غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بقلم: بن – درور يميني

خبر ليتوقف جنون التحريض

بقلم: بن – درور يميني

كتب مثقف هام يقول: "إسرائيل واليهود هم اللاعبون المركزيون في ثقافة العنف، التي في نهاية المطاف ستدمر الإنسانية". ونشرت صحيفة فلسطينية للأطفال رسالة كتبتها فتاة تدير فيها حوارا مع هتلر الذي يشرح لها بأنه قتل اليهود "لأنهم يزرعون الكراهية على وجه الكرة الأرضية". وكتب إسرائيلي على الفيسبوك عن حلمه بذبح أطفال فلسطينيين. آخرون، أحيانا تحت هوية معروفة، يسألون لماذا لم ينهي هتلر عمله. وأحيانا هؤلاء هم عرب يرغبون في إبادة اليهود، وأحيانا هؤلاء هم يهود يرغبون في إبادة الاشكناز.

حوار الكراهية كف عن أن يكون ظاهرة هامشية. وهو ليس محصورا فقط بالمرضى النفسيين، ولا بظلام مجال الانترنت. ففي عصر ما قبل الانترنت، المدونات، الفيسبوك أيضا – كان حوار كراهية. كان تحريض. ولكن في العقد الأخير بات الأمر نبعا متعززا. جريمتا كراهية كانتا لنا عشية العيد. واحدة في كانزاس، عندما قتل فرايزر غالن ميلر ثلاثة وهو يهتف "هيل هتلر". والثانية في الخليل، عندما فتح توأم ميلر النار فقتل موشيه مزراحي، الذي كان مع عائلته في الطريق لحفل ليل الفصح. إن حرية التعبير الواسعة، سواء في الولايات المتحدة أم في إسرائيل، تمنح الإذن غير المحدود تقريبا لحوار الكراهية أيضا. في وسائل الإعلام في السلطة الفلسطينية وبالتأكيد في القطاع، ليس حوار الكراهية في الهوامش بل في وسائل الإعلام الرسمية. أما في إسرائيل فالتحريض هو بالأساس على الفيسبوك. وتقرأ شرطة إسرائيل، أو يمكنها أن تقرأ التحريض على قتل العرب أو المسلمين في إسرائيل. حتى الآن لم يقدم احد إلى المحاكمة. وبالمقابل، استدعي على قراءات اقل إثارة للانفعال في سلم الخطورة عرب إلى التحقيق لدى الشرطة. هذه ليست شهادة شرف، هذه شهادة فقر. في بريطانيا، على سبيل الفرق، أرسل اثنان إلى السجن، بسبب عبارات على الفيسبوك تدعو إلى العنف.

توضح الأدبيات البحثية بان ثمة علاقة بين التحريض والعمل. ثمة حاجة الى التشويه، نزع الإنسانية، المنهاجية والمتواصلة، من أجل دفع أفراد أو شعوب إلى العمل. وبعد سنوات من العمل في المنظمة العنصرية "كو كلوس كلان"، انطلق ميلر لتنفيذ الفريضة العليا للطائفة التي يعيش بين ظهرانيها: قتل اليهود. سنوات من غسل الدماغ في العالم الإسلامي، وكذا في السلطة الفلسطينية، تؤدي بأفراد إلى العمل، حتى دون أي حاجة إلى تنظيم. وعندما يحظى مثل هؤلاء القتلة بمخصص ثابت ويصبحون أبطالا من قبل السلطة، تصبح الرسالة واضحة: قتل اليهود هو أمر جدير. هذا ليس كفاحا من أجل التحرير أو ضد الاحتلال، مثلما يدعي الأغبياء المستخدمين من بيننا. هذا عمل ضد إسرائيل، والصهيونية واليهود. الإرهاب ليس نتيجة الكفاح لتقدم التحرير أو السلام. بل العكس. الإرهاب الإجرامي، في كانزاس وفي الخليل، هو نتيجة غسل دماغ كله عنصرية وكراهية.

حرية التعبير هي إحدى أهم القيم في كل مجتمع ديمقراطي. هكذا ينبغي أن تكون، ولكن العصر الجديد يوضح بان ثمة حاجة إلى إعادة تفكير. بعد دعوة عشرة محرضين على القتل، ضد مسلمين أو اشكناز أو يهود إلى التحقيق، وتقديمهم إلى المحاكمة، قد لا تختفي الظاهرة ولكنها ستذوي. ثمة بالطبع حاجة دائمة إلى كشف التحريض العنصري برعاية السلطة الفلسطينية. ولكن هذا لا يعفينا من المسؤولية عما يحصل في إسرائيل. لم يأخذ بعد أي يهودي بندقية ويخرج إلى حملات قتل، بسبب التحريض على الانترنت، ولكن هذا قد يأتي. كل من يتعرض للعالم الافتراضي يمكن أن يشم بان هذه مجرد مسألة وقت.

لقد عانت إسرائيل واليهود ويعانون أكثر من أي شعب آخر من تحريض لا ينقطع. ودفعت إسرائيل واليهود الثمن الأعلى على حملات الكراهية. ولإسرائيل واليهود الحق والواجب للكفاح ضد مظاهر الكراهية وصناعة الأكاذيب حتى عندما تحاول الاختباء تحت مظلة الانتقاد وحرية التعبير. وبالذات لهذا السبب فان علينا الواجب ليس فقط لموعظة الآخرين بل وأيضا العمل ضد الهوامش المريضة في داخلنا.