علي الهندي : شمس نيوز
انعكست الآثار السلبية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، على سوق الماشية والأضاحي لهذا العام ، يتضح ذلك جلياً من خلال ضعف إقبال المواطنين على شراء الأضاحي على الرغم من انخفاض أسعارها، نتيجةً لتدهور الأوضاع الاقتصادية وعدم الاستقرار بعد تدمير آلاف المنازل وتشريد عائلات بأكملها، كما أن مزارع الماشية نفسها كانت عرضةً للقصف الإسرائيلي فبعضها نفقت بأكملها وتكبّد التجار خسائر تقدر بـ20 مليون دولار حسب إحصاءات رسمية.
في ظل هذا الضعف في الإقبال على ذبح الأضاحي والنقص في أعدادها للعام الحالي، سعت الجمعيات الخيرية على سدّ الخلل بواسطة مشاريع ذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء من خلال تبرعات أهل الخير من داخل فلسطين وخارجها.
رسم البسمة
بدورها، افتتحت جمعية الوئام الخيرية بشمال غزة أمس الأحد، مشروع "أضاحي الوئام" لهذا العام ، وقال رئيس الجمعية م.محمد أبو مرعي "نفتتح اليوم، وكعادة الجمعية كل عام، أولى مراحل مشروع أضاحي الوئام ، في ثاني وثالث أيام العيد، حيث سيقسّم المشروع لعدة مراحل لأول مرة" مضيفاً أن التجهيزات لموسم الأضاحي هذا العام كانت على قدمٍ وساق، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يحياها أبناء شعبنا بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وأضاف أبو مرعي "هذا المشروع هو استكمالٌ لرسالة الجمعية في أداء دورها في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها أهلنا في قطاع غزة، ومساهمةً من الجمعية في رسم البسمة والفرحة على وجوه المحرومين والمكلومين والنازحين من أبناء شعبنا، وتأكيداً على بث روح التكافل الاجتماعي بين المسلمين".
وأوضحت إدارة الجمعية أن مشروع الأضاحي هذه السنة استهدف توزيع اللحوم على ما يقارب 6 آلاف أسرة من الأسر الفقيرة والمتضررة جرّاء الحرب الأخيرة، وأن المرحلة الثانية ستستهدف الأيتام المكفولين لدى الجمعية.
ووفق وزارة الزراعة فان المعدل المعتاد مما يذبح من الماشية للأضاحي يقارب 10آلاف رأس بينما من المتوقع حسب حركة السوق أن يتم استهلاك نحو 4آلاف رأس فقط لهذا العام نتيجة ضعف الإقبال، مرجحة أن تساهم المشاريع الخيرية والجمعيات في تعويض هذا النقص.
حاجة ماسة
وفي هذا السياق، يؤكد المهندس وسام القططي نائب مدير مركز باب الشمس الشبابي احد المراكز القائمة على مشاريع الأضاحي في القطاع، على الحاجة الماسة إلى تكاتف جميع الجهود من اجل توزيع الأضاحي على العائلات الفقيرة المستورة كون عدد التضحيات لهذا العام غير كافٍ وفق الإحصائيات جراء الوضع الاقتصادي الصعب.
وذكر القططي لـ"شمس نيوز" انه تم توزيع الأضحيات على نحو 700 أسرة محتاجة من خلال مشروع المركز، موضحاً أنه تم انجاز العمل من خلال توفير حلقة وصل ما بين المتبرعين من خارج غزة ممن يرغب في التضحية لنتكفل بذبحها وتوزيعها على الأسرة المحتاجة.
وبين القططي انه يتم التوصل إلى حالات في وضع صعب للغاية وهي بأمس الحاجة لمثل هذه الاضحيات، وذلك من خلال الزيارات الميدانية والاطلاع على احتياجات الناس، مؤكدا أن قطاع غزة بحاجة كبيرة إلى تقديم الدعم من جميع أهل الخير في الداخل والخارج.
دور الفصائل
وفي ذات السياق سعت الفصائل الفلسطينية في القطاع على تنفيذ عدة مشاريع خيرية واسعة لتوزيع الأضاحي حرصاً منها على تخفيف أعباء الواقع الصعب في القطاع بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة ومد يد العون لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة.
فبدورها تواصل حركة الجهاد الإسلامي مشروع ذبح وتوزيع الأضاحي على العائلات الفقيرة والمحتاجة بالإضافة للأسر المنكوبة جراء العدوان الإسرائيلي بهدف تعزيز أواصل العلاقة الاجتماعية بين المواطنين وتعزيز صمودهم.
وقال القيادي في الجهاد الشيخ خضر حبيب أن حركته دأبت على مثل هذه المشاريع في كل عام لكن الجديد في هذه السنة أنها جعلت المستفيد الأول من هذا المشروع فئة المتضررين من العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
ويقول القائمون على هذا المشروع الخيري أنه يستهدف أكثر من 30ألف أسرة في القطاع.
وتساهم مثل هذه المشاريع والحملات الخيرية التي اتسع نطاقها بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، في التخفيف عن العائلات المتضررة والفقيرة وتحقيق التعاضد الاجتماعي الذي بدا جلياً في أيام العيد لهذا العام.