غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لا تبكي يا ورود الدار

thumb.jpg

بقلم: رامي مهداوي

لم يولد الشهيد أشرف نعالوة ومعه قطعة سلاح، ولم يتلق تدريباً عسكرياً في فن القتال، لكن ما أعرفه أنه رضع حليبه من أُم فلاحة تتقن الزراعة والخياطة وتربية الخيول، وما أعرفه أيضاً أن والده ذلك الإنسان الذي يبحث عن قوت يومه لإطعام عائلته بعرق جبينه، أشرف من عائلة فلسطينية استثمرت بأبنائها من أجل غد أفضل.

أشرف كباقي أبناء قريتي شويكة يعشقون تراب بلدتهم ومُحبون للحياة، وكعادة أبناء البلد للأسف لن يخرج أشرف هذا الشتاء مع أصدقائه لقطف (الهليون، اللوف، الزعمموط)، ولن يعود لعائلته حاملاً بيده اليمنى ضمة نرجس وبيده اليسرى حبات من الكلمنتينا وبرتقال من نوع "أبو صُرة" كان سيقطفها من منطقة وادي الشام.

ولمعرفته أنه لن يتمكن من قطف النرجس لهذا العام؛ فقد كتب بخط يده غير مكترث بشكله وإنما بمعنى ومضمون ما كتب، كلمات لا يعرف معناها إلا من صعد الجبل باحثاً عن الورد "لا تبكي يا ورود الدار ضلك غني بغيابو، ولما يعود من المشوار كوني الزينة ع بوابو" هذا المقطع من أغنية "ورود الدار" يتركه أشرف لنا ويرحل بصمت.. لم تبكك ورود الدار بناءً على طلبك، لكن نحن من بكى ليس فقط على رحيلك وإنما بكينا على أنفسنا يا أشرف من فينا...

أصبح عُشاق الورد يُربكون أقوى الأجهزة العسكرية والأمنية العالمية، الاحتلال يخشاهم أكثر بكثير من الجيوش العربية التي تتقن فقط اقتلاع المواطن العربي من أرضه وتهجيره، وهنا يجب أن يولد سؤال أكاديمي لنيل درجة الوطنية: من انتصر؟ هل جيش الاحتلال هو من انتصر على أشرف؟ أم أشرف وحده من انتصر؟!

وعلى صعيد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هناك أسئلة كانت وما زالت بحاجة إلى إجابات كثيرة لم ولن يحصل عليها الاحتلال: من يقف خلف أشرف؟ لماذا الآن؟ ولماذا فعل ذلك؟ وأسئلة قد تصل إلى سؤال: هل مات أشرف حتى ولو بعد قتله؟!

أشرف وشهداء آخرون شكلوا حالة نضالية جديدة مرعبة للاحتلال، ليتم وصفهم من قبل الموساد "المستذئبين" بسبب عدم مقدرتهم لتوقع متى سيتم تنفيذ الفعل المحدد من قبلهم، ومن هم؟ وما هو شكل الفعل؟ وأين؟ وحتى هذه اللحظة لم تفك المؤسسة الأمنية التابعة للاحتلال الصهيوني معادلة من هو القادم؟ لسبب بسيط وهو جهلهم بأنه في فلسطين يولد من رحم الورد... 

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".