شمس نيوز/القدس المحتلة

حلّت دبي في صدارة دول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في تقرير جديد لمقاييس نمو المدن، وفق عدد من المؤشرات من أهمها الاستثمارات العقارية المحلية والأجنبية.

وقال التقرير الذي أعده فريق أبحاث سوق رأس المال في شركة الأبحاث والاستشارات العقارية "كوشمان آند ويكفيلد"، إن تغييراً كبيراً حدث في مكانة دبي ودبلن اللتين نجحتا في الانضمام لقائمة المدن الـ 50 الأوائل في جذب الاستثمارات العقارية خلال العام 2014 الجاري، بعد أن كانتا تحتلان المرتبتين 186 و82 على التوالي في العام الماضي .

وأظهر التقرير نمو السوق العقاري العالمي إلى 788 مليار دولار خلال العام حتى حزيران، مع حفاظ نيويورك على لقبها في الصدارة بالنسبة للاستثمارات العقارية مع نمو حجم الاستثمارات العقارية فيها بنسبة 6 .12% على أساس سنوي لتبلغ 4 .55 مليار دولار، وتحصل على 7% من حصة السوق العالمية .

ووفقاً للتقرير ارتفع حجم الاستثمارات العقارية العالمية في الاثني عشر شهراً حتى حزيران من العام ،2014 بنسبة 2 .17%، كما زادت الاستثمارات العابرة للحدود بنسبة 8 .38% والمحلية بنسبة 3 .11% .

وحلت دبي في المركز العاشر بين أعلى مدن العالم من حيث الزيادة في حجم الاستثمارات الأجنبية العابرة للحدود التي اجتذبتها خلال العام ،2014 بزيادة وصلت إلى 97 .1 مليار دولار حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري .

وبلغ إجمالي الاستثمارات الجديدة في المجال العقاري في دبي خلال الربع الثاني من العام الجاري 7 .3 مليار دولار تقريباً، بزيادة كبيرة نسبتها 2174% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي .

ودرس التقرير تركز الاستثمارات في مجال العقارات في المدن الأولى بالعالم، في قطاعات المكاتب والمساكن متعددة العائلات والفنادق والمباني الصناعية ومحال التجزئة.

وارتفعت العائدات من الاستثمارات العقارية في دبي بنسبة 5 .8% بالنسبة لقطاع المكاتب، و5 .7% للمتاجر و0 .8% بالنسبة للمباني الصناعية، في الفترة من العام 2014 حتى يونيو/حزيران، مقارنة بالعام الماضي.

وشهدت منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا التي تقع دبي ضمنها، زيادة في النشاط الاستثماري العقاري بنسبة 30% في العام، متقدمة على الولايات المتحدة التي شهدت زيادة بنسبة 3 .14%، بينما زادت الاستثمارات بنسبة 5 .5% في آسيا، وفقاً للتقرير.

مجال الضيافة

وبين المؤشرات الأخرى لنمو المدن التي درسها التقرير، تفوقت دبي بشكل ملحوظ في النمو بمجال الضيافة وخدماتها، حيث احتلت المرتبة الثالثة بين مدن العالم مسبوقة بنيويورك ولندن فقط .

أما في الجذب السياحي فقد حلت في المركز الثالث عشر بين جميع مدن العالم، وتقدمت في هذا المعيار على مدن مثل موسكو وغوانغزو ولوس أنجلوس وفيينا .

فيما حلت في المركز الثامن والعشرين بالنسبة للابتكارات، قبل مانشستر وفرانكفورت، وهو مؤشر مهم للمكانة التي تحظى بها دبي في هذا الجانب، كما حلت في المرتبة الثلاثين عالمياً بالنسبة لكبرى المدن في مجال التجزئة، والمرتبة 29 بالنسبة لعمليات التوزيع .

ويتوقع تقرير "كوشمان آند ويكفيلد" استمرار أوروبا في الصدارة خلال الفترة المقبلة، حيث شهدت القارة العجوز زيادة بنسبة 35% في مشتريات العقارات من قبل المستثمرين الأجانب فيها في العام الماضي .

وقال "جان ويليام باستيجي"، رئيس أسواق المال في منطقة أوروبا والشرق الوسط وإفريقيا لدى "كوشمان آند ويكفيلد"، إن توقعات النمو في المنطقة ستكون مدفوعة من قبل "الأمان النسبي وآمال الانتعاش وتحسن توافر الأسهم والأعمال المصرفية واستمرار هيكلة الشركات" .

وأضاف أن مدينتي دبي واسطنبول ستستفيدان من القفزة في الاستثمارات العقارية لتحقيق النمو، إلى جانب مدن جنوب أوروبا والمدن الأوروبية من الدرجة الثانية بما فيها أمستردام ومدريد وميلانو ووارسو وبروكسل.

وحول محركات نجاح ونمو المدن في المجال العقاري، قال التقرير إن الأكثر أهمية من بينها هو حجم المدينة بمقاييس السوق أكثر من حجمها الطبيعي من حيث المساحة أو عدد السكان، حيث يقطن 10% من السكان في المدن الـ 100 الأكبر في العالم، ولكنها تمثل 30% من الناتج المحلي الإجمالي، و76% من النشاط الاستثماري العقاري.

وتتمثل المعايير الأساسية لنجاح المدن في جذب الاستثمارات العقارية في العوامل الديموغرافية، والبنيات الأساسية، والاستهلاك من الطاقة، وأنماط العمل، والتكنولوجيا، والعلامة التجارية للمدينة، وطلب الشركات.

وحلت مدينة لندن في المركز الثاني عالمياً، وقال التقرير إنها لا تزال جاذبة بعد نجاحها في زيادة الأنشطة الاستثمارية فيها بنسبة 40% لتبلغ 2 .47 مليار دولار مدفوعة بالمستثمرين عبر الحدود، وجذبت حصة نسبتها 1 .14% من رأس المال العالمي قبل باريس التي اجتذبت نسبة 5 .5% ونيويورك التي اجتذبت 9 .4%.

ولا تزال المدن العشر الأوائل دون تغيير يذكر مع ثقل كبير جداً لمدن الولايات المتحدة، وتتألف قائمة الدول العشر الأولى المتصدّرة من نيويورك ولندن ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وباريس وشيكاغو وواشنطن العاصمة ودالاس وهونغ كونغ.

المستثمرون الدوليون

مع ارتفاع الاستثمارات العابرة للحدود بنسبة 38% في السنة الماضية، بالمقارنة مع نمو بنسبة 3 .11% لعمليات الشراء المحلية، فإن المستثمرين الدوليين زادوا مرة أخرى من حصتهم السوقية وأصبحوا الآن يمثلون 6 .25% من إجمالي التبادلات التجارية بالمقارنة مع نسبة 6 .21% حققوها في العام 2013 . ومع ذلك يتفاوت هذا بصورة ملحوظة بين المناطق، من 12% في الأمريكتين إلى 9 .24% في آسيا والمحيط الهادئ و6 .44% في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، كما أنه لا يمثل اللاعبين الدوليين حيث أن قدراً كبيراً من استثماراتهم يتم تنفيذها عبر قنوات محلية.

وفي حين تبقى أوروبا أكبر منطقة للاستثمارات الأجنبية، وشهدت نمواً بنسبة 35% في الشراء عبر الحدود في السنة الماضية، فقد كان تسارع النمو أكبر في الأمريكيتين بنسبة 46% وفي آسيا بنسبة 43%، ما يوضح الطبيعة العالمية لمكانة السوق.