غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر هل ينجح فريق ترامب في تمرير 'صفقة القرن' من فوق رأس أبو مازن؟

شمس نيوز/ تمام محسن

شهدت الأيام الأخيرة حراك محموم في المنطقة، تزامنًا مع زيارة مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدول الإقليم وفي جعبتهما تصورات الإدارة الأمريكية بشأن الحل للصراع العربي الفلسطيني أو ما بات يعرف بـ"صفقة القرن".

وبدأ جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأميركي، وجيسون غرينبلات المبعوث الأميركي لـ "السلام" بالشرق الأوسط مباحثات في المنطقة شملت كل من الأردن والسعودية وقطر ومصر، قبل أن يجري محادثات يومي الجمعة والسبت مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ويكتنف الغموض هذه الخطة التي يعمل عليها كوشنر وغرينبلات منذ حوالي عام، على الرغم من أنها باتت شبه جاهزة من وجهة نظر البيت الأبيض، وبانتظار توضيح بعض المسائل خلال الجولة الإقليمية قبل الإعلان عنها رسميًا.

لكن التسريبات تشير إلى أن الإدارة الأمريكية ستعمد إلى إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس المحتلة، تمهيدًا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية و"إسرائيل"، بدعوى مواجهة "الخطر الإيراني".

وفي ظل رفض السلطة الفلسطينية التعاطي مع أي حوارات حول الخطة الأمريكية "للسلام" في المنطقة، على خلفية اعتراف واشنطن بالقدس "عاصمة لإسرائيل" في ديسمبر الماضي ونقل سفارتها إليها، بدأت أنظار المبعوثين الأمريكيين بالتوجه نحو الدول العربية "المعتدلة" لتمرير الصفقة.

وقال جاريد كوشنر أحد كبار مستشاري ترامب في مقابلة مع صحيفة "القدس" المحلية نُشرت الأحد، إن واشنطن ستعلن خطتها للسلام في الشرق الأوسط قريبًا وستمضي قدمًا سواء مع رئيس السلطة محمود عباس أو بدونه.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، الإثنين، إن مسؤولين كبار من مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، سلموا كلا من جارد كوشنير وجيسون غرينبلات، رسائل تفيد بأن "الدول العربية المعتدلة لا تمانع أن تطرح الإدارة الأمريكية خطة السلام، حتى وإن تم هذا بدون موافقة أبو مازن".

وهو ما أكده نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، إذ كشف عن تعرض السلطة الفلسطينية لضغوط دولية وعربية للقبول بالصفقة.

وقال العالول في مقابلة مع تلفزيون "فلسطين" الرسمي، مساء الثلاثاء، إن "الأمريكان اعتقدوا أنهم يستطيعون الضغط علينا من خلال بعض الأصدقاء والأشقاء، إلا أن الموقف الفلسطيني كان صامدًا وعنيدًا مما شجع الأشقاء العرب جميعًا لاتخاذ موقف جيد وإيجابي أمام الوفد الأميركي الذي زار المنطقة".

فهل ينجح المبعوثان الأمريكيان في تمرير "صفقة القرن" من فوق رأس أبو مازن؟

يستبعد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، أن ينجح الفريق الأمريكي في تمرير صفقة القرن التي وصفها بـ"الرديئة" على اعتبار أنها "تكافئ" الاحتلال وتقدم حلًا بـ"فاتورة عربية".

وقال في حديث خاص لـ "شمس نيوز"، إن الأنظمة العربية لا تستطيع أن تسوّق الصفقة؛ لأنها تضر بأمنها واستقرارها إضافة إلى معضلة إقناع شعوبها بها.

ورأى أن الترويج لقبول "الدول المعتدلة" لبنود الصفقة عبر وسائل إعلام إسرائيلية، هي جزء من الماكنة الدعائية للإيقاع بين الأشقاء العرب.

فيما اعتبر الكاتب إبراهيم أبراش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، أن الرئيس ترامب وفريق إدارته وظفوا متغيرات ووقائع تراكمت خلال سنين ليبنوا عليها مشروع التسوية الجديدة الذي باشرت إدارة ترامب تطبيقه حتى قبل الإعلان عنه، وذلك من خلال إجراءات وقرارات الرئيس ترامب وإسرائيل حول القدس واللاجئين وتعطيل الجهود الفلسطينية في مجلس الأمن وما يجري من اتصالات ومشاورات حول مستقبل قطاع غزة.

ويرى أبراش، في مقال نشره عبر صفحته في "فيسبوك"، أن هذه الصفقة لن تنهي الصراع أو تحقق "السلام" حتى وإن شاركت فيها أطراف عربية وقد يكون مصيرها مصير اتفاقات مدريد وأوسلو وتستمر لعقود مع إدارة جديدة للصراع.

على الجانب الآخر، يحذر مراقبون من استغلال الأوضاع الإنسانية بالقطاع لفرض "دولة غزة" وذلك مع تكرار التصريحات والوعود بتخفيف الأزمة المعيشيّة الخانقة في قطاع غزّة، والتي كان آخرها مقترح وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بإنشاء رصيف بحري على الشواطئ القبرصية لنقل البضائع إلى القطاع.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فمن المتوقع أن تساهم "إسرائيل" في الجهود الأميركية لضخ الأموال للقطاع المحاصر، لتسريع عملية إعادة التأهيل الإنساني في قطاع غزة وتحسين نوعية الحياة، لاعتبارات أمنية إسرائيلية.

وفي هذا الصدد، قال العالول "شعبنا لن يسمح باستثمار الأوضاع الإنسانية في غزة، ولن يتنازل عن حقوقه الأساسية.. وجاهزون للجوع لكن لا يمكن مقابل حل أوضاعنا الانسانية التنازل عن القدس وحقوقنا الأساسية".

 وبالعودة إلى عوض، الذي يبدي تفاؤلًا بإسقاط الصفقة مؤكدًا أن الطرف الفلسطيني يملك الرفض الشعبي والرسمي وأن التهديد بالحصار المالي والسياسي من قبل الأمريكان لن يجدي نفعًا.