غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر عمال غزة.. غريق يتعلق بقشة

شمس نيوز/إسلام قاسم

تشكل طبقة العمال في قطاع غزة الشريحة الغالبة والأكثر تأثرا, وذلك جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوقهم وكرامتهم, والتي زادت من معاناتهم مما أدى إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

ويعيش العمال أوضاعا معيشية صعبة, تتمثل بتدني الأجور وغياب القوانين المساندة لهم, في ظل حصار خانق وأوضاع اقتصادية سيئة, فاقمت من مستوى معيشتهم.

ويفتقد العمال بقطاع غزة إلى القوانين الداعمة لهم, في ظل تدني الأجور وقله فرص العمل, بحيث لا يتجاوز دخل الفرد 30 شيكلا يوميا, وهو مبلغ لا يستطيع من خلاله أن يفي بجميع احتياجات ومستلزمات أسرته, والتي باتت تعيش تحت خط الفقر،  بالإضافة إلى أن ساعات العمل التي تجاوزت الأكثر من 10ساعة, فأصبحت تشكل خطرا عليهم ,في ظل استغلال أصحاب العمل لهم ولمطالبهم.

وتشير الاحصاءات إلى أن أكثر من 121 ألف شخص في قطاع غزة متعطلون عن العمل بشكل تام، وأضعاف عددهم عاطلون بشكل جزئي.

وتعد طبقة عمّال قطاع غزة الذين كانوا يعملون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، الأكثر تضررا من جراء الحصار، حيث بدأت أوضاعهم في التدهور تدريجيا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وازدادت صعوبة بعد سيطرة حركة حماس على مقاليد الحكم قبل أكثر من 7 سنوات.

وقبل أيام فقط، بدأت تتواتر أنباء حول نية إسرائيل إصدار تصاريح عمل داخل الأراضي المحتلة لعدد من عمال القطاع، الأمر الذي أعاد الأمل لهؤلاء العمال، فتعلقوا بـ"قشة" لعلها تنقذهم من براثن الغرق في ظلام البطالة.

وقال وزير الشؤون المدنية ومسؤول الارتباط المدني الفلسطيني حسين الشيخ ,إنه ستجري خلال الأسبوع المقبل ,عملية فحص وتدقيق أسماء عمال قطاع غزة, المنوي إصدار التصاريح لهم للعمل بأراضي48.

ولم يحدد الشيخ أعداد التصاريح أو العمال المسموح لهم بالعمل قائلا: خلال الأسبوع القادم ستتم عدة مشاورات بخصوص أعداد التصاريح، ومتى سيتم دخول العمال" مؤكدا الحصول على موافقة مبدئية من سلطات الاحتلال لإصدار تصاريح عمل لعمال قطاع غزة.

الحياة أكثر صعوبة

أحمد أبو لوز أحد الذين عملوا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48،في مجال البناء "القصارة" لسنوات طويلة, أوضح أنه بدأ عمله في إسرائيل منذ العام 1979 وحتى عام 2002, وكان يتقاضى راتبا يفوق رواتب عشرة موظفين، مضيفا: كانت أياما جميلة، لم يكن يهمنا المال كثيرا بقدر ما نبحث عنه اليوم لنسد رمقنا ونطفئ جوع أطفالنا".

ويتابع أبو لوز متحدثا لـ"شمس نيوز": بعد منع العمال من الدخول لإسرائيل، أصبحت الحياة أكثر صعوبة, تابعنا العمل في قطاع غزة بنفس المهنة ولكن بتذبذب, إلى حين بدأ الحصار, ومنعت إسرائيل إدخال مواد البناء, وأغلقت المعابر, فتوقفت كل مشاريع البناء والترميم ,مما اضطرنا للتوقف عن العمل, وهنا بدأت المعاناة، ومصادر الرزق انقطعت, وأصبحنا كالمتسولين" بحسب تعبيره.

وأكد أبو لوز أنه خلال فترة الحصار ومنذ العام 2006 ,كان هناك ظلم وإجحاف كبير بحق العمال "فلم يقف لجانبنا أو يساعدنا أحد , لا مؤسسات ولا نقابة عمال, وأصبحت الحياة صعبة للغاية, وصرنا نعتمد على الكوبونات و المساعدات, وخلال 8 سنوات لم أحصل إلا على بطالة واحدة, ومرت بنا الأيام والسنين إلى حين كبر الأولاد وأصبحوا في المدارس والجامعات, وأنا الآن لا أستطيع أن أفي بجميع احتياجاتهم ولا حتى أقل شيء يمكن أن يطلبوه، وهذا قمة الضعف أمام الأولاد".

تجارب قاسية

أما أبو محمد جبر، الذي كان يعمل في المنطقة الصناعية "إيرز"، بمهنة تنجيد الكنب لعدة سنوات، فيروي قصته مع تقلب الأحوال، عقب تدمير وتجريف مصنعه بشكل كامل عام 2003, وانضمامه إلى طابور البطالة.

وقال جبر لـ"شمس نيوز": توجهت لجميع الجهات الرسمية وغير الرسمية,  بغية توفير أي عمل يحفظ لنا كرامتنا, و لكن بلا فائدة، حتى بتنا ننتظر المساعدة أو الكوبون, واليوم أعمل في مدرسة بمهنة الكنتين، لنعتاش من ورائها, لكنها مهنة متعبة وتحتاج لقوة بدنية ومرونة بالحركة، وانا كبير في السن ولا أقدر على العمل يوميا".

وأضاف: ما أتقاضاه نظير عملي في كنتينة المدرسة لا يكفيني لسد حاجاتي اليومية, عندي ثمانية أبناء جلهم يدرسون في المدارس والجامعات, وهذا ما يزيد من عبء الحياة , وكل ما احصل علية لا يتجاوز الـ800 شيكل شهريا.

تأثير اقتصادي

وفي هذا الصدد، يؤكد د.معين رجب، أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر، أن عودة عمال القطاع للعمل في الأراضي المحتلة يمثل بادرة خير تجاههم, يمكن أن تسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني بشكل كبير, وذلك في ظل وجود حالة من البطالة الكبيرة التي يعاني منها السكان وتزداد يوما بعد يوم, مع اشتداد حلقات الحصار.

 وأوضح رجب خلال حديثه لـ" شمس نيوز" بأن العبرة بتنفيذ القرار ووقت تنفيذه والعدد المسموح له بالدخول للعمل في الداخل, والتسهيلات المقدمة لهم, مشيرا إلى أن إسرائيل تتنصل من جميع الاتفاقات.

وبيّن الخبير الاقتصادي أن إسرائيل أوقفت 121 ألف عامل عن عملهم في الداخل المحتل بالتدريج منذ العام 2000، الأمر الذي أثر سلبا على مستوى الأسر المعيشي في القطاع.

وتابع: دخول الغزيين للعمل في إسرائيل سيؤثر وبشكل كبير على الاقتصاد داخل القطاع,  فنسبة البطالة المرتفعة ستنخفض، مما سيخلق فرص عمل كثيرة, وستتحسن أوضاعهم المادية والمعيشية".