غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر لماذا تعتقل السلطة الراصد الجوي قصي الحلايقة ؟!

علي الهندي : شمس نيوز

تفاجأت مثل الكثير ممن سمعوا خبر اعتقال جهاز الأمن الوقائي للشاب الخليلي قصي الحلايقة، ذلك الراصد الجوي ومدير موقع طقس الوطن أحد ادق المواقع الفلسطينية المختصة في الطقس، الشاب الذي كرّس حياته للعمل في مجال علم الطقس والمناخ وتقديم المعلومات والارشادات الجوية لكل الفلسطينيين وانجازه نقلة نوعية في هذا المجال.

قصي بدأ عمله في رصد الطقس منذ عدة اعوام وهو في مرحلة مبكرة من عمره ونجح في ذلك وابدع، وهو طالب سنة رابعة كلية ادارة الاعمال في جامعة بيت لحم، وكما يعرفه الكثيرون شاب نشيط في جميع النشاطات الجامعية ، لمع اسمه في تأسيس وانجاح عدة نوادي ومبادرات شبابية داخل الجامعة.

تم استدعائه من قبل جهاز الامن الوقائي الخميس الماضي 25/9 مع مجموعه من الشبان من عائلة الحلايقة، ليتم الافراج عنه لحظة اعداد هذا التقرير وبعد أربعة أيام من الاعتقال.


تدمير المواهب واهدار الطاقات!
الناشط الشبابي سمير أبو شعيب يؤكد أن قصي هو أحد الشباب المبدعين والموهوبين ذو الخبرة الواسعة في مجال الطقس ويقدم من خلال موقعه الالكتروني خدمات مميزة لجميع الفلسطينيين في الوطن وخارجه، وليس له علاقة باي مشاكل سياسية مع السلطة أو غيرها أو أي اخلال بالأمن كما يتم الادعاء غالبا، مشددا على ان اعتقاله تم ضمن سياسة ممنهجة للقضاء على روح الشباب، " هذا الشباب المبدع بدلا من الاهتمام به وتنمية مواهبه وابداعاته يتم اعتقاله والتضييق عليه!".

ويضيف أبو شعيب لـ"شمس نيوز" : اعتقال قصي وغيره من الشباب المبدع والمثقف هو خطأ يجب أن يتوقف فورا، موضحا أن هذه الاعتقالات اما أن تكون على خلفية انتماء سياسي و ممارسة أنشطة سياسية أو نتيجة للمتابعة البحتة التي تقودها الأجهزة الأمنية على جميع الشباب وتكون دون أي تهمة ودون سابق انذار، ليدخل الشاب في مراحل الاستدعاء والملاحقة والتضييق.

ويوجه أبو شعيب تساؤلات من الشباب كافة للرئيس محمود عباس وقيادة السلطة الفلسطينية، : لماذا الاستمرار في ملاحقة الشباب والأصل أن تدافعوا عنهم امام الاحتلال وهجماته، الى متى هذا الاعتقالات السياسية دون أي تهم والغالبية العظمى من طلاب الجامعات والمثقفين وخيرة أبناء فلسطين".

ويوضح الناشط أبو شعيب أن كثير من الشباب الفلسطيني الذين يمتلكون مواهب عديدة، تشكل هذه الاعتقالات عائق كبير أمام نجاحهم في حياتهم وعملهم، وتؤثر بشكل سلبي على معنوياتهم، وقد تدفعهم للتفكير بالسفر ومغادرة البلاد، وتترك الأثر كذلك على الدولة ومؤسساتها بشكل سلبي، مضيفا : كل هذه الخبرات والمواهب تسافر للخارج ،  ولا تستطيع هذه الفئة تقديم ما لديها من قدرات جراء هذا التضييق والضغوطات النفسية والرعب المتواصل من هذه الملاحقات، كما تترك أثرها على الانتماء الوطني لدى الشباب وتضعف لديهم فكرة مقاومة الاحتلال والعمل من اجل قضية تحرير فلسطين من خلال اشغالهم في هموم هم في غنى عنها".

"والمفارقة العجيبة أنه وبعد اتفاق المصالحة الأخير ارتفع عدد الاعتقالات السياسية الى عشرة أضعاف، والاصل ان يتم الغاء مهزلة الاعتقال السياسي بعد هذا الاتفاق، المصالحة تطبق على ارض الواقع عندما يأخذ الشباب حريتهم ويتم الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين حينها نستطيع ان نحكم على جدية هذه المصالحة"، يقول أبو شعيب.

وطالب الناشط الشبابي الرئيس عباس وجميع المسؤولين ولجنة الحريات وحقوق الانسان بإيقاف هذه المهزلة فورا، " ليس من أجلنا فقط بل من اجل كل فلسطين ومستقبلها ومستقبل شبابها".


استهداف ممنهج!

من جانبها اعتبرت النائب سميرة الحلايقة ان عودة الاعتقال السياسي لم يكن مفاجئاً، بعد النصر الذي حققته المقاومة في قطاع غزة وبعد استئناف جلسات الحوار بين حركة حماس وفتح برعاية مصرية في القاهرة، مضيفة : "اعتدنا هذه الاعتقالات من قبل الاجهزة الامنية في الضفه اثناء جلسات الحوار او اثناء الاعلان عن اتفاق بين الحركتين لكن المؤسف ان تقوم الاجهزة الامنية مؤخرا بتصعيد هذه الاعتقالات وخاصة لأولئك الذين ناصروا قطاع غزة عبر الحملات التضامنية التي قامت بها هيئات ومؤسسات حقوقية وحكومية وغير حكومية دعما للقطاع الصامد".

وأوضحت حلايقة لـ"ـشمس نيوز" أن قصي تم استدعائه من قبل جهاز الامن الوقائي الخميس 25/9 مع مجموعه من الشبان من عائلة الحلايقة المستهدفة من قبل اجهزة السلطة منذ 7 سنوات، مؤكدة أن " قصي من خيرة شبان البلدة وهو طالب جامعي تحترمه كل الفصائل الفلسطينية ولم يكن مطلوبا لاي جهة ومن المعلوم انه يعمل في مركز طقس فلسطين للأرصاد الجوية، ولكن استهدافه يقع في دائرة الاستهداف الممنهج لخيرة ابناء الحلايقه وابناء الوطن".

واستنكرت النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني الاعتقال السياسي جملة وتفصيلا، واعتبرته حلقة من حلقات الاذلال الممارس ضد الشرفاء، مطالبةً لجنة الحريات في الضفة وغزة العمل بشكل جدي على ايقاف هذه المهزلة التي أضرت بالوطن والمواطن والقضية وتساوقت بشكل سلبي مع اهداف الاحتلال في تغييب الشبان في السجون واتون الباب الدوار.


عمل غير مسؤول!

بدوره يؤكد المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني د.عبد الستار قاسم أن ما تقوم به السلطة في هذا المجال هو عمل غير مسؤول يؤثر سلبا على النسيج الوطني والاجتماعي للشعب الفلسطيني، وأن السلطة غير مدركة تماما لخطورة هذه الممارسات وما يترتب عليها من آثار سلبية على القضية الفلسطينية.

ويشير قاسم في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن الاعتقال السياسي والتنسيق الأمني كانا متواصلان حتى خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والآن يتم اعتقال كل من يشتبه أنهم قد يفكروا في مقاومة الاحتلال، لذلك لا عجب من استمرار الاعتقالات والملاحقات التي تجري في الضفة بحق الشباب الفلسطيني.

وينوه الكاتب قاسم إلى الخطورة الداهمة لمواصلة السلطة في قمع الشباب والتضييق عليهم، مذكرا بان هذه الممارسات تسببت يوما في الاقتتال الداخلي الفلسطيني كما حدث في غزة، ومحذرا من ان تصبح البيئة في الضفة مناسبة للحرب الأهلية جراء كل هذا الظلم والاستبداد الواقع على الناس.

ويضيف د.قاسم : هناك خطر كبير جدا من الاستقطاب نحو حرب أهلية، بعد أن تولد لدى الناس الغضب الشديد، " سواء من اطلق عليهم النيران، او الذين اعتقلوا دون سبب، او عذبوا في السجون، او طردوا من وظائفهم او تم مضايقتهم بطريقة أو أخرى" كل هؤلاء يختذلون في داخلهم كراهية وبغضاء ورغبة في الثأر من هذا الظلم والاستبداد.