غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر مع بدء اللقاءات في القاهرة.. الفلسطينيون متشائمون من نجاح المصالحة

شمس نيوز / عبدالله عبيد

"هي المصالحة ما ماتتش في الحرب"، "الكل بيلعب عـ مصلحته الخاصة ما في مصالحة حقيقية"، "كلو كلام مفيش ولا حاجة على أرض الواقع احنا تعبنا"، "إحنا في مصالحة اللي داخل فيها مفقود واللي طالع منها مولود"، هذا ما عبر عنه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ومواطنون حول لقاءات المصالحة التي استؤنفت في العاصمة المصرية "القاهرة"، والذين أعربوا عن استيائهم من خلال تعليقاتهم الساخرة، والصور المضحكة التي تعبر عن عدم تفائلهم من إتمام المصالحة، بعد توجه وفدي حركتي حماس وفتح لمصر لاستكمال المباحثات هناك.

وكان وفداً فلسطينياً من حركتي "حماس وفتح" مشاركاً في لقاءات المصالحة انطلق ظهر يوم الاثنين الماضي للعاصمة المصرية "القاهرة" والتي ترعى لقاءات المصالحة، للبحث في الموضوع الداخلي الفلسطيني.

ويتكون وفد فتح في هذا اللقاء من أعضاء اللجنة المركزية للحركة، عزام الأحمد، وزكريا الأغا، وجبريل الرجوب، وصخر بسيسو، وحسين الشيخ، فيما يتكون وفد حماس من، موسى أبو مرزوق، ومحمود الزهار، وخليل الحية، وعزت الرشق.

وبدأت أمس الأربعاء، جولة جديدة من لقاءات تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث البنود العالقة والتي تتمثل في عمل حكومة الوفاق الوطني بغزة برئاسة رامي الحمد الله، وضرورة تطبيق ما جرى التوصل إليه من اتفاق سابق، وحصار غزة وإعمار ما خلفته الحرب الإسرائيلية، والانتخابات ولجان المصالحة.

منقذنا الوحيد

يقول المواطن محمود اللوح: لعل المتأمل في هذه الخطوة، وهي خطوة المصالحة، يعتقد أنها سوف تكون حقيقية، وفي وقت سابق وفي نفس هذه المناسبة قلت بأنني متفائل ومتيقن أن المصالحة سوف تكون منقذنا الوحيد للقضاء على الاحتلال الصهيوني".

ويضيف اللوح في حديثه لـ"شمس نيوز" : ولكن اليوم أنا لست متفائلاً بهذه المصالحة تماماً"، معللاً ذلك بأنها لم تكن على قدر المسؤولية التي أولاها الشعب للمسؤولين عن الوطن".

ويتابع: أصبح المسؤولون يتبعون سياسات الحزب الذي ينتمون إليه فقط، وهذا ما أدى إلى عدم إنجاز أي شيء بعد الحرب الأخيرة على غزة"، مرجعا ذلك إلى الخلافات والمناكفات والتراشقات الإعلامية التي طغت على الساحة الفلسطينية عقب إعلان وقف إطلاق النار في غزة.

ويبيّن اللوح أن الشعب الفلسطيني قد مل من هذه المناكفات ومل الوعود الكاذبة بأن المصالحة على الأبواب، موضحاً أن الشعب الفلسطيني أصبح في حالة يأس وإحباط من هذه المصالحة، وفق قوله.

خلافات علنية

سبق تحديد موعد لقاء المصالحة بين حركتي فتح وحماس مناكفات سياسية وخلافات علنية واشتراطات، خصوصاً بعد وقف إطلاق النار بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي الذي تم إعلانه من الأراضي المصرية، عقب معركة سياسية صعبة دامت أسابيع عدة، الأمر الذي زاد من حالة اليأس والإحباط لدى المواطن الفلسطيني.

وتوضح الإعلامية إيمان دياب أن "مصالحة فتح وحماس لن تتم لعدم وجود نية حقيقية لكل منهما في الصلح"، مشيرة إلى أن مشوار المصالحة طويل جداً .

وتقول دياب لـ"شمس نيوز"  تفاءلنا كثيراً بإعلان اتفاق الشاطئ والوصول إلى نتيجة، ولكن على أرض الواقع لم يكن هناك مصالحة، وهذا ما لمسناه بين الحركتين عقب انتهاء حرب غزة، وكل منهما صار يردح للآخر".

وأعربت الإعلامية دياب عن تشاؤمها من لقاءات المصالحة التي تتم في القاهرة، واصفة هذه اللقاءات باللقاءات "السرية التي لا تفيد الشعب الفلسطيني بأي شيء"، مضيفة: وبعد ما تخلص اجتماعاتهم بالقاهرة، بترجع ريما لعادتها القديمة".

انتهاء الحركتين

ولم يتوقع المواطن محمود جبر إتمام أي بند من بنود المصالحة الوطنية في القاهرة، وفق وصفه، عازياً ذلك إلى الخلافات الداخلية الكثيرة بين حماس وفتح، و"التي لم تنته إلا بانتهاء الحركتين".

ويشير جبر في حديثه مع مراسل "شمس نيوز" إلى أن الرئيس محمود عباس كان واضحاً خلال خطابه أمام جامعة الدول العربية بعد الحرب بأنه لا يريد مصالحة ولا يريد وحدة، مردفاً بالقول : محمود عباس يريد كل شيء تحت إمرته دون أخذ رأي أحد، فخطابه كان واضحاً أنه لا يريد غزة، ولا يريد أن يتحمل أثقالها".

وقال: حتى حركة حماس لم تكن واضحة مع أبناء شعبها في كثير من الأمور، وتصريحات بعض قادتها دليل على ذلك"، متمنياً أن تعود لقاءات القاهرة بالخير على الشعب الفلسطيني، "لأن هناك شعب في غزة بحاجة إلى الإعمار وبحاجة إلى النظر إلى أمره المغلوب عليه"، حسب جبر.

عقبة رئيسية

بدوره، لا يلمس المحلل السياسي هاني حبيب إرادة حقيقية بين الأطراف المنقسمة لمصالحة فعلية تجسد على الأرض، معتبراً هذا الأمر عقبة رئيسية تقف أمام إنهاء الانقسام.

وقال حبيب لـ"شمس نيوز": هذه العقبة الأساسية منذ وقت طويل ما تزال هي التي أعاقت وتعيق التوصل لوفاق حقيقي وليس وفاقاً شكلياً كما تم في غزة مؤخراً"، مشدداً على أن هناك عوامل كثيرة من المفترض أن تجبر الطرفين المنقسمين على التوافق الحقيقي.

وأردف: لا بد من توفر عوامل معينة لكي تؤدي حكومة الوفاق الوطني دورها على الأرض، سواء من ناحية إعمار غزة أو من ناحية العلاقة مع إسرائيل، من خلال المباحثات التي تسير في القاهرة".

وكانت حركتا فتح وحماس قد توصلتا إلى اتفاق لإنهاء الانقسام في أبريل/نيسان الماضي، أفضى إلى تشكيل حكومة التوافق برئاسة الحمدالله، لكنها لم تقم بأداء الدور المناط بها ولم تلتزم بالمسؤولية الملقاة على عاتقها.