علي الهندي : شمس نيوز
حذّر الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني من اقدام الاحتلال الاسرائيلي على خطوات جدية وخطيرة في قضة "الهيكل" المزعوم، في ظل السيطرة والسيادة الاسرائيلية الكاملة على المسجد الاقصى واستمرار الاعتداءات والاقتحامات بحقه، مستغلاً الصمت المريب للعالم العربي والإسلامي.
وقال الخطيب في تصريح خاص لـ"شمس نيوز" إن هذا التصعيد مرده الاساسي الى الظرف العربي العام المحيط في فلسطين وحالة التخبط ما بين انقلاب ومجازر وفتن انشغلت بها الكثير من الدول العربية والاسلامية ، مضيفا : هذا كله جعل الاحتلال يشعر بالراحة والطمأنينة لكي يبدا بتنفيذ خططه ومشاريعه لأن الوقت الحالي جدا مناسب لذلك.
وأضاف : السبب الآخر هو حالة الالتقاء ما بين الارداة السياسية والارادة الدينية في المجتمع الاسرائيلي في ظل وجود حكومة مثل حكومة نتنياهو، ليصبح مشروع بناء الهيكل ليس حكرا على المتدينين بل اصبح مشروع قومي إسرائيلي حتى لدى ما يسمو باليسار او الوسط.
ونوه الشيخ الخطيب إلى أن الاحتلال يتبنى نظام (خطوة خطوة) يتقدم خطوة في اتجاه مشروعه ويتابع من خلالها مدى ردود الأفعال ويقيّم النتائج، ثم ينتقل الى الخطوة التي تليها ، لافتا الى أنه لم يجد اي مواقف تحرجه او تضغط عليه خلال الخطوات الماضية، "حتى خطابات الشجب والاستنكار وبيانات التنديد المعهودة من القيادات العربية لم تعد موجودة اليوم!".
وأوضح الخطيب أن الاحتلال والى فترة قريبة لم يكن يقدم على اقتحام المسجد الاقصى خلال شهر رمضان بتاتا، لكن في العامين الاخيرين تم اقتحام المسجد أكثر من مرة خلال الشهر الفضيل وتم منع الناس من الدخول للصلاة حتى في ليلة القدر ، فالجمعة التي كانت تشهد ربع مليون مصلي سابقا، لم تشهد سوى 30 الفا في رمضان الأخير.
وأكد الشيخ الخطيب أن الشعب الفلسطيني هو المؤتمن والحارس الوحيد على المسجد الاقصى المبارك وهذه كرامة من الله لشعبنا، مستدراكا بالقول : لكن ما يفاجئنا اليوم أن أبناء الضفة الغربية يعيشون في حالة صمت غير مبرر ، متسائلاً : " لماذا تصمت الخليل ورام الله والبيرة ونابلس وجنين لما يجري كل يوم في القدس؟!.
وأضاف : لا يعقل ان لا تتحرك الجماهير والشارع الفلسطيني رغم كل ما يجري للمسجد الاقصى، كما حصل اليوم مثلا من اقتحام كبير للأقصى لم نسمع عن اي حراك شعبي يضغط على الاحتلال الاسرائيلي ويحرجه امام هذه الهجمات.
وطالب الخطيب شعبنا في الضفة الغربية بالعودة الى اصالته وحيويته وشهامته المعهودة، مذكراً بانه في مثل هذا اليوم لعام 1990 ارتكب الاحتلال الاسرائيلي مجزرة كبيرة داخل المسجد الاقصى المبارك استشهد فيها 22 فلسطينيا، ويومها كانت ردة الفعل الشعبي كبيرة وعمت المظاهرات وارتقى شهداء اخرين دفاعا عن الاقصى ، وفي العام 2000 حينما اقتحم شارون المسجد الاقصى كانت الانتفاضة الكبيرة التي قدم شعبنا فيها 5000 شهيد.
وبيّن نائب رئيس الحركة الإسلامية أن هذا الصمت الكبير لاشك تأثر بدور السلطة وسياساتها وتنسيقها الامني مع الاحتلال، مستدركا : لكن لايزال شعبنا الفلسطيني قادرا على احداث موازنات جديدة في ظل التاريخ المشرف له في رفض الاحتلال والوقوف في وجه اعتداءاته خصوصا اذا كانت بحق المسجد الاقصى المبارك.