شمس نيوز/علي الهندي
شكلت حادثة التفجيرات التي استهدفت عدد من منازل وسيارات مسؤولين في حركة فتح فجر الجمعة الماضية سابقة من نوعها فاجئت المواطنين في قطاع غزة ، وفتحت تساؤلات كبيرة حول الهدف من هذه الأفعال والجهة التي تقف ورائها وتدعمها خصوصا في هذه الاوقات الحرجة التي يمر بها القطاع.
فيما سارعت حركة فتح في توجيه الاتهامات لحركة حماس بعد دقائق قليلة من الحادث وان لديها نوايا لاعاقة والغاء الاحتفال بذكرى ياسر عرفات في غزة، الأمر الذي استنكرته الحركة على لسان معظم قيادتها في القطاع، وأكدت رفضها لهذه الأعمال "الاجرامية" وضرورة اقامة مهرجان "أبو عمار" في موعده المحدد.
بينما قرر رئيس الوزراء الفلسطيني د.رامي الحمد لله تأجيل زيارته المقررة الى غزة بعد نبأ التفجيرات، فيما طالبت فصائل فلسطينية وجهات مسؤولة بضرورة حضور الحكومة للقطاع ومتابعة هذا الملف عن قرب وتحمل مسؤولياتها في الكشف عن الجهة المنفذة وعدم السماح لهذه الأفعال بتعطيل دور الحكومة في القطاع.
أهداف إسرائيلية
بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي د. فايز ابو شمالة أن "اسرائيل" هي الجهة الرئيسية المستفيدة من هذه التفجيرات، كونها تسعى لعدم رفع الحصار عن القطاع وعدم ممارسة حكومة التوافق لدورها الفعال وان لا يستلم حرس الرئيس سلطة المعابر في القطاع تمهيدا لفتحها.
وأضاف أبو شمالة لـ"شمس نيوز" : تحت هذا المسمى الكبير هناك جهات تعمل لتحقيق هذه الاهداف الاسرائيلية لضرب جهود المصالحة وارباك الساحة الفلسطينية لاسيما ان انتفاضة القدس أحدثت هزة كبيرة داخل الضفة الغربية والتجمعات الإسرائيلية واربكت حسابات الاحتلال، موضحا أن الهدف هو حرف الانظار عما يجري في القدس من هبة جماهيرية ، والتوجه الى غزة واشعال الخلافات الداخلية.
وابدى الكاتب الفلسطيني استغرابه من الغاء رئيس الحكومة رامي الحمد لله ووفد الحكومة زيارتهم لغزة وتأجل تسلم المعابر، " كل ذلك بعد دقائق من التفجيرات الأمر الذي يضع المواطن الفلسطيني أمام تساؤل كبير وكأن الأمر مرتّب بشكل مسبق..".
وأردف بالقول : اذا كان الهدف من هذه التفجيرات هو ضرب المصالحة الفلسطينية فان الغاء الزيارة حقق الغرض منها!، اما اذا كان هدفها هو الغاء احتفال ذكرى ياسر عرفات كما يقول البعض، فالواقع أن هناك اصرار من جميع الاطراف على اتمام الاحتفال في موعده وهذا امر جيد.
وتساءل المحلل أبو شمالة بالقول : لماذا لا يكون هناك اصرار في المقابل على فتح المعابر ورفع الحصار عن غزة ووصول حكومة الوفاق في الموعد لممارسة دورها في افشال الغاية من وراء هذه التفجيرات.
دور الأجهزة الأمنية
وفي ذات السياق أوضح أبو شمالة أنه ومنذ تولت حركة حماس الحكم في غزة يشهد لها الجميع المختلف والمتفق معها بتمكن أجهزتها الأمنية من القضاء على الانفلات والفوضى خلال عملها في السنوات الماضية .
وأضاف بالقول : لذلك السؤال الكبير حول هذه التفجيرات يوجه لهذه الاجهزة الامنية التي استطاعات بسط الأمن في القطاع حتى في احلك الظروف ، لأن عدم ظهور الحقيقة يشكل اهانة كاملة لهذه الاجهزة وعدم الاسراع في كشف الحقيقة يزيد الارباك داخل الساحة الفلسطينية .
وأكد أبو شمالة أن هذه الاجهزة التي اثبتت قدرتها مسبقا عليها ان تصل الى الحقيقة بسرعة وان تعلن عنها حتى ولو كانت مرة ومؤلمة فالمجتمع الفلسطيني بحاجة ان يعرف ما الذي حدث ومن الذي نفذ هذه التفجيرات.
وتستعد حركة فتح لإحياء ذكرى رحيل مؤسسها الرئيس ياسر عرفات، باحتفال مركزي في الكتيبة وسط غزة الثلاثاء القادم وكانت قد وجهت الاتهامات لحركة حماس بالوقوف خلف التفجيرات لالغاء المهرجان.
فيما استنكر القيادي في (حماس) خليل الحية القاء "التهم جزافا" تجاه حركته، وقال في كلمة له خلال مهرجان في مدينة غزة مساء الجمعة: "فوجئنا بالحادث الأليم بوضع عبوات على أبواب بيوت قيادات إخواننا في حركة فتح"، مشددا على رفض هذا الحادث من كل الشعب الفلسطيني، وداعيا للوقوف أمامه بمسؤولية.
أما وزارة الداخلية فطالبت، "الجميع بضبط النفس وعدم توزيع الاتهامات هنا وهناك، وانتظار نتائج التحقيق التي ستتوصل إليها الوزارة بعد تشكيل فريق خاص لمتابعة الحادثة.
وأكدت "التزامها الكامل بتأمين إقامة مهرجان إحياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات، وفق ما تم الاتفاق عليه مع حركة فتح".
تحقيق جدي
من جانبه قال د.هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية، إن موضوع التفجيرات أمر حساس ويعيد للذاكرة احداث 2006-2007 من مشاكل واشتباكات داخلية ، مؤكدا أن المطلوب وجود تحقيق جدي من كافة الفصائل بالتنسيق مع الحكومة، دون توجيه أي اتهامات لفصيل او جهة معينة لعدم وجود أي دلائل أو معلومات مؤكدة، فالنتائج لا تبنى الا على التحقيقات.
وفي السياق أوضح البسوس لـ"شمس نيوز" أن اتهامات حركة فتح لحماس بشكل سريع ومباشر غير منطقية لعدم وجود أي شواهد او دلائل واضحة ، مشيرا إلى وجود استنكار وتنديد واسع من كافة الفصائل للحادثة وتم تشكيل فريق للتحقيق كما اعلنت وزارة الداخلية.
وأكد المحلل السياسي على ضرورة منع مثل هذه الاعمال وملاحقة منفذيها، لانها تؤثر بشكل واضح على كل المجتمع الفلسطيني وبنيته التحتية وموضوع الاعمار والبناء وفتح المعابر وتترك أثرها السلبي على العلاقات الفلسطينية الداخلية.
المستفيد الأكبر!
وشدد د. البسوس على أن "اسرائيل" هي المستفيد الأكبر من هذه التفجيرات وان لم تكن على علاقة مباشرة بتنفيذها، بالاضافة لكل من لا يرغب في اتمام المصالحة الفلسطينية، لافتا إلى أن عدم انعقاد جلسة الحكومة في غزة وتأجل زيارة رئيس الوزراء يساعد المسؤولين عن هذه الأفعال في تحقيق مآربهم.
وأضاف البسوس : الأصل ان تمارس الحكومة عملها بشكل طبيعي بغض النظر عن هذه الاحداث، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة استمرار الحصار وتأخير الاعمار لأكثر من 75 يوم من انتهاء الحرب الاسرائيلية، موضحا أن الحكومة الفلسطينية لم تتحمل مسؤولياتها وواجباتها تجاه الناس بالشكل المطلوب.