بقلم / مصطفى محمد
تبني كل الفرق التي تواجه ليفربول هذا الموسم خطتها على كيفية إيقاف مفاتيح لعب خيول قلعة الريدز فائقة السرعة وفي مقدمتهم فخر الكرة العربية، الجناح المصري الطائر محمد صلاح.
ويهدف المنافسين لغاية كبرى مشروعة بالطبع، وهي ألا يسجل صلاح. ورأينا كيف تعامل المدافع البلجيكي فينسينت كومباني بحماس وقسوة مع ( مو ) طوال مباراة ليفربول ومانشستر سيتي الأخيرة، واصراره على إكمال اللقاء لإتمام مهمته رغم الإصابة التي أجبرته على الخروج!
وكذلك المشهد المتكرر لتركيز نظرات المنافسين من أكبر الهدافين لأصغر اللاعبين على محمد صلاح عقب فوزهم. هذه النظرة التي ظاهرها التحدي الشخصي لنجمنا الكبير ولكنها من دون أن يشعروا ممزوجة بالإعجاب القسري بالفرعون المصري. مما يعد في رأيي قمة الإنجاز الحقيقي للـ ( الفلْتة ) أبو مكة.
ولكن أود أن أؤكد على حقيقة لابد أن يدركها محمد صلاح وكل عشاقه..
وهي إن الجماهير واللاعبون المحترفون في أوروبا ليسوا ملائكة، وليس شرطا أن يحبه الجميع ويتعاطف معه، بل إن المشاعر السلبية من البعض في أوقات كثيرة ليست موجهة بشكل شخصي لـ #مو_صلاح!
فعلى سبيل المثال، كريستيانو رونالدو ظل يواجه هتافات عدائية وصافرات استهجان في كثير من الملاعب أشهرها في ( نو كامب ) معقل المنافس التقليدي برشلونه، ورغم ذلك لم يفقد تركيزه واحتفظ بحق الرد بالتألق والتسجيل على نفس الملعب، و وسط الأجواء ذاتها.
وكذلك الوضع مع ميسي في ( البرنابيو ) وغيره وما يلاقيه من لعب خشن، وهو أمر يحدث مع العديد من نجوم الصف الأول في أوروبا، ويعاني أخرون ما هو أبشع من ذلك بهتافات عدائية علنية عنصرية بغيضة.
الشاهد.. أنه يجب على محمد صلاح أن يتحلى بأعلى درجات الثبات الإنفعالي وفنون التجاهل وأن يسعى وراء هدفه الكبير، وهو التركيز على الحفاظ على نسق الأداء بنفس المستوى العالي. ليتمكن من تثبيت اسمه في أذهان الجميع كأحد أفضل اللاعبين في العالم، للإبقاء على فرصه في حصد الكرة الذهبية قريبا إن شاء الله.
وألا يقع فريسة للإحباط أو التفكير السلبي كما حدث مع غيره، بتبني نظرية المؤامرة بإن هناك من يعمل ضده لإيقاف مسيرته، لأن هذا إن حدث، فإن أول من سيدفع ثمنه هو صلاح نفسه وسيؤدي لعرقلة مسيرته وبالتالي تأخير وصوله لأهدافه!