غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: محمود عباس.. كثير من التصريحات قليل من الأفعال

شمس نيوز / عبدالله عبيد

كثيرة هي التصريحات والخطابات التي يخرج بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وازدادت وتيرتها خلال الشهر المنصرم، وفي الفترة التي لحقت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، حول المفاوضات والانضمام للأمم المتحدة والتوقيع على اتفاقية روما وإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية، بالإضافة إلى الوحدة الفلسطينية والعودة إلى غزة وأخيراً وليس بآخر نزع سلاح المقاومة التي وصفها بـ"المليشيات".

محللون سياسيون رأوا أن التصريحات التي يخرج بها الرئيس محمود عباس خطابات متناقضة تدلل على عدم الانسجام في الموقف السياسي، منوهين إلى أنه يحاول إثبات نفسه بأنه شخصية سياسية قدم للقضية الفلسطينية الكثير خلال فترة حكمه التي لا يعلم لها نهاية، ولا يعرف الكثيرون أصلا كيف بدأت.

وشدد المحللون خلال أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" على أن الرئيس عباس ورغم كثرة تصريحاته إلا أنه قليل العمل وبعيد عن التنفيذ والإنجاز، مؤكدين أن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس أداة من الأدوات التي تستخدمها أمريكا وإسرائيل بمساعدة بعض البلدان العربية لنزع سلاح المقاومة في غزة.

شخصية متناقضة

هذه التصريحات وغيرها عبرت عن شخصية الرئيس محمود عباس المتناقضة، بحسب المحلل السياسي هاني البسوس، الأمر الذي يدلل على عدم الانسجام في الموقف السياسي، مشيراً إلى أن الرئيس أبو مازن ومن خلال خطاباته المتعددة، يحاول إثبات نفسه بأنه شخصية سياسية قدمت للشعب والقضية الفلسطينية.

ولفت البسوس في حديث له لـ"شمس نيوز" إلى أن الجميع يعلم أن محمود عباس وفي السنوات الأخيرة، لم يقدم شيئا لقضية الشعب الفلسطيني، "بل أن هناك الكثير من المفاجئات الكبيرة جداً قدمها للشعب الإسرائيلي"، على حد قوله.

ويرى البسوس أن فرص عباس لتقديم شيء للشعب الفلسطيني أصبحت ضئيلة ومستحيلة، لأنه فشل سياسيا، مضيفاً : حتى أنه فشل في العمل على الصعيد الوطني الفلسطيني في إنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية".

وأكد البسوس أن تصريحات عباس تعتريها تناقضات كبيرة، مردفا بالقول: أحياناً يؤكد على الوحدة الوطنية الفلسطينية وأحياناً أخرى يدعو حماس لتسليمه السلطة، وتارة يهدد باللجوء للأمم المتحدة وأخرى يريد الذهاب إلى المفاوضات"، منوهاً إلى أن عباس واقع تحت ضغط كبير جداً سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو من إسرائيل، مما يجعله يتنازل عما يريد تقديمه.

واعتبر المحلل السياسي أن هذه التصريحات جعلت الفلسطينيين في حالة من اليأس والإحباط، لأن الشعب الفلسطيني قد مل الخطابات والكلام، وبحاجة فعلية للعمل والتطبيق على أرض الواقع، مبيّناً أن كل هذه الخطابات التي يقوم بها لا تغير شيئا، ولا تلقى صدى ولا إقبالاً" حسب تعبير البسوس.

ظنون وأوهام

البروفسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، وصف تصريحات الرئيس محمود عباس في أغلب الأحيان بأنها تعبر عن ظنون وأوهام ولا تعبر عن إمكانات، مشدداً على عدم قدرة عباس على العمل بما يخرج به من تصريحاته.

وقال قاسم في حديثه لـ"شمس نيوز": عباس يعرف أنه مكبل وغير قادر على أن يخترق جدران الولايات المتحدة وإسرائيل، وغير راغب في نفس الوقت بحجز طاقات الشعب الفلسطيني بمواجهة الضغوط الخارجية، وهو لا يريد أن يستعين بالداخل ولا يستطيع التأثير في الخارج وبالتالي لا يمكن أن ينجز شيئا".

وأشار إلى أن كل ما يشغل بال الرئيس عباس في هذه الفترة هو نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، و"هذا ما يشغل أمريكا أيضاً وكل البلدان العربية والذين يقدمون التبرعات لغزة الآن"، معرباً عن تخوفه من ربط قضية إعمار غزة بنزع سلاح مقاومتها.

وأضاف: هذا ما يخطط له الأمريكان والإسرائيليون بمساعدة الدول العربية، والسلطة الفلسطينية هي أحد الأدوات التي يعتمدون عليها"، لافتاً إلى أن السياسيين في غزة أيضا لا يختلفون عن السياسيين الفلسطينيين عبر التاريخ، فهم "يساومون ويتنازلون ويهربون"، وفق قوله.

وأوضح البروفسور قاسم أن الفصائل الفلسطينية ورغم أنها تتحدث وتستغيب الرئيس أبو مازن، إلا أنها متعاونة معه لوجود مصالح مشتركة بينهم، منوهاً إلى أن تصريحاته على المستوى العالمي لا تؤخذ مأخذ الجد، لأن العالم يعرف ما هي قدراته وما الذي لديه.