غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر (بالصور) حسن الراعي.. يواجه سرقة الحُلم بأول فريق كراتيه للمقعدين حركيًا

شمس نيوز/ توفيق المصري

تصوير/ حسن الجدي

يستعيض الشاب محمد طوطح (30 عامًا) عن قدمه المبتورة بعجلة كرسيه المتحرك، لأداء حركات من رياضة الكراتيه، بعد أن قرر الانضمام مؤخرًا إلى فريق يضم عددًا من المعاقين حركيًا هو الأول على مستوى فلسطين.

يبذل طوطح جهدًا مُلفتًا خلال تدريبه بمركز "السلام" في حي الزيتون جنوب غرب مدينة غزة، الذي قرر احتضان الفريق، مملوءً بعزيمة وإصرار وتحدٍ قائلاً وهو يؤدي حركة تبدو صعبة: "لن أستسلم وسأرفع اسمي واسم فلسطين في المحافل الدولية".

يسترجع بعدها خلال حديثه لمراسل "شمس نيوز"، أحداث فقدان قدمه التي بترت بفعل قصف إسرائيلي لمنزله في حي الشجاعية، خلال العدوان الأول على غزة عام 2008، موضحًا أنه قرر دون تردد الانضمام للفريق بعد طرح الفكرة عليه، لكونه رأى قبل فترة تدريب فريق من المكفوفين بغزة على نفس الرياضة، والذي ترك تساؤلاً داخله في حينها: لماذا لا أشارك؟. الأمر الذي حول الفترات الصعبة كما وصفها "طوطح" في بداية الانضمام والتدريب إلى سهلة بعزيمته وإصراره، أدى ذلك إلى الانتقال من تأدية حركات بسيطة إلى صعبة، بمساعدة صاحب الفكرة مدرب الفريق.

وعلى يمين طوطح تجلس عبير الهروكلي (25عامًا) خريجة الصحافة والإعلام والتي تفضل الرياضة، على كرسي متحرك له قصة تجسد معاناة فريق بأكلمه، وقصتها الأكبر التي تسبب بها الاحتلال قبل أن ترى النور.

توضح وهي تسخر طاقتها في تمرين استعادة ما تدربت عليه على مدار أشهر هي وطوطح وشابة ثالثة، اختيروا من فريق المعاقين حركيًا المكون من 17 شخصًا، للمشاركة ببطولية دولية، أن الاحتلال سبب إعاقتها.

وتقول لمراسل "شمس نيوز"، حينما كانت والدتها تحمل بها استنشقت غازًا ألقته عليها قوات الاحتلال خلال أحداث الانتفاضة الأولى، ما تسبب بتشوهات خلقية لها وهي جنين في رحم الأم، جعلتها مقعدة على كرسي متحرك.

وكسابقها قررت الشابة الهروكلي تحدي الإعاقة الحركية التي أصيبت بها، مضيفةً أن دوافعها للانضمام للفريق، من مشاهدتها في صغرها لإخوة اثنين لها كانوا يلبسون بدلة رياضة الكراتيه في البيت، وظل حبها وشغفها بممارستها مرافقًا لسنوات عمرها، حتى سنحت الفرصة لذلك.

وتتخذ من ممارستها لهذه الرياضة وسيلة للدفاع عن نفسها "لأن البعض يعتقد ليس بإمكاننا الدفاع عن أنفسنا"، وفق قولها، وتتابع: "ومن خلال تدريبي أريد توصيل رسالة للعالم وللأشخاص مثلي بأن المعاقين ليسوا عالة على المجتمع، بل على العكس نحن نقدر، وسنرفع رأس بلدنا عاليًا بإعاقتنا ونشارك بكل المحافل الدولية ونثبت للعالم ذلك".

وبالعودة إلى قصة كرسيها المتحرك، يعاني الفريق من قلة الكراسي المتحركة داخل المركز، يدفع متدربو فريق الإعاقة الحركية للكراتيه للتناوب على الكراسي المتوفرة؛ لكونها مخصصة لهذه الرياضة، كما يعانون من عدم توفر وسيلة نقل خاصة لحضورهم للنادي للتدريب، وهو ما أعاق وصول باقي الفريق، وفق الهروكلي.

رياضة الكراتيه التي تمارس بقدمين، لم تعد حكرًا على الأسوياء فقط، حيث استبدل المدرب حسن الراعي، حركات الأقدام بحركة إطارات الكراسي المتحركة، متخذًا من تشكيله فريق الكراتيه الأول في فلسطين من المعاقين حركيًا وسيلة لمواجهة سياسة الاحتلال الإسرائيلي، لمصادرة الحُلم الفلسطيني.

فالمدرب حسن الراعي (40 عامًا)، رئيس الاتحاد الفلسطيني للدفاع عن النفس لذوي الإعاقة، اعتقلته قوات الاحتلال خلال عودته للقطاع عام 2016، مع فريق دربه اعتبر الأول على مستوى الشرق الأوسط في رياضة الكراتيه من الكفوفين؛ بسبب الانجاز الذي حصل عليه ببطولة في دبي وحصوله على المركز الثالث على العالم.

يقول الراعي لمراسل "شمس نيوز"، إن هذا أزعج الاحتلال فكيف يخرجون من غزة معاقين ويمثلون فلسطين ويحصلوا على جوائز. فتم اعتقالي في طريق العودة على حاجز إيرز ودام شهرًا، وهذه من ضمن العراقيل التي يضعها الاحتلال أمام الرياضيين الفلسطينيين في التنقل والسفر للمشاركة في البطولات الخارجية، ويحد من أحلام الأشخاص ذوي الإعاقة في المشاركة باعتقالهم أو باعتقال مدربيهم".

ويوضح وهو يرشد تلميذته بكيفيه تقديم كرسيها خلال أداء حركة ما، أن المحققين خلال الاعتقال اتهموه بتدريب وقيادة جيش من الـ "مخربين"، مستذكرًا أنهم أتوا له في النهاية بمدرب إسرائيلي يدعى "لاو" ليستفيد منه برنامج الإدراك الحسي الذي كان يدرب فيه المكفوفين.

ويتابع بعزيمة وتحدي على المضي قدمًا في طريقه على الرغم من أنه متطوع ولا يتقاضى أجرًا مقابل تدريبه ويدفع من جيبه تكاليف مواصلاته: "حاولوا قتل الانجاز والفرحة بعد الحصول على المركز الثالث على العالم، ورسالة لي بأن لا أعمل في هذا المجال، وعند سفرك عن إيرز سيتم اعتقالك، ورسالتي من خلال تدريبي لفريق الكراتيه من المعاقين حركيًا، تحدي وأنني سأظل موجودًا لتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة التي بالأساس إسرائيل من جعلتهم معاقين بجرمها".


كراتيه معاقين (11)
كراتيه معاقين (8)
كراتيه معاقين (5)
كراتيه معاقين (6)
كراتيه معاقين (2)
كراتيه معاقين (4)
كراتيه معاقين (13)
كراتيه معاقين (1)
كراتيه معاقين (3)
كراتيه معاقين (12)