شمس نيوز: إسلام قاسم
يعتبر اقتراب مناسبة العيد الموسم الأهم للتجار وأصحاب محلات الملابس في قطاع غزة, ففي مثل هذه الأيام تزدحم أسواق القطاع بالمشترين والمتسوقين, الذين اعتادوا وفي كل عام على النزول لمثل هذه الأسواق لشراء حاجاتهم ومستلزماتهم.
إلا أن هذه الأيام لم تشهد حركة كسابقاتها في السنين السابقة , كون العيد في هذا العام يأتي محملا بالهموم والآلام, بعد حرب أثخنت فيهم الجراح التي يصعب تجاوزها, في ظل حصارا خانق فرضته إسرائيل على الغزيين , فبعد فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية عام 2006 , بدأت فصول الحصار بإغلاق المعابر, ومنع المواطنين من السفر خارج القطاع , إضافة لمنع دخول كل مقومات الحياة من مأكل وملبس ومشرب , الأمر الذي أجبر الغزين على الالتجاء للأنفاق مع الجانب المصري, لسد حاجاتهم ومستلزماتهم , ولكن ومع بداية حكم "عبد الفتاح السيسي", شن الجيش المصري حملة واسعة لهدم جميع الأنفاق مع القطاع, أدت هذه الحملة لشل كل منافذ الحياة في غزة.
اقبال ضعيف
محمد البيرم صاحب محل لبيع الملابس في مدينه غزة يقول : في كل عام أنتظر قدوم موسم العيد, لأنه الموسم الأفضل لأصحاب المحلات, ولكن حتى اللحظة حركة البيع والشراء ضعيفة جدا.
ويعتقد البيرم أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع كانت سببا رئيسا في الخسائر الكبيرة في هذا الموسم بعد اغلاق العديد من المحال التجارية وتدمير بعضها خلال الحرب, مضيفا : "لازلنا نعيش أجواء الحرب التي لم تنتهي بعد!" .
ويؤكد البيرم في حديثة لـ"شمس نيوز" أن سبب ضعف الحركة في أسواق القطاع هو سوء الأوضاع الاقتصادية, وتأثير الحرب على الغزيين فأغلب عائلات القطاع قد استشهد أحد أفرادها أو تم تدمير منزلها , إضافة الى عدم تلقي أغلب موظفي القطاع لرواتبهم.
ويضيف البيرم بأن هناك ارتفاع بأسعار الملابس هذا العام بسبب القصف الإسرائيلي للكثير من مستودعات البضائع, وتدمير عدة مصانع للخياطة, وعدم دخول ما يكفي من الملابس المستوردة, بالاضافة إلى ارتفاع أسعار صرف الدولار مما رفع اسعار البضاع من المستورد نفسه.
موسم الخسائر
أبو بلال صاحب محل لبيع الأحذية يؤكد بأن هذا العام هو الأسوأ منذ 5 سنوات ,ففي كل عام من هذا الموسم تكون حركة البيع ضعيفة إلى متوسطة ,ولكن هذا العام شبه معدومة.
ويتابع أبو بلال خلال حديثة لـ"شمس نيوز" لحد هذه اللحظة لم نبع شيئا , ولم يتبقى سوى تسعة أيام لعيد الأضحى , ففي هذه الحالة لا يمكن لي أن أدفع أجرة الحواصل, ولا حتي العمال, " يبدو أن هذا الموسم سيجلب لنا الخسارة والدمار!".
موظف بدون راتب
محمد الباشا موظف في حكومة غزة وأب لثلاثة أولاد, يتحدث بأنه وفي كل عام يذهب مع ابنائه وزوجته لشراء ملابس العيد, وبعض الحاجات الخاصة بتقاليده مثل حلويات العيد والقهوة ," ولكن في هذا العام اختلفت الأوضاع, فلم نتلقى رواتب منذ ما يقارب من ثمانية أشهر متتالية".
ويضيف الباشا في حديثه لـ"شمس نيوز" : حتى اللحظة لم أستطع شراء ملابس للأولاد, أو مستلزمات العيد, فمتطلبات الحياة كثيرة جدا ولا استطيع الوفاء بكل شيء مطلوب, ولكن نأمل بأن تتحسن الأوضاع بعد اتفاق المصالحة الحالي.
ويوضح الباشا بأن أوضاع المواطنين في القطاع صعبة للغاية , سواء الأوضاع المادية الصعبة, أو جراح الحرب الاخيرة التي لم تشفى بعد , فلكل عائلة شهيد أو مصاب أو بيت مدمر, "فكيف لهذه العائلات أن تفرح بالعيد بدون أبنائها ومنازلها"!.
الحرب لازالت تلقي بظلالها!
بدوره, يؤكد د. معين رجب أستاذ الاقتصاد في جامعة الازهر أن هذا الموسم سيكون مصحوبا بالركود الكبير في أسواق القطاع , نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة , والتي نتجت عن تراكم لأحداث عديدة كان أخرها الحرب الإسرائيلية على غزة.
ويشير رجب خلال حديثة لـ"شمس نيوز" إلى وصول الضرر للأغلبية العظمى من السكان, سواء باستشهاد أو جرح أحد أفراد العائلة أو هدم المنزل أو مكان العمل, كل هذه الامور تعرض لها القطاع, وهي لاتزال تلقي بظلالها على المواطنين حتى اللحظة.
ويتابع رجب : أصبحت الغالبية العظمي من سكان القطاع يعتمدون علي المساعدات, التي تسد جزء من احتياجاتهم, ولكنها لا تفي بالمستلزمات الأخرى, كالدواء والعلاج والملابس والمشرب, وهذا جعل الجزء الأكبر من السكان غير قادرين على شراء حاجيات العيد المختلفة.
ويوضح رجب بأن الوضع الاقتصادي المتردي هو السبب الرئيسي لضعف الحركة الشرائية في الأسواق, إضافة الي ارتفاع أسعار السلع, وبذلك فإن طبقة التجار وأصحاب المحلات التجارية سيتأثرون بشكل كبير في هذا الموسم.