غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

في حوار شامل مع "شمس نيوز"

أحمد يوسف: لم أعتزل العمل السياسي وحماس بحاجة إلى إنشاء حزب جديد واتفاق التهدئة ساٍر على الأرض

القيادي أحمد يوسف ‫(1)‬.jpg

شمس نيوز/ حاورته تمام محسن

قال القيادي في حركة حماس، أحمد يوسف إن تجارب الإسلام السياسي في المنطقة لاقت "فشلًا ذريعا"، مؤكدًا أن على حركة حماس أن تجد لنفسها مخرجًا عبر إنشاء حزب سياسي جديد يستطيع محاورة العالم والاحتلال الاسرائيلي.

وقال يوسف، في حوار شامل مع "شمس نيوز"، إنه لا يمكن تجاهل الحضور الشعبي لتيار فتح الإصلاحي على الساحة الفلسطينية، لافتًا إلى أنه اتفاق التهدئة بين الفصائل بغزة و"إسرائيل" سارٍ على الأرض قبل التوقيع.

اتفاق التهدئة**

أكد يوسف، أن اتفاق التهدئة مطلبٌ لحماس والإسرائيليين في الوقت نفسه، وأن الوسيط المصري "متفهم لهذه الحاجة جيدًا لذلك يسعى لتبريد ساحات المواجهة ومنع الانزلاق إلى حرب".

وقال، إن "الإسرائيليين يعرفون جيدًا أن انهيار غزة أو انهيار حماس فيها يعني أننا وصلنا إلى حالة أشبه بالحالة السورية أو الصومالية" ويتابع موضحًا "سيصبح لدينا جماعة مسلحة أو عدة جماعات مسلحة ولا يستطيع أحد التعامل معها".

وتابع، "الإسرائيليون يتفهمون في ظل غياب أفق السلام أن بقاء حماس قادرة على ضبط الشارع من خلال أجهزتها الأمنية والشرطية يمنع انفجار الأوضاع، والتي قد يكون لها تداعيات سلبية على اسرائيل لسنوات قادمة".

ولفت إلى، أن اتفاق التهدئة التي ترعاها القاهرة "شبه موافق عليه من الجانبين" مشيرًا أن الخلاف في توقيت التنفيذ؛ قبل المصالحة أم بعدها، والجهة الموقعة؛ هل ستكون حماس أم منظمة التحرير؟.

الانطلاقة الـ31 ..مراجعة تاريخية**

ووجه يوسف، المعهود بجرأته في نقد أخطاء حركته، انتقادات لحركة حماس التي تستعد لإحياء الذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقتها.

وقال يوسف، إن "أخطاء كثيرة ارتكبتها الحركة خلال 31 سنة منذ انطلاقتها، جزء منها كان لغياب الوعي السياسي، خاصة أن كثير من كوادر وقيادات حركة حماس خرجت من رحم السجون والمساجد ولم تتعاطى السياسة سابقًا". وأضاف "ومن باب الأمانة في وصف الحالة الفلسطينية من خلال متابعة مواقف وأداء الآخرين في مشهد الحكم والسياسة، فإن الكلَّ الفلسطيني كان هو الآخر له أخطاؤه وخطاياه".

وأشار إلى، أن الكثير من الأيديولوجيات الدينية التي تبنتها حماس "بدأت تتراجع" رويدًا رويدًا. وقال : "أعتقد منسوب الفهم السياسي لدى حماس اليوم في تقدم افضل من السابق".

وتابع: "كانت تطلعات الحركة في السابق أن فلسطين جزء من مشروع إسلامي كبير وإزالة الاحتلال جزء على الطريق، لكن اكتشفنا أن الاولوية للرؤية الوطنية باعتبارنا شعب تحت الاحتلال ويجب أن نحشد الجميع خلف هذه الأجندة الوطنية وهذا الذي يدفع المزيد من التقارب مع فصائل العمل الوطني".

وقال إن، حركة حماس عقب الانتخابات التشريعية عام 2006 لم تعِِ أهمية إقامة شراكات سياسية، مضيفًا " نحن حركة تحرر وطني نحتاج إلى حاضنة شعبية، وأن نكون جزء من منظمة التحرير ، حماس وحدها لن تستطيع حمل هذا المشروع ".

حماس ودحلان**

وحول علاقة الحركة مع تيار "فتح " الإصلاحي الذي أسسه القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، قال يوسف " ننظر إلى تيار دحلان، كحلقة وصل بين حماس وفتح (عباس)".

وأضاف، " في حال خرج أبو مازن من المشهد ربما تعود فتح للالتئام من جديد وما تم انجازه من علاقات مع دحلان ربما تسهم في إعادة لم الشمل بين فتح وحماس ، خاصة بعد خمس سنوات من التعامل بين الطرفين بإمكان دحلان أن ينقل تطمينات حقيقية ويعيد الثقة بين الجانبين".

وتابع بالقول، إنه لا يمكن تجاهل "الحضور الشعبي الكبير لأنصار دحلان في الشارع الفلسطيني"، مؤكدًا أن الخلاف بين رئيس السلطة محمود عباس ودحلان هو "خلاف شخصي" آملًا بتوظيف العلاقات مع حماس للوصول إلى مصالحة شاملة.

لماذا لا نحاور الإسرائيليين؟ **

ويرى يوسف، الذي عمل سابقًا مستشارًا سياسيًا لإسماعيل هنية؛ رئيس المكتب السياسي لحماس، أنه لا مبرر لتحريم الحوار مع الإسرائيليين، مستشهدًا بتجربة الثوار في الجزائر وفيتنام وإيرلندا في "التفاوض مع أعدائهم دون إلقاء السلاح". 

وقال يوسف متسائلًا: "لماذا لا يخرج منا للقاء الإسرائيليين بدلًا أن نكون رهينة لجهات تفاوضية، نحن نطرح سقفنا السياسي الذي نتطلع إليه وندافع عن مقاومتنا المشروعة ونواجه الاحتلال ونحن قادرين ولدينا الكفاءات والامكانيات أن نحاور الاحتلال".

واستدرك بالقول، إنه "في الوقت الراهن لسنا بحاجة لذلك (.....) لا أطالب بهذه المسألة ولكن أطرحها فيما لو كان هناك واجهة سياسية تمثل حماس أن تلعب هذا الدور، ولا أطالب المقاومة أن تحاور الاحتلال فذاك يرسل رسائل سلبية للعمق العربي والإسلامي بأن "حماس استسلمت" ".

ويكرر يوسف، دعوته لحركة حماس بإنشاء حزب سياسي جديد في ظل التحديات التي تواجه الحركة "كحركة تنظره إليها الكثير من الدول كحركة إرهابية".

وقال، "أتمنى إقناع الحركة في كل مستوياتها الشورية بضرورة انشاء حزب يستطيع التعاطي مع السلطة او أي جهة لن تجد حرج في التعامل معها".

كما دعا يوسف، حركته الى الفصل بين العمل السياسي والعسكري وإعادة النظر في اللوائح والقوانين التي تحكم منظومتها التنظيمية للخروج من مآزقها الحالية.

الإسلام السياسي**

قال يوسف، إن حركة الإخوان المسلمين "ربما أخطأت" في فهم التطورات الدولية والأنظمة السياسية المستبدة في المنطقة التي هي بحاجة إلى مرونة ومغازلة في التعامل معها، وفق كلماته.

وأضاف، أن الربيع العربي كان من الممكن أن ينجح لكنه حُطم وأن "الإسلاميين لم يحسنوا الاستثمار فيه بشكل ذكي بحيث لا يشكل كسبهم في الميدان مخاوف للتيارات الأخرى غير الإسلامية".

وأشار إلى، أن تجارب الاسلام السياسي "فشلت" في معظم المناطق باستثناء المغرب وتركيا وماليزيا واندونيسيا.

أما بالنسبة لغزة، والحديث ليوسف، فإن تجربتها "على المحك وهي في حالة تعثر تستدعي إعادة النظر ..لكن أعتقد الزمن تجاوزهم وأصبح جميعا تحت طائلة الاستهداف".

يوسف وحماس**

وقال يوسف: "لم اعتزل العمل السياسي، لكني رفضت المشاركة في الانتخابات الأخيرة لأني غير راضٍ عن الشكل التي أديرت به". وأضاف "أحاول أسدي النصح للحركة من خبراتي المتراكمة وتجربتي الغنية في العمل السياسي والبحثي والعمل بمناطق التي عاشت نزاعًا مسلحًا".

ويعد يوسف من الشخصيات "المثيرة للجدل" داخل حركة حماس بسبب مواقفه التي يصفها البعض "مفرطة في الاعتدال".

ويقول يوسف: "  دائما المفكر يصطدم مع التنظيم الذي يقدس الالتزام خارج مسألة القناعة".