شمس نيوز/علي محمد
وصف الخبير في الشؤون العسكرية يوسف الشرقاوي، سلوك المقاومة الفلسطينية لأسلوب العمل الفردي في الضفة الغربية المحتلة، بأنه "تحول استراتيجي في العمل الفدائي" في ظل الملاحقة والتشديد الأمني الذي تمارسه أجهزة الأمن الإسرائيلية، وتشديد الخناق على النشطاء المسلحين من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية.
واستعرض المحلل العسكري أساليب العمل المقاوم في الضفة بدءً من تشكيل مجموعات عسكرية محدودة ثم الانتقال للعمل الخيطي, مضيفا: إلا أن هذا الأسلوب كان من السهل اختراقه وكشفه, مما دفع المقاومة في الضفة إلى البحث عن بدائل من خلال انتقال فكرة المقاومة إلى الذهنية الفردية للمقاتل الفلسطيني, لتصبح جزءً من تفكيره اليومي".
ولفت الشرقاوي إلى أن هذا العمل -وحسب تحليل استخباري إسرائيلي- يمثل الأسلوب الأكثر تعقيدا في اختراق منظومة الأمن لدى الاحتلال مستقبلا, مشيرا إلى أن ذلك يمثل رسوخا وتجذرا لثقافة المقاومة في العقلية الفلسطينية, ويعتبر أداءً خلاّقا وإيجابيا مبتكرا, وفيه سبق جديد في ذهن العقلية الإسرائيلية الأمنية.
وأوضح الشرقاوي أن عملية إطلاق النار قرب الخليل قبل يومين, جاءت في وقت أعلنت خلاله إسرائيل اتخاذ أقصى درجات التأهب والاستنفار الأمني، تزامنا مع الاحتفال بـ"عيد الفصح"، الأمر الذي شكّل مصدر قلق لمنظومة الأمن لدى قوات الاحتلال, ونجاحا وإنجازا واضحا للمقاومة الفلسطينية.
وحول قدرة المقاومة على تنفيذ المزيد من مثل هذه العمليات , قال الخبير العسكري: هذا النجاح للعمليات الفردية من إطلاق نار أو عمليات قنص لأهداف إسرائيلية, سيشجع للقيام بالمزيد منها خصوصا لعدم تمكن قوات الاحتلال من الكشف عن منفذيها, وسيشكل كل ذلك حافزا كبيرا لاستمرار العمل بثقافة المقاومة الفردية".
وبخصوص اشتداد القبضة الأمنية والتشديد على المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية, بيّن الشرقاوي أنه لا مناص من اتخاذ خيار العمل الفردي المقاوِم الذي يستحيل اختراقه أو كشفه, وهو الرد المناسب للمقاومة في وجه التشديد عليها.
وذكر الخبير الشرقاوي أن جميع الخيارات مفتوحة أمام رجال المقاومة في الضفة مع إمكانية عودة العمليات الاستشهادية وغيرها من أساليب العمل الفدائي, ولكن بأسلوب أكثر تنظيما وتطورا من السابق, مشيرا إلى أن كل ذلك هو نتيجة طبيعية لغطرسة الاحتلال الإسرائيلي واستمراره في القتل اليومي للشعب الفلسطيني.
