وأدوات بيع القطايف التي نصبها أبو رمضان على قارعة الطريق، أخذ ابنه رمضان يصب العجينة على "منصب الغاز" الخاص بالقطايف.
ويعمل أبو رمضان (47 عامًا) بمهنة بيع القطايف والحلويات منذ 25 عامًا، ويعتبر من أشهر البائعين في منطقة الشيخ رضوان، ويعمل لديه في رمضان 4 عاملين آخرين، منهم اثنين من أولاده.
ويعتبر البائع أبو رمضان، هذا الشهر فرصة مناسبة للبيع وكسب الرزق، على خلال الأشهر الأخرى، حيث ينال القطايف مذاقه إعجاب الكثير من المواطنين، مما يجعل الإقبال عليه كبيرًا.
ويعد "القطايف" من أشهر الحلويّات العربيّة الشعبيّة التقليديّة في شهر رمضان المبارك، فهي تعتبر من طقوس هذا الشهر الفضيل، ويتمّ تناولها بعد وجبة الإفطار وعلى السحور كذلك. وهي عبارة عن فطيرة مكوّنة من عجينة سائلة، يتمّ تناولها محشوّة بالمكسّرات، أو القشطة، أو الجبنة ويتمّ تحميرها أو قليها ويمكن تناولها نيئة، فهي في جميع حالاتها لذيذة وشهية.
ليس بعيدًا عن أبو رمضان، انتقلنا إلى إحدى المهن المنتشرة في الأسواق بكثرة خلال الشهر الفضيل، وهي بيع العصائر وخاصة "الخروب".
يقف الشاب أحمد خلف بسطته التي يعتليها ثلاثة صناديق من الزجاج مخصصة للعصير الخروب والكركديه والعرق سوس، يتوسطها قوالب من الثلج.
ما أن وصلنا إليه، حتى أخذ يسكب العصائر كل في إناءه الخاص، وثم أخذ يحضر الزجاجات الفارغة لديه لتعبئتها.
بينما أحمد منشغل في تحضير العصائر، استرقنا منه لحظات للحديث عن عمله في هذه المهنة التي يكثر الطلب عليها خلال شهر رمضان المبارك.
ويستغل أحمد العمل في بيع العصائر خلال رمضان، وهو واحد من آلاف العاطلين عن العمل في قطاع غزة، وتعتبر مصدر رزق له ولعائلته التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة.
ويروي أحمد بعض التفاصيل المتعلقة بمهنته، حيث أنه يتوجه في كل صباح مصطحبًا معه "بسطته" المتنقلة إلى السوق، ويأخذ مساحة من قارعة الطريق، ويبدأ ببيع العصائر إلى ما قبل غروب الشمس، مشيرًا إلى أن العصائر تلقى اقبالاً كثيراً من المواطنين طيلة شهر رمضان.
ولا تقتصر المهن التي تكثر في رمضان على هاتين فقط، حيث تنتشر العديد من المشاريع الأخرى، مثل بيع المخللات والفوانيس، والتمور وصولًا إلى المسحراتي الذي يكسر سكون الليل بصوته وقرع طبوله.