شمس نيوز/ منى الأميطل
أثار تدمير موقع "تل السكن" الأثري الواقع في مدينة الزهراء وسط مدينة غزة، والبالغ من العمر 5 آلاف سنة، سخط وغضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن استيائهم على هاشتاغ "أنقذوا تل السكن".
وطالب النشطاء عبر منصة العالم الأزرق، بوقف عمليات الهدم لهذا المعلم الأثري والتي تقدر مساحته بـ(200) دونمًا، واتخاذ كافة الاجراءات الميدانية لحماية الموقع وإغلاقه لحين انتهاء التحقيق، والمباشرة بتقييم الأضرار في الموقع وإجراء أعمال تنقيب فورية للحفاظ على ما تبقى منه.
كما تمت الدعوة إلى وقفة احتجاجية عند الموقع الأثري رفضًا لعمليات التجريف، حيث انطلقت عصر أمس الجمعة، وطالبوا فيها وزارة السياحة والآثار ورئيس الوزراء رامي الحمد لله بالتدخل العاجل.
الصحافية الناشطة أسماء الغول قالت على صفحتها على "فيس بوك"، "من يدمر موقع تل السكن الأثري بسرعة الصاروخ قبل تسليم غزة ومن المسؤولين المسكوت عنهم يحقق مقولة العدو الصهيوني شعب بلا أرض".
يذكر، أنه منذ مطلع فبراير الماضي، بدأت آليات تابعة لجهات حكومية في تجريف "تل السكن"، وتخصيص قطع أرض لتعويض موظفين بحكومة "حماس" السابقة عن مستحقاتهم المالية المتأخرة.
وتساءلت أسماء، "الحق على مين على موظف ينتظر تعويض عن مستحقات مالية ما اخدها في أرض تاريخية مليئة بأقدم أثار الشعب الفلسطيني أم الحق على السياسي والمسؤول والمخطط خلف هكذا قرارات؟".
وتقوم منذ ستة أسابيع جرافات وآليات تابعة لمؤسسات حكومية بالتعاقد من تجار بيع الرمال الذي يجرفون التلال الرملية والطينية في الجهة الشرقية الشمالية فتظهر وتتحطم كثير من الجدران الطينية والآثار الفخارية.
كما قال أستاذ علم الآثار أيمن حسونة في تصريح صحافي، "إن مسئولي وزارة الآثار سمحوا لوزارة الاقتصاد بالتجريف بعد أن وقعوا أن الموقع ليس أثرياً، ولكن التجريف يكشف كل يوم عن آثار".
وأضاف، "الموقع يثبت أن لنا وجودًا وهوية، وللأسف نحن اليوم ندمر أدلة وتاريخ وجودنا هنا، وأتمنى أن يتوقف التجريف هنا، ومؤسسة اليونسكو تهدد بالتحرك إذا استمر التجريف".
وكتب الناشط عبد الله أبو شرخ على حائط "فيس بوك"، "موقع تل السكن الكنعاني يثبت وجودنا الحضاري على هذه الارض قبل النبي موسى بثلاثة الاف عام وقبل الاهرامات بألف عام مطلوب من كافة النشطاء والغيورين على مصالح الوطن العليا التوجه للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية من أجل توجيه رسالة قوية لوزارة الاثار في حكومة التوافق وكذلك سلطة غزة التي تضرب بعرض الحائط تراثنا وتاريخنا تلبية لمصالح شخصية ضيقة".
وطالبت شيرين خليفة على هاشتاغ "أنقذوا تل السكن" بمحاسبة كل متورط في هذه القضية وقالت، " نطالب النائب العام فورا بفتح تحقيق موسع لمحاسبة المسؤولين المتورطين في قضية تدمير تل السكن وانقاذ ما تبقى من اثار فيه".
وأضافت، "يا للعار، من الذي يتساوق مع الاحتلال في تدمير آثارنا لصالح متنفذين يا للعار ليس فقط على من يدمر بل ومن يصمت ايضًا".
في السياق ذاته، وفي أعقاب الوقفة الاحتجاجية عصر الجمعة، أكد مستشار رئيس السلطة محمود عباس مأمون سويدان، أنه حكومة الوفاق ستعمل في أول عمل لها على وقف التجريف ومحاسبة الجهات التي تقف خلفها.
الآثار هي الدليل التي تثبت أحقية الفلسطينيين بالأرض، فمن ليس له ماضي ليس له حاضر، بتدمير آثار غزة يضيع أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه ويثبت ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى، أن "تل السكن" المهدد بالزوال اكتشف عام 1998 وهو شاهد على حضارة كنعانية تعود للعصر البرونزي الأول، وأقرت بعثة فرنسية فلسطينية مشتركة بأهميته موقعاً أثرياً سجلته لاحقا في (اليونسكو)، وتوقفت أعمال التنقيب فيه بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000؛ بسبب نيران مستوطنة (نتساريم) المجاورة.
وبعد ذلك، عادت أعمال التنقيب للمكان بعد انسحاب الاحتلال من مستوطنات قطاع غزة عام 2005، لكن الموقع الأثري بعد عام 2007 لم يحظَ باهتمام بسبب توقف البعثة الفرنسية عن زيارته بقيادة خبير الآثار الفرنسي في فلسطين (جون باتيست).