شمس نيوز/ عبدالله مغاري
اعتبرت العضو العربي بالكنيست الإسرائيلي عايدة توما، اليوم السبت، قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، سواء قراره بشأن القدس أو تقليص المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بأنها تأتي في سياق مسار طويل وضعته حكومات الاحتلال المتعاقبة وصعدته حكومة نتنياهو.
وقالت توما في تصريح لـ"شمس نيوز"، إن هناك مسار بدأه نتنياهو منذ انتخابه يسعى من خلاله بشكل كبير إلى إلغاء "الخط الأخضر" وضم أوسع قدر من مناطق الضفة الغربية إلى "اسرائيل"، مشيرًة إلى أن قرارات ترامب وخطوات نتنياهو على الأرض تأتيان ضمن رزمة متكاملة من الخطط للقضاء على امكانية اقامة دولة فلسطينية.
وأوضحت توما، أن هذه الرزمة من المشاريع الأمريكية_ الاسرائيلية تهدف إلى اقامة مقاطعات وولايات صغيرة للفلسطينيين غير مترابطة وتقوم بإدارة نفسها مدنيًا، مع ضم باقي المناطق لـ"إسرائيل".
ولفتت عضو الكنيست، إلى أن وجود إدارة أمريكية من هذا النوع المنحاز تمامًا لـ"اسرائيل" يجعل نتنياهو يفهم أنه أمامه فرصة قد لا تتكرر، فيريد من خلالها الإسراع بخلق واقع جديد على الأرض، حتى وإن تبدل الحكم في "إسرائيل" يكون الوضع غير قابل للتراجع أو العودة إلى الخلف.
وأضافت: "الأزمة التي يمر بها نتنياهو وشبهات الفساد التي تحوم حوله تجعله يعلم بأنه ليس أمامه الكثير من الوقت ليقرر على المستوى البعيد"، معتبرة أن السياسات التي ينتهجها نتنياهو هي ليست سياسات تكتيكية إنما استراتيجية للمدى البعيد وتهدف لخلق واقع لا يمكن لأي رئيس حكومة مستقبلي أن يغير فيه كثيرًا، بمعنى أنه يريد فرض أجندته على المستوى البعيد حتى لو لم يكن بالحكم، وفق توما.
وزادت بالقول: "كما يبدو أن التحقيقات الموجودة ضد نتنياهو ستجعل الشرطة تقدم خلال الأشهر القريبة لوائح اتهام بحقه، وسيكون في حينها أمامه خيارين إما تقديم استقالته إذا كانت تلك الاتهامات شديدة، أو استغلال الضجة الإعلامية لاتهام الصحافة بالتحريض عليه إذا كانت التهم بسيطة".
وحول إجراءات ترامب الأخيرة ضد "الأونروا"، رأت توما أن الهدف من تقليص المساعدات هو تركيع الشعب الفلسطيني، مضيفًة أن " ترامب يعتقد أن العالم يدار بعقلية رجل الأعمال الذي يستطيع أن يشتري كل شيء، ويعتقد أن الشعب الفلسطيني يمكن أن يبيع حقوقه الوطنية وكرامته من خلال المساعدات".
وزادت " هذه وسائل ضغط وابتزاز حقيرة ومرفوضة، الشعب الفلسطيني تعرض لأسوا منها وتجاوزها وسينجح هذه المرة" ، مشيرًة إلى أن ترامب يحاول تغيير قواعد اللعبة الدولية وأن الوقت يحتم على الشعب الفلسطيني البحث عن حلفائه الحقيقيين".
وعن ما إذا كان يحاول ترامب من تقليص مساعدات "الاونروا" اضعافها وتفكيكها بحيث ينهي قضية اللاجئين الفلسطينيين، قالت العضو العربي بالكنيست : هذا هدف من أهداف ترامب، لكن يجب أن نتذكر بأن ملف اللاجئين ينتهي عندما يقرر الشعب الفلسطيني ذلك، طالما لا زال هناك لاجئين وما زال من يحلم حلم العودة لا يستطيع لا ترامب ولا غيره انهاء هذا الحلم".
وحول مستقبل " عملية السلام" مع سياسات ترامب ونتنياهو ، رأت توما أن هذه العملية أصُيبت بشلل منذ فترة وأن نتنياهو استغل هذه الحالة لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية، مشيرة إلى أن أي حل سياسي يجب أن يكون في اطار الرعاية الدولية وأنه لا يمكن لواشنطن رعاية السلام والاحتلال مع".
وبينت توما أن أي عملية تفاوضية يجب أن يسبقها وحدة فلسطينية، واعادة دور منظمة التحرير السياسي وليس ايكال المفاوضات للسلطة، بالإضافة لدعم المقاومة الشعبية، معتبرة ان دون ذلك ستبقى كفة الميزان راجحة للاحتلال.