غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الله يسامحك يا ريس

image-ygnazup4x0lty2t5-jpg-65531581552173165.jpg

بقلم: وليد بطراوي

قبل حوالي عامين، خلال مروري في الشارع المؤدي إلى وزارتي العدل والإعلام برام الله، مررت بيافطة إرشادية تشير إلى اليسار كتب عليها: «المجلس التشريعي». ابنتي التي لا تفوّت فرصة للسؤال سألت: «شو يعني المجلس التشريعي؟». بدأت بالإجابة ووجدت أنه كلما أجبت زادت أسئلتها، فضاق بي الأمر، وقلت لها: «إنتي دايماً بتسألي أسئلة صعبة، خلص عاد». انتهى الأمر عند ذلك الحد، وكلما مررنا بنفس المكان، أرى في عيونها أسئلة، لكنها تمتنع عن السؤال؛ خوفاً من غضبي. مرت السنون وإذا بسيادة الرئيس يعلن التزامه بقرار المحكمة الدستورية التي قضت بحل المجلس التشريعي، ليصبح الأمر «سيرة وانفتحت»، وابنتي قد كبرت عامين وأصبح من حقها أن تسأل، فعاودت السؤال: «شو يعني مجلس تشريعي؟». فما كان مني إلا أن دعوت الله أن يسامح الرئيس لأنّ عليّ أن أجيب عن الأسئلة الصعبة!


أنت المشكلة
قبل أن يعود الخلاف ليطفو على السطح بين «فتح» و»حماس» بعيد إعلان الرئيس عن التزامه بقرار المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي، لم يكن هناك مشكلة بين الطرفين، بل كنت أنت أيها القارئ المشكلة؛ لأنك لا تعطي مجالاً للمصالحة، فأنت دائم الشكوى والشك، وتعمل كل ما في وسعك لإفشال المصالحة. والدليل على ذلك أن إسماعيل هنية في خطابه بمناسبة انطلاقة حركة «حماس» قال: إنه مستعد للقاء الرئيس (الذي وصفه أحمد بحر بعد ذلك بغير الشرعي). وفي نفس الوقت، قال عزام الأحمد: إن «فتح» جاهزة لأن تخوض الانتخابات في قائمة واحدة مع «حماس»، وبالتالي فإن المشكلة فيك أنت أيها الشعب!

فعلاً خَيرية
تشرفت، قبل أيام، بزيارة إلى جمعية عطاء فلسطين الخيرية، والتقيت بمديرها العام السيدة رجاء أبو غزالة، التي حدثتني عن تاريخ الجمعية وكيف تأسست في غزة عام 2003، ثم توسع عملها إلى الضفة الغربية حيث اتخذت من رام الله مقراً لها في 2010. تعمل الجمعية في مجالين: أولهما التدخل السريع ويشمل تقديم المساعدات للعائلات الأكثر فقراً وتأمين حاجاتها بشكل دوري، وكفالة الأطفال الأيتام، وتوفير الحقائب المدرسية والقرطاسية للأطفال في الأسر الفقيرة، وتوفير الملابس الشتوية المدرسية ودفع الأقساط المدرسية للطلبة المحتاجين. أما المجال الثاني فهو دعم ثقافة الطفل، ولعل أهم ما أنجزته الجمعية في هذا المجال إنشاء وتجهيز 23 مكتبة أطفال في غزة والضفة الغربية وتسجيلها بعقود قانونية.

ع باب المدرسة
ترى جميع الوجوه، منها المتعب والمرح والغاضب والمستفِز والمستفَز. ع باب المدرسة ترى شرطياً يحاول إدارة السير، هناك ترى أزمة سير خانقة، بائع البوظة والترمس والذرة. ع باب المدرسة أطفال يجرون حقائبهم الثقيلة خلفهم. ع باب المدرسة حارس يحافظ على أبنائنا، حائط عليه شعارات لا نعرف هدفها. ع باب المدرسة أمٌّ أنهكها التعب بعد يوم عمل طويل تنتظر أطفالها وتفكر في مستقبلهم، تحييها فتبتسم رغم المرارة، وأب يفكر في كيفية تأمين حياة كريمة وتعليم مناسب لأبنائه، تحييه فيبتسم رغم الألم الذي في داخله. ع باب المدرسة شبان ينتظرون الطالبات، وع باب المدرسة طوشة سببها غير معروف!

لو كنت مسؤولاً
لما طلبت من مدير مكتبي إغلاق الباب بوجه المواطنين، خصوصاً من شاركتهم مقاعد الدراسة أو «برش» السجن أو مَن كان بيننا عيش وملح.

الشاطر أنا
عن صديقي يوسف بن أبي طاعة الذي تعلّم من صديقه أيمن، تعلمت أنا كمان أحط شيكل في العداد لما أشوف جماعة «أبو كلبشة» بدهم يكلبشوا سيارة حد مش حاطط مصاري أو متأخر شوي، لإنه بصراحة اللي بصير في موضوع كلبشة السيارات أصبح لا يطاق، ومعظم الناس إللي بيتخالفوا ما بيكون نيتهم إنه ما يحطوا مصاري، لإنه لو ما بدهم ما بيوقفوا ع المواقف اللي لازم فيها دفع، بيختصروا الأمر وبصفوا ع الرصيف أو في مكان مخالف لإنه هناك ما حد بيحاسبهم. وفي كثير ناس بتشعر بالظلم لإنهم بيكونوا حاطين مصاري بس مرات بيتأخروا أو ما بيكونوا حاطين في الجهة الصح. تماماً مثل ما صار مع حد بعرفه وبثق في كل كلمة بحكيها، نزلت الصبية دارت حوالين السيارة لاقت إنه في ماكنة قريبة عليها حطت شيكلين يعني 60 دقيقة، رجعت بعد 20 دقيقة لاقت السيارة مكلبشة مع إنه باقي 40 دقيقة. لما سألت عن السبب، راح أبو كلبشة ورا كومة من الكراتين إللي مغطية الماكنة قال لها: هاي الماكنة إللي لازم تحطي فيها مصاري. طبعاً شعورها بالظلم كان لا يوصف. علشان هيك يا جماعة إللي بيقدر وبشوف أبو كلبشة بدو يكلبش، يحط هالشيكل ولا إنه أبو كلبشة يكسب!

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".