شمس نيوز/ القدس المحتلة
ترجمة موقع عرب48
يجمع قادة الجيش الإسرائيلي، على أنه "حتى بعد إطلاق 520 قذيفة صاروخية وهاون من غزة (خلال يومين)، وهذا رقم قياسي منذ تأسيس حماس، فإنه لا يوجد سبب لشن حرب".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه خلال الجولة القتالية الأخيرة في غزة، في النصف الأول من الأسبوع الحالي، ترددت في إحدى مداولات قيادة الجيش الإسرائيلي مقولة إنه "نفضل إطارات مشتعلة في أشكلون (عسقلان) وليس جنازات في المدينة".
واعتبر المراسل العسكري للصحيفة، يوسي يهوشواع، أنه ما كان ينبغي تسريب مقولة كهذه إلى العلن، خاصة وأن إسرائيل لم تجبِ ثمنا من حماس، بادعاء أنه "لم يجر تصفية أي قيادي، ولم يُدمر أي ذخر إستراتيجي يجعل من الصعب على حماس أن تقاتل في جولة قادمة".
وأوضح يهوشواع أن أحد أهم أسباب وقف القتال، يوم الثلاثاء الماضي، هو أنه "لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي، ولا يوجد الآن أيضا، أهدافا جيدة في غزة. هذه هي المصيبة الكبرى. من دون وجود أهداف، فإنه لن تكون هناك أية فائدة حتى لو كانت بحوزة الجيش الإسرائيلي ثلاثة أسراب طائرات إف 35 وذخيرة فائقة الدقة. وهذه مشكلة عملانية حقيقية".
وبحسب ادعاء الجيش الإسرائيلي، فإنه تحسب من التعرض لملاحقة قانونية دولية في حال قصف أهدافا هامة، لأنه سيُقتل مدنيون في غارات كهذه. "ويقولون عن ذلك في هيئة الأركان العامة إنهم ليسوا مستعدين لتشكيل خطر على الطيارين وضباط الاستخبارات يتمثل بإجراءات قضائية دولية".
ليبرمان ألحق ضررا كبيرا
هذا المنطق ليس مقبولا على وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ولذلك أعلن استقالته من أول من أمس، الأربعاء، بحسب ادعائه على الأقل. فقد عارض ليبرمان وقف إطلاق النار واستئناف المحادثات حول تهدئة طويلة الأمد، وطالب بشن عدوان شديد على قطاع غزة، خلافا لموقف جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
حول ذلك كتب المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أن "ليبرمان تسبب بضرر لقدرة الردع والثقة التي يوليها الجمهور في إسرائيل للجيش. وبالنسبة لليبرمان، فإن هذا ضرر عفوي، إذ أنه لم يقصد ذلك. وبالنسبة للجيش فإن الضرر كبير".
وأضاف برنياع أنه على الرغم من أن ليبرمان ليس أول وزير أمن يستقيل، "وهو أيضا ليس الأول الذي يحول استقالته إلى رافعة ضد رئيس الحكومة، لكن يبدو لي أن وزير أمن يهاجم خلال استقالته التقديرات والتوصيات وخطوات الجيش الإسرائيلي هو حدث غير مسبوق. وحقيقة أن هذه الخطوات نُفذت خلال ولاية ليبرمان في وزارة الأمن، بموافقته أو رغما عنه، يزيد خطورة المشكلة".
خلل عملاني
بحسب المحلل العسكري في موقع "واللا" الالكتروني، أمير بوحبوط، فإن قصف مقاتلي حماس لحافلة إسرائيلية ترجل منها ركابها الجنود للتو، عصر الأحد الماضي، هو خلل عملاني ارتكبته فرقة غزة العسكرية. إذ أن الاستخبارات الإسرائيلية حذرت من أن حماس ستنتقم على العملية العسكرية الإسرائيلية في خان يونس، وقيادة الجبهة الداخلية ألغت الدراسة في منطقة النقب الغربي، وهيئة الأركان العامة الإسرائيلية قررت حشد قوات، "لكن في فرقة غزة لم يذوّتوا أن تلك الجبهة في حالة طوارئ. وقيادة الجبهة الجنوبية، بقيادة اللواء هرتسي هليفي، لم تدرك أن الواقع الأمني تغير وأن المطلوب كان العمل بطريقة مختلفة. في قيادة الجبهة الجنوبية لم يذوّتوا حتى النهاية أن الجيش الإسرائيلي في بداية حرب".
وحول استقالة ليبرمان، كتب بوحبوط أن ليبرمان سمح لجميع قادة الجيش الإسرائيلي بالتحدث في المداولات الأمنية، وعندها أيقن أنهم يفكرون بشكل مناقض تماما لرأيه. "لكن عندما رأى أن توجه الكابينيت يعارض هجوما مسبقا ضد حماس أدرك أن الواقع يشير له إلى الطريق إلى خارج الحكومة".
وتعتبر قيادة الجيش الإسرائيلي أن الغارات التي نفذها طيرانه طوال 44 ساعة في القطاع "أبعدت إسرائيل عن حرب مع حماس". وكتب بوحبوط أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، يقدر أن الأفضل هو عدم الانجرار إلى حرب ومنع نشوبها.
وأضاف بوحبوط أن الجيش يواجه في هذه الأثناء أزمة في ثقة الجمهور به، وتجلت خلال مظاهرة سكان "غلاف غزة" قرب مقر وزارة الأمن في تل أبيب، مساء أمس. "ثقة الجمهور تصدعت، وعندما يكون هناك تآكلا في الردع، فإنه من الصعب شرح توجه هيئة الأركان العامة الذي يريد إرجاء الحرب. لكن وفقا لرئيس أركان الجيش، فإنه يفضل مجيء الجمهور للتظاهر على أن يشارك بجنازات عسكريين. ولا يزال رئيس الأركان يؤمن بأنه إذا قتلنا في هذه المرحلة قادة في حماس فإن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا".