شمس نيوز/تمام محسن
يبدو أن شظايا الخلاف القطري الخليجي ستصيب حركة "حماس" عاجلًا أم آجلًا، إذ غادر أمس السبت القيادي في حركة حماس صالح العاروري العاصمة القطرية بعد طلب الحكومة القطرية من بعض قيادات الحركة مغادرة أراضيها، وفق مصادر دبلوماسية تحدثت لموقع "الميادين نت".
وبرز اسم حماس واضحًا خلال الخلاف القطري-الخليجي، وذلك بعد أن نسبت تصريحات للأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني -نفاها لاحقًا- تشير إلى رفضه توصيف الحركة بوسم "الإرهاب"، تماشيًا مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة الرياض.
وعلى رغم من محاولات حركة حماس وقطر المحافظة على "حرارة العلاقة" بينهما، بنفي حماس الأنباء حول طلب الدوحة من قياداتها مغادرة أراضيها، تظهر الأنباء المتداولة تغيرًا وشيكًا قد يطرأ على طبيعة العلاقة بين الجانبين في الفترة المقبلة.
فهل خسرت حماس رهانها على قطر؟ وإلى أين تتجه العلاقة بين الجانبين؟
استبعد عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح، أن يكون توتر العلاقة بين حماس وقطر نتيجة للخلاف الحاصل بين قطر ودول الخليج، قائلًا إنه جاء نتيجة لضغوط من إسرائيل والولايات المتحدة.
واعتبر قاسم، أن مراهنة حماس على قطر "سوء تخطيط" من الحركة، موضحًا أنها "لم تكن موفقة بتاتًا ولم يكن هناك معايير استراتيجية" في اختيار الدولة البديلة لسوريا لاحتضان الحركة في الخارج.
وأضاف، في حديث هاتفي مع "شمس نيوز"، أن حماس "ذهبت إلى قطر لتطرد"، مؤكدًا أن قطر "ليست قادرة على الدفاع عن نفسها أو غيرها وهي تحت المظلة الأمنية الأمريكية الإسرائيلية".
وزاد بالقول: "مشكلة حماس الآن هي أن الدول المحتمل أن يستقبلوا المقاومة كإيران أو الجزائر ليسوا متحمسين لوجودها على أراضيها بسبب ما ارتكبته من أخطاء عبر السنوات السابقة".
ويتوقع قاسم، أن تشهد العلاقة بين حماس والدوحة مزيدًا من القطيعة، بطلب الأخيرة من رئيس المكتب السياسي الأسبق للحركة خالد مشعل مغادرة أراضيها في الفترة المقبلة.
نهاية شهر العسل مع قطر**
من جهة ثانية، يرى المحلل سياسي طلال عوكل أن بإعلان ترامب حماس جماعة "إرهابية" إلى جانب إيران وحزب الله، صار لزامًا على دول الخليج جميعا محاربة هذا "الإرهاب" واتخاذ موقف ضده. واستدرك "قطر حاولت أن تتخذ موقفًا مغايرًا لكنها لم تنجح فتعرضت لضغوطات دفعتها للقطيعة مع حماس".
وتابع: "في كل الأحوال كان لابد من نهاية للود الحمساوي القطري".
وفي خضم هذه الخلافات تصدرت الإمارات العربية المتحدة المشهد الخليجي، ما يُثير التكهنات حول دور أكبر للنائب الفتحاوي المفصول محمد دحلان على الساحة الفلسطينية في المرحلة المقبلة.
وحول ذلك أوضح قاسم، أن " دحلان يمكن أن يسد فراغ في دول الخليج في حال تغيب فتح وحماس، أما دوره في القطاع يعتمد على الأموال المتدفقة نحو غزة".
فيما استبعد عوكل، أي دور مستقبلي لدحلان، قائلًا "ما يحدث لا يرتب لدور دحلان في الفترة القادمة إذ لا يمكن أن نغفل الوجود الإسرائيلي ودوره الأساسي في وضع البدائل على الساحة الفلسطينية".
فرصة عظيمة**
الجانب الإسرائيلي، أظهر تفاؤلًا مفرطًا تجاه " التطورات غير المسبوقة" في علاقة الدوحة وحماس، إذ وصف زعيم المعارضة إسحاق هرتسوغ ما نشرته قناة الميادين حول طرد نشطاء في حماس من أراضيها "هي فرصة لا مثيل لها في المنطقة".
وأشار هرتسوغ إلى، أن "قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإعلان عن حركة حماس منظمة إرهابية، وقرار قطر طرد نشطاء حماس من أراضيها، هي تطورات غير مسبوقة في منطقة الشرق الأوسط"، مضيفا أنه "لا شك أن هنالك فرصة تاريخية لتسوية إقليمية".
واستغل هرتسوغ الفرصة ليدعو إلى، تغيير رئيس الحكومة في إسرائيل بنيامين نتنياهو "من أجل استغلال هذه الفرصة من أجل التوصل إلى سلام"