شمس نيوز/ خاص
لم يتوقع الشاب محمد الدعليس (30عامًا)، أن صناعة قرصًا من البيتزا لزوجته هيلين الكحلوت (23 عامًا)، ستتحول لمهنة له، بعد تعطله عن العمل منذ سنوات، وباتا يتشاركان صناعتها داخل منزلهم بمشاعر ممزوجة بالحب والشغف.
قبل أن تتحول صناعة البيتزا لمصدر دخل للشاب محمد، تدخلت أخت زوجته، هديل الكحلوت (22 عامًا) لتحسم تردده، وقامت بنشر جميع صور البيتزا التي كان يصنعها، ونشرتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" متبوعة بسؤال، ترى هل ينجح مشروع مثل هذا؟.
"روعاتك يا محمد".. من هنا بدأت قصة محمد مع صناعة البيتزا، بعد صنع لأصدقائه فطيرة بيتزا، تفاجأوا بصنيعه، وامتدحوه وطبقه، وباتوا كلما اشتهوا البيتزا يأتوا بمكوناتها له ليصنعها لهم على طريقته الخاصة.
واتخذ الشاب الغزي محمد، من صناعة البيتزا، مهنة لكسر البطالة، بعد أن مرت عشر سنوات على عدم مقدرته اللحاق بأهله في الخارج، فور انهائه دراسته الجامعية، وتزوج، وأصبح يحمل على عاتقه مسؤوليات ومتطلبات.
يطوي محمد كل السنوات التي ظل منتظرًا فيها اللحاق بأهله، عبر صناعة البيتزا، وذهب إلى تعليم زوجته كيفية صناعتها.
محمد حاله كحال الشباب الغزي، عمل في البطالة شهرين ثم جلس لا يعرف ما مصيره بعد، حتى دارت برأسه البيتزا، وفكر هل يمكن أن نفتح مشروع بها وينجح، شاور زوجته إلا أن الأمر أصبح أكثر تعقيدًا فالخوف والقلق حال دون حسم الموضوع.
وبالعودة إلى هديل، فهي لم تتوقع أن يتفاعل الأصدقاء على "فيس بوك" سؤالها، وانهالت بسرب من المادحين للفكرة، وتطورت إلى طلب التواصل مع محمد صناعة البيتزا لهم مقابل أجر مالي.
وتقول الزوجة هيلين: "بعد التفاعل على المنشور الذي وضعته هديل، ورغم الخوف والقلق اللذان بقيا مسيطران، أردنا أن نجرب حظنا، أنشأنا صفحة خاصة بنا على فيس بوك ووضعنا بها كافة البيانات التي يمكن من خلالها للناس التواصل معنا".
وعلى الرغم من وجود محلات لصناعة البيتزا وتوافرها بشكل كبير في غزة، إلا أن الطلب على الزوجين (محمد وهيلين) أصبح في تزايد، وكل يوم تزداد أعداد المتصلين الذين يرغبون بالحصول على فطيرة البيتزا.
وتوضح هيلين، أن أزمة الكهرباء في القطاع تشكل عائقًا أمامهم، كما تقول هيلين، وتضيف: "زوجي لا يجلب كميات كبيرة من مكونات البيتزا؛ لأن في بقائها ستفسد بسبب أزمة الكهرباء، بعد أن وصلت ساعات انقطاع التيار الكهربائي 16 ساعة.
وتقول: "نضطر أحيانًا أن نعجن لكل فطيرة عجينة واحدة فقط، خوفًا من أن تفسد باقي العجينة، معلقًة على ذلك "لو في كهرب كان بنعجن أول النهار".
محمد وزوجته بعد الإقبال الكبير عليهم يخططون لشراء مستلزمات تساعدهم باختصار الوقت، من ماتور كهربائي وعجانة وفرن بعدة طوابق، لكنهما بحاجة إلى دعم.
ويتمنى محمد وزوجته هيلين، أن يكبر مشروعهم، وأن يتحول مشروعهم المنزلي، إلى مطعم، يكون الطريق أمام فتح سلسة مطاعم أخرى.