القدس المحتلة : شمس نيوز
في الوقت الذي تستعد فيه شرطة الاحتلال الإسرائيلي لاختيار مفتش عام جديد لها، مع قرب انتهاء دورة المفتش الحالي، يوحانان دنينو، في مايو/أيار المقبل، دفعت قضايا الفساد والفضائح الجنسية وغيرها، أربعة من كبار قادتها للاستقالة؛ اثنان منهم في غضون الأسبوعين الأخيرين، سبقهم ثالث هذا العام، وضابط رابع استقال العام الماضي، مما يصعّب مهمة البحث عن مفتش جديد.
ولم يخف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إسحاق أهرنوفيتش، في تصريحات له، أمس الإثنين، أن الشرطة الإسرائيلية تمر بمرحلة صعبة، مؤكداً أنه لن يتسرع بتعيين مفتش جديد للشرطة تحت الضغط في ظل الوضع القائم، وأن استقالة اثنين من قيادتها يجب ألا يؤثر على قراره.
ومن أسباب استقالة ضبّاط رفيعي المستوى في الشرطة مرشحين للمنصب، مخاوفهم من انكشاف حقائق يمكنها الإساءة لهم، من خلال عمليات تصفية حسابات يقودها منافسون على المنصب.
وشهدت الساحة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة فضائح كثيرة حتى على المستوى السياسي تكشفت عندما قررت بعض الشخصيات الترشح لمناصب معينة، مثلما حدث مع الوزير والنائب السابق، فؤاد بن إليعازر، عندما قرر في وقت سابق من العام الجاري، المنافسة على منصب رئيس الدولة، ليظهر فجأة ملف فساد في قضايا مالية تورط بها، وزعم في بادئ الأمر أن هناك من يحفر في طريقه.
وباتت الفضائح المتكررة الناجمة عادة عن تصفيات حسابات بين المتنافسين تدفع عدداً من المسؤولين على الساحة الإسرائيلية إلى الامتناع عن تقلّد المناصب.
ومن أحدث التطورات التي هزّت الشرطة الإسرائيلية بعد أيام قليلة على استقالة قائد شرطة منطقة المركز، إعلان قائد شرطة القدس المحتلة، يوسي برينطي، الأحد الماضي، اعتزامه الاستقالة أيضاً لأسباب قال إنها عائلية، في حين نشرت مواقع عبرية على لسان مقربين منه، أنه يسعى بذلك لتجنب أي محاولات محتملة لإشاعة شبهات حوله.
وعلّق وزير الأمن الإسرائيلي على الاستقالة بأنه "حين يتم الترشح لمنصب ما تظهر وتتكشف أمور"، وعليه يفضل البعض الهرب قبل الوصول إلى هذه المرحلة.
أما الضابطان الآخران اللذان استقالا في وقت سابق من العام 2014 والعام 2013، فاتهم أحدهما بقضايا فساد تورط بها مع أحد "الحاخامات"، فيما تورط الآخر بتهم جنسية وممارسات مع شرطيات عملن تحت قيادته. وذكر مسؤولون إسرائيليون أنّ الاستقالات التي تهز الشرطة من شأنها التأثير سلباً على "ضباط رفيعي المستوى قد يخشون المنافسة على منصب المفتش العام".
وعلى ضوء التطورات والفضائح المستمرة، كشفت إذاعة الجيش اليوم الثلاثاء، أن المفتش العام للشرطة يوحانان دانينو، قرر اخضاع جميع الضباط الكبار لجهاز فحص الكذب، الذي ستوجه لهم من خلاله أسئلة عديدة بعضها شخصية، تطال حياتهم وعلاقاتهم الحميمة، تفادياً لفضائح مستقبلية.
وحاول بعض الضباط التهرب من إجراء فحص الكذب، فما كان من دانينو إلا التهديد بالإطاحة بجميع الرافضين خارج سلك الشرطة.