"شمس نيوز" تضع بين أيديكم مجموعة محدثة من التقارير والتحقيقات والمقابلات الخاصة بكل ما يتعلق بمجريات الأحداث وتطورات الأخبار في مدينة القدس المحتلة بالصور والفيديو... إعداد وتنفيذ وحدة التحرير في وكالة "شمس نيوز"
محللون لـ"شمس نيوز": لا يمكن لأحد إخماد المقاومة الفلسطينية والانتفاضة قادمة
تتوالى الإجراءات القمعية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية في الضفة المحتلة ومدينة القدس وأراضي الـ 48، لمنع أي هبة أو ثورة شعبية يقوم بها الشبان الفلسطينيون والذين يعبرون عن ردات أفعالهم الغاضبة تجاه السياسة التي ينتهجها الاحتلال ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
البعض وصف ردود الفعل الفلسطينية على ما يحصل بالأقصى بـ"انتفاضة ثالثة"، وهناك من سماها بـ"هبّة شعبية".. وأياً كان هذا المسمى، فإن إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحاولان بشتى الوسائل قمع هذه التحركات لمنع اندلاع أي انتفاضة.
محللون سياسيون، أكدوا أن الانتفاضة آتية آجلاً أم عاجلاً، ولكنها تحتاج إلى العديد من الشروط لاستكمالها بجانب ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي من أساليب قمع للمواطن الفلسطيني والمسجد الأقصى.
وشدد هؤلاء المحللون في أحاديث لـ"شمس نيوز"، على أن إسرائيل وبمساعدة من أجهزة أمن السلطة، تحاول بشتى الوسائل قمع وإخماد الثورات والهبّات الشعبية ، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن إخماد المقاومة الفلسطينية لن يتم بأي شكل من الأشكال.
وتصعد السلطات الإسرائيلية من إجراءاتها التعسفية بحق المقدسيين وفلسطيني الداخل المحتل، بعد عمليات دهس المستوطنين التي حصلت مؤخراً في مدينة القدس، في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، والتي تُقابل بمقاومة شديدة من قبل الشبان الفلسطينيين.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أعلن خلال لقاء تلفزيوني على القناة الإسرائيلية العاشرة، أنه منع اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، مؤكداً أنه لا يؤمن بالكفاح المسلح بل بالمقاومة الشعبية السلمية، على حد تعبيره.
تحتاج شروط...
المحلل السياسي هاني المصري، مدير مركز بدائل للدراسات والأبحاث، يؤكد أن الانتفاضة آتية آجلاً أم عاجلاً ولكنها بحاجة لعدة شروط، مبيناً أن الهبات والأشكال الانتفاضية ما زالت مستمرة خصوصاً في مدينة القدس.
ومن تلك الشروط لاستكمال الانتفاضة –بحسب المصري- ، أن تتبنى القيادة الفلسطينية الانتفاضة، وتدعمها وتوفر مستلزمات استمرارها ونجاحها، بالإضافة إلى إنهاء الانقسام، لأنه في ظل وجود الانقسام من الصعب أن يكون هناك انتفاضة شاملة.
وأضاف المحلل السياسي لـ"شمس نيوز": يجب أن يكون هناك هدف واضح للانتفاضة، وجبهة وطنية عريضة أكبر من الفصائل من أجل تحقيق هذا الهدف"، مشدداً على أن هناك عاملا مهما يدفع نحو الانتفاضة وهو الاحتلال، وما يقوم به من اعتداءات خاصة في القدس، وحصار غزة، والتمييز العنصري والقوانين الظالمة، وهدم المنازل والإبعاد والاعتقالات".
ويشير المصري إلى أن إسرائيل ترتكب كل أشكال القمع لإخماد نار الثورة لدى الشبان الفلسطينيين، وبمساعدة من أجهزة أمن السلطة في الضفة المحتلة، مؤكداً في الوقت ذاته على أن هذا القمع لن يؤدي إلى إخماد المقاومة الفلسطينية، "أما الذي يؤدي إلى إخماد المقاومة الخلافات الداخلية والانقسام وغياب الأمل والثقة"، حسب رأيه.
قابلة للاشتعال
أما المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي، وديع عواودة، فيعتبر ما يحصل في المدن والقرى الفلسطينية هبّة محلية موضوعية لم تصل لحجم الانتفاضة بالمعنى الحقيقي، موضحاً أن الأجواء متوترة وقابلة للاشتعال نتيجة ما يحصل في مدينة القدس والاعتداءات على المسجد الأقصى، وعملية الإعدام البشعة للشاب الفلسطيني حمدان من كفر كنا، واستمرار مسلسل القتل والقمع من قبل سلطات الاحتلال.
وذكر عواودة خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول جاهداً إخماد هذه الهبّات، مضيفا: ما يحدث من عمليات قمع هنا وهناك يدل على أن الحكومة الإسرائيلية متوترة ولا تريد انفجار الأوضاع". ولفت إلى أن قمع المسيرات في الضفة الغربية من قبل السلطة الفلسطينية يقلل أيضاً من فرص اندلاع انتفاضة ثالثة.
وقال عواودة: إذا ما زادت الحكومة الإسرائيلية من الانتهاكات وأبقت الأجواء متوترة وعمليات التحريض متواصلة، فإن ذلك كافٍ لإشعال نار الفلسطينيين لتعود الكرة كما كانت عليه قبل 14 عاما، خاصة وأن الشعب الفلسطيني غاضب جداً مما يحصل في الأقصى وما يحدث في القدس"، مشدداً على أن الأجواء محتقنة للغاية وقابلة للانفجار والاشتعال إلى مدة أطول ومساحة أوسع.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، قد أعدمت ليلة الجمعة الماضية، الشاب خير الدين لطفي حمدان (22 عاماً) من بلدة كفر كنا في الداخل المحتل، بعد أن أطلقت النار صوبه.
وزعمت شرطة الاحتلال بأنها كانت تنفذ عملية اعتقال لشابٍ آخر متهم بإلقاء مفرقعات صوب أفرادها، وأن الشهيد حمدان هاجمهم حينها بسكين، وتم إطلاق الرصاص عليه فأصيب بالجزء العلوي من جسده، حيث توفي لاحقاً متأثراً بجراحه.
وأعلن مجلس كفركنا المحلي، عن إضرابٍ شامل أمس، مطالباً بفتح تحقيقٍ في الحادثة.
آني ومحلي
وبحسب وجهة نظر المحلل السياسي البروفسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، فإن الحراك الفلسطيني آني ومحلي، بمعني أنه يحصل في مكان ووقت الحدث فقط" مستدركا: لكن مع استمرار الوقت من الممكن أن تمهد الأحداث لانتفاضة واسعة".
وأوضح د. قاسم في حديث لـ"شمس نيوز"، أن طاقة المواطنين وقوة الدفع لديهم ضعيفة، لأنهم أبعدوا عن الهم الوطني "فكثير من هموم الناس هي هموم شخصية ومالية استهلاكية"، مرجعاً ذلك إلى أن السلطة صنعت أوضاعاً سيئة جداً واعتدت على مساحة العمل الوطني.
وأضاف: عندما تلاحق السلطة المواطن الذي يخرج في مسيرة لنصرة الأقصى، ويرى الاحتلال يعتقله ويضربه ويقتله فهذا الأمر يؤدي به إلى البعد عن همه الوطني"، منوهاً إلى أن السلطة الفلسطينية تشارك الإسرائيليين في قمع الفلسطينيين وإخماد نار ثورتهم.
ولكن المحلل السياسي يؤكد على أنه إذا كان هناك هبة جماهيرية واسعة في جميع القرى والمدن الفلسطينية، فلن يستطيع أحد إخمادها، مطالباً السلطة الفلسطينية بأن تترك المواطن الفلسطيني وشأنه، للدفاع عن أرضه وحقوقه المسلوبة، وفق تعبير د. قاسم.
بالصور .."داعس" تقتحم "الفيس بوك" ويتغنى بها الفنانون
ادعس ادعس .. ادعس ادعس.. ادعس طفلي من شهرين ردينا الصاع بصاعين.. لعيونك يا أقصى العزة راح ندعس مستوطنين.. ادعس ادعس هالمستوطن
هذا ما غناه فنانون فلسطينيون بعد "عمليات الدهس" التي وقعت مؤخراً في الضفة الغربية، خصوصاً في مدينة القدس، والتي سماها البعض (انتفاضة السيارات- داعس)، ليعبر عن الكثير من الهزل والفكاهة التي استخدمها نشطاء "الفيس بوك" عبر صفحاتهم الخاصة.
وتعددت وسائل مقاومة الاحتلال لدى الفلسطينيين، بعد مرور فلسطين بالعديد من الانتفاضات، فكانت البداية "بانتفاضة الحجارة"، ثم تطور الأمر بإلقاء زجاجات المولوتوف، ولكن مع تطور وسائل الاحتلال تحولت المقاومة إلى استخدام الرصاص تلاها "العمليات الاستشهادية، وإطلاق الصواريخ على البلدات الصهيونية، ومع تشديد قوة وجبروت الاحتلال وتعديه أكثر من مرة على المسجد الأقصى، ظهر جيل جديد من المقاومة، هو جيل "عمليات الدهس بالسيارات".
وعجت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من النكات والتعليقات الساخرة، التي طاولت المستوطنين الإسرائيليين، تزامنا مع عمليات الدهس الأخيرة التي وقعت في مدينة القدس والضفة الغربية، فمنهم من كتب: إذا ما ضغطنا على الزناد بنضغط على البنزين"، ويقول آخر "الدهس بالدهس، قاوم ولو بسيارتك"، "إدعس أمامك صهيوني"، " سندعسك يا ابن اليهودية"، هذه العبارات التي كتبها "الفيسبوكيون عن انتفاضة السيارات "الدهس".
تنظيم "داعس"
وظهرت صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي عقب عمليات الدهس منها صفحة تحمل اسم " داعس"، تلك الصفحة التي حصدت أكثر من 19 ألف متابع من مختلف الجنسيات خلال ثلاثة أيام، ويعلو الصفحة صورة سيارة تدهس جنديا إسرائيليا، وقبة السيارة هي ذاتها القبة الصفراء التي تعلو مسجد "قبة الصخرة"، تعبيرًا منهم عن أن القدس ستكون شرارة تطهير أرض فلسطين من الاحتلال الغاشم.
ومن خلال التجول في أحد صفحات الفيس بوك، صادفنا الكثير من العبارات التي اتسمت بالفكاهة والضحك، حيق وجدنا تعريفاً لـ"داعس" بحسب أحد المنشورات: "داعس هو الفاعل لفعل الدعس، وفي لهجات أخرى يعني هرس أي هارس وهرس وعند البعض معس، أي ماعس ومعس، ودائمًا ما يكون المفعول به صهيونيا ابن صهيوني".
ويقول القائمون على هذه الصفحات إن الهدف منها ومن التعليقات والنكات بث الروح المعنوية في أوساط الناس، وتعزيز صمودهم، رغم الخطر المحدق، ورغم بشاعة المجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس.
إدعس بنزين
وبالتعمق أكثر داخل هذه الصفحات نجد أن الفكاهة تزداد عن تنظيم داعس، وقالت إحدى الصفحات إن داعس: تنظيم فلسطيني جديد انطلق من وحي الحالة الفلسطينية ومع زيادة الصمت العربي، والخذلان الإسلامي والتآمر المحلي"، وبالنسبة للهوية " مش سني ولا شيعي ولا شيوعي ولا سلفي ولا متطرف، تنظيم للكل بدون لون أو عرق".
وتنوعت المنشورات داخل صفحة "داعس" تحيي قامة المسجد الأقصى وتعتز بالجنسية الفلسطينية، وتشجع على دهس قوات الاحتلال: "داعس..أدعس نفسي فداك، سندوسكم أينما كنتم وسنعلن للأقصى النصر قريب، يا ثائر إدعس بنزين حتى نرجع فلسطين، الصهاينة في القدس أمامهم خياران إما الرحيل أو دهس جندي إسرائيلي".
شهداء داعس
وعن الشهداء الثلاثة أصحاب العمليات التي حصلت في القدس الذين تولوا عمليات الدهس الأخيرة للجنود والمستوطنين الإسرائيليين ، كتبت هذه الصفحات شعرًا في رثائهم وألحقت به بصور الشهداء الثلاثة: "كانوا ثلاثة رجال، تسابقوا عالموت أقدامهم دعست رقبة الجلاد، وصاروا مثل ياخال بطول وعرض البلاد، من الداعس القادم؟".
أما بالنسبة للصور التي ظهرت حول هذا الموضوع، فكثيرة هي من حيث الشكل والمضمون ليتفنن رسامو الكاريكاتور في رسم سيارات الفلسطينيين التي دعست المستوطنين، لتظهر صورة إشارة الطرق ومكتوب عليها "إدعس أمامك صهيوني"، ويرسم آخر " صورة حذاء عليها عجلات وفوقها أحد الشبان الفلسطينيين، وتحت هذا الحذاء مستوطنون وعلم الكيان الإسرائيلي"، وغيرها من الصور.
خبراء لـ"شمس نيوز" : نتنياهو في حالة هستيرية وقرار إبعاد المقدسيين فاشل
أوضح خبراء في الشأن السياسي أن سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإبعاد سكان مدينة القدس المحتلة إلى غزة، يدل على الحالة الهستيرية التي يعيشها وحكومته، لعجزه عن ضبط الأوضاع في المدينة القدسة، مشددين على أن الهبة الجماهيرية في مدينة القدس المحتلة، سببت له الحرج في الأوساط الإسرائيلية.
وأكد الخبراء لـ"شمس نيوز" أن الهدف الإسرائيلي من سياسة الإبعاد هو تفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين، موضحين في الوقت ذاته أن القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف وميثاق روما يرفضون هذه السياسة ويعتبرونها جريمة حرب.
وكُشف النقاب، أمس الجمعة، عن أن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بتأييد من رئيس الشاباك، يورام كوهين، يسعى إلى إبعاد مقدسيين إلى قطاع غزة، وأن حكومته تبحث في هذه الأثناء في شرعنة خطوة كهذه بادعاء أن من شأنها أن تؤدي إلى ردع الفلسطينيين في الجزء الشرقي من القدس والقضاء على الهبة في المدينة المحتلة.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإنه خلال مداولات طارئة عقدها نتنياهو، مساء الأربعاء الماضي، ساد شعور لدى المشاركين فيها بأنه يجب الإقدام على تنفيذ "عملية أمنية جديدة وفعالة. واعتبر المجتمعون أن "ما لا ينجح بالقوة، سينجح باستخدام قوة أكبر"!
وأضافت الصحيفة أن رئيس الشاباك كوهين، يقود الخط المتشدد، وأنه "مقتنع بتعصب بقوة ردع العقوبات البيئية (الجماعية): فرض عقوبات بالسجن وغرامات على الأهالي الذين يضبط أولادهم بإلقاء الحجارة، هدم بيوت، إبعاد إلى غزة، جباية ضرائب بالقوة".
وأفادت "يديعوت" بأن قيادة الشرطة الإسرائيلية تؤيد موقف كوهين، كما أن رئيس بلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، يؤيده.
تخبط إسرائيلي
الخبير في الشؤون الإسرائيلية، حمدالله عفانة، أكد أن قرار نتنياهو بإبعاد السكان المقدسيين إلى قطاع غزة، يدلل على تخبط الحكومة الإسرائيلية وعجزها عن ضبط الوضع في القدس الشريف.
وقال عفانة لـ"شمس نيوز": نتنياهو يريد فعل كل شيء، وهذا الأمر يدل على تخبطه، وخاصة أن حكومته في جفوة من الصراعات الداخلية، ومن الاتهامات المتبادلة حول عجز الحكومة الإسرائيلية في معالجة ما يجري بالقدس من مقاومة الشبان الفلسطينيين".
وأضاف: ليست المرة الأولى التي تقوم بها حكومة الاحتلال بإبعاد الفلسطينيين عن وطنهم وأرضهم، وهذه سياسة منذ بدايات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية"، مبيّناً أن هذه السياسة وهذا النهج لم يكن له جدوى ولم يحل المقاومة الفلسطينية في مدينة القدس.
وأشار إلى أنه كان هناك في الانتفاضة الأولى إبعاد على جنوب لبنان والثانية إبعاد من كنيسة المهد، مشدداً على أن هذه استراتيجية إسرائيلية تسعى حكومة نتنياهو لتطبيقها، لردع الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية وثنيها عن حماية القدس والمسجد الأقصى.
واستدرك الخبير بالشؤن الإسرائيلية بالقول: لكن هذه السياسة فاشلة ولن تنجح ولن توقف المقاومة الفلسطينية في مدينة القدس، لأن الشعب الفلسطيني على مر التاريخ والزمان يواصل مقاومته بلا استسلام"، حسب قوله.
حالة مسعورة
من جهته، رأى الخبير في القانون الدولي، د. حنا عيسى، والأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن نتنياهو يعيش في حالة مسعورة نتيجة الهبة الجماهيرية في مدينة القدس المحتلة، والتي سببت له حالة من الحرج في الأوساط الإسرائيلية، مبينّاً ان نتنياهو يعيش الآن حالة هسيتيرية نتيجة ما يحصل بالمسجد الأقصى.
وأشار عيسى في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن هناك العديد من القرارات التي خرج بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، "فهو يهدد بهدم بيوت عائلات الشهداء منفذي العمليات الفدائية في القدس، ومن ثم يريدد إقرار إبعاد المقدسيين"، وأضاف: القانون الإنساني والدولي وقوانين حقوق الإنسان تجرم إبعاد مواطن من أرضه إلى أي مكان آخر".
وتابع: اتفاقية جنيف الرابعة التي تكفل للمواطن حرية الحركة وضعت بالأساس لضبط تصرفات المحتل، وبما أن القدس محتلة، فعلى الاحتلال الإسرائيلي تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني، في حماية المواطنين وممتلكاتهم"، منوهاً إلى أن ما يقوم به نتنياهو هو استخدام القوة والعنجهية، التي يتطرف بها منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية عام 67.
وشدد الخبير القانوني على أن الإبعاد سياسة ممنهجة لدى الاحتلال، هدفها الأساسي تفريغ الأرض من سكانها، والتطهير العرقي، وهو أساس من أسس الاستراتيجية الإسرائيلية لتهويد المدينة"، عادا سياسة الإبعاد جريمة من جرائم الحرب حسب الاتفاقيات الدولية.
ولم يستبعد عيسى أن يقوم الاحتلال بتنفيذ هذه السياسة لأنه لا يقيم وزناً لأحد، لا للقانون الدولي ولا للاتفاقيات الثنائية، موضحاً أن دولة الاحتلال تستغل الأحداث هنا وهناك، للانقضاض على الفلسطينيين.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، يهودا فاينشطاين، يعارض العقوبات الجماعية، لأنه ليس مقتنعا بأن فرض مثل هذه العقوبات على أقارب وجيران ستحدث ردعا، بل ربما يكون مفعولها عكسيا، "تصاعد كراهيتهم والبحث عن الثأر". لكن الصحيفة أشارت إلى أن فاينشطاين أيد خلال العدوان الأخير على غزة إبعاد قياديين من حركة حماس في الضفة الغربية إلى غزة.
وعقد في وزارة القضاء الإسرائيلية، مؤخرا، مداولات بمشاركة كبار خبراء في القانون الدولي من الوزارة والجيش، وتوصلوا إلى الاستنتاج بأن "الإبعاد غير ممكن"، لأن خطوة كهذه ستضع إسرائيل في قفص الاتهام بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
على إثر ذلك، استدعى فاينشطاين البروفيسور يورام دينشطاين، وهو خبير في القانون الدولي ويحمل آراء يمينية. وبعد أن استعرض فاينشطاين الموضوع أمامه، رد دينشطاين: عليك ألا تفكر حتى في خطوة الإبعاد".
وطلب نتنياهو من فاينشطاين ردا حول ما إذا كان يصادق على إبعاد مقدسيين إلى غزة. وأجاب الأخير: "لا تضغط عليّ. وإذا ألزمتني بردٍ، فإن الجواب سيكون سلبيا".
وقالت الصحيفة إنه خلال المداولات التي أجراها نتنياهو أول من أمس، طرح الموضوع مجددا، وقال فاينشطاين: إن الموضوع معقد وشائك"، وسأله نتنياهو: "ما زلت تفكر في الموضوع إذاً؟"، فأجاب فاينشطاين: "نعم".
متابعون: الهجمات قد تتصاعد
عمليات الدهس.. المقدسيون يثأرون والاحتلال مرتبك
" بالروح بالدم نفديك يا أقصى .. بالروح بالدم نفديك يا قدس".. شعار يردده الفلسطينيون منذ احتلال العدو الإسرائيلي لمدينة القدس والمسجد الأقصى عام 1967م، ليظهر كل تجليات الفداء التي قدمها وما زال يقدمها الشعب الفلسطيني لأقدس مقدساته وهو المسجد الأقصى، فمع تزايد عنصرية المستوطنين وأفعالهم الإجرامية بحق القدس والأقصى وإغلاقه في الآونة الأخيرة، ازداد ضغط المقدسيين وتولد لديهم انفجار بدأ بعمليات استشهادية ضد المستوطنين والجنود الإسرائيليين تجلت صورها مؤخرا في هجمات الدهس التي باتت تؤرق قادة الاحتلال.
ونفذ اثنان من أبناء القدس المحتلة عملية دهس جريئة بعد ظهر أمس الأربعاء 5/11/2014، استهدفت عدداً من جنود ومستوطني الاحتلال في حي الشيخ جراح في المدينة، أدت لمقتل اثنين من المستوطنين، واستشهاد أحد المنفذين ويدعى إبراهيم عكاري، فيما لم يعرف مصير الآخر.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين في عملية دهس وقعت بمدينة الخليل، ولاذ منفذها بالفرار.
وكان الأسير المحرر معتز حجازي نفذ عملية بطولية، مساء الأربعاء الماضي 29/10، استهدف من خلالها المتطرف "يهودا غليك"، مما أدى إلى استشهاده بعد اشتباك مع قوات خاصة إسرائيلية.
واستشهد الشاب عبد الرحمن الشلودي مساء الأربعاء قبل الماضي (22/10)، بعد اصطدامه بمجموعة من المستوطنين جراء فقدانه السيطرة على سيارته في حي الشيخ جراح بالقدس حيث أطلق حراس القطار الخفيف الرصاص عليه من مسافة قريبة.
أتوقع الشهادة
وتذهب الحاجة أم محمد الشويخي (50 عاما) من حي السلوان بمدينة القدس، كل يوم للصلاة في المسجد الأقصى، حيث أنها في الآونة الأخيرة ومع تزايد الاقتحامات الإسرائيلية تم منعها كما المئات من الفلسطينيات والفلسطينيين من الدخول إلى الأقصى والصلاة فيه.
"أم محمد"، والدة لثلاثة أسرى في سجون الاحتلال، وهي إحدى المرابطات داخل المسجد الأقصى، تقول لـ"شمس نيوز": كان لا بد من تنفيذ عمليات فدائية داخل المسجد الأقصى ضد هؤلاء المستوطنين، حتى يتلقنوا درساً لا ينسوه أبداً، فعملية معتز حجازي الأربعاء الماضي، وعملية إبراهيم العكاري أمس، جاءتا في الوقت المناسب".
وتضيف الحاجة الخمسينية: لا أحد يتحرك نحو القدس والأقصى، فالعالم العربي ما زال نائما، لذلك علينا أن نخلع شوكنا بأيدينا ونقاتل المستوطنين والمغتصبين"، منوهة إلى أن عمليتي حجازي والعكاري، أدخلت الخوف إلى قلوب قادة الاحتلال وحكومة اليمين المتطرف التي يقودها نتنياهو، حسب قولها.
وبيّنت الشويخي أنها تدافع عن الأقصى من خلال الرباط والصلاة فيه والدعاء له، مستدركة بالقول: لكن أتمنى أن أفدي الأقصى بدمي، وكل يوم أخرج فيه للأقصى أنطق الشهادتين، لأنني أتوقع الشهادة في أي لحظة من اللحظات".
الشرارة الأولى
أبو رائد خضير، والد الشهيد الطفل محمد، الذي اختطفه مستوطنون ثالث أيام رمضان الماضي ، قبل أن يقوموا بقتله وحرقه، في حي شعفاط بمدينة القدس، أعرب عن اعتقاده أن استشهاد نجله محمد كان الشرارة الأولى لهبة المقدسيين في وجه المستوطنين.
واعتبر خضير خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أفعال المستوطنين العنصرية بمدينة القدس، والاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى، وإغلاقه لأول مرة هو ما جعل المواطن الفلسطيني يتحرك تجاه الأقصى والدفاع عنه، مضيفا: لذلك العمليات التي نفذت مؤخراً كانت نتيجة أفعال اليهود الحاقدة والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني خصوصاً في القدس والمقدسات".
وبيّن أنه كل أسبوع يقوم بزيارة المسجد الأقصى ويصلي فيه، ويرابط مع المرابطين، لافتاً إلى أنه تم منعه وغيره من دخول المسجد عدة مرات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الشهيد محمد أبو خضير قد قُتل بتاريخ (3/7) من العام الجاري، على يد مستوطنين بعد أن خطفوه من منطقة المحطة في شعفاط، ولم يتمكن أحد من نجدته واللحاق به، وقاموا باقتياده إلى مكان لحرقه وتعذيبه وقتله بالرصاص الحيّ وإلقائه بأحد الأحراش القريبة من القدس.
أثر إيجابي
من جهته، أكد الخبير المقدسي د. جمال عمرو، المتخصص بشؤون الاستيطان أن الفلسطينيين بدأوا بالانفعال لما يحدث بالمسجد الأقصى والقدس، مشدداً على أن هذا أثر إيجابي للاتجاه نحو الأقصى الذي يعتبر بوصلة الأمة.
وقال عمرو لـ"شمس نيوز": الشعب الفلسطيني يباد كل يوم، والقدس على وجه الخصوص تتعرض للتهويد والسرقة، من خلال الاقتحامات المتكررة وإغلاق أبواب الأقصى، وهذا كفيل بأن يقوم أفراد بالثأر من خلال عمليات ضد الإسرائيليين".
وأضاف: هذا مؤشر على أن الشعب الفلسطيني صاحب كرامة، ولا يدافع عن كرامته فحسب، بل عن كرامة الأمة كلها التي انتهكت وسحقت"، موضحاً أن عمليات الدهس جاءت في الوقت الصحيح، وأصبح المستوطنون وحكومة اليمين المتطرف حيارى أمام مثل هذه العمليات.
ولفت الخبير المقدسي إلى إمكانية تزايد العمليات الفردية بمدينة القدس، مردفاً بالقول: تاريخ الشعب الفلسطيني في الدفاع عن كرامته مشهود له، وينتقل من مرحلة إلى مرحلة، وبالتالي هذه العمليات تأتي في إطار الدفاع عن النفس المكفول في الشرائع السماوية والدولية".
تولد الانفجار
في السياق ذاته، أوضح المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنطوان شلحت، أن عمليات الدهس الأخيرة أتت في سياق "شدة الضغط تولد الانفجار".
وأوضح شلحت لـ"شمس نيوز" أن ما يجري في القد سيولد أكثر من انفجار، محملا المسئولية لحكومة الاحتلال التي تمضي في إجراءاتها التعسفية وتشدد حصارها وقمعها ضد الشعب الفلسطيني.
وأعرب عن اعتقاده أنه "إذا استمر هذا الحال، فستكون هناك عمليات كثيرة على غرار عملية العكاري والعمليات الماضية، مشيراً إلى أن مدينة القدس تخوض معركتها بشكل منفرد، "يعني الحراك في الضفة وغزة مازال في غير المستوى مطلوب"، بحسب تعبيره.
وبيّن شلحت أن جميع السيناريوهات مفتوحة على جميع الاحتمالات، "وما يجري في القدس غير منحصر في هذه العمليات، فهناك تظاهرات شعبية ونداءات للدفاع عن المقدسات والوقوف في وجه مخططات التهويد، وهذه التحركات لا تقل أهمية عن العمليات الفدائية، وهي توجه رسالة قوية بأن الشعب الفلسطيني غير وارد في حساباته أن يخضع أو يرفع الراية البيضاء".
نخبة القدس تربك حسابات "إسرائيل" وتلاحق مستوطنيها بـ"الدهس" ! (تقرير مصور)
هم نخبة القدس كما يطلق عليهم الفلسطينيون، عبد الرحمن الشلودي ومعتز حجازي واليوم ابراهيم عكاري، هذه النخبة استطاعت أن تربك حسابات "إسرائيل" وتباغت قدراتها الأمنية بوسائل بسيطة ومبتكرة وبقرارات فردية جريئة.
وبات أبطال "عمليات الدهس" يؤرقون قادة الاحتلال الإسرائيلي بعد فتحهم بابا جديدا للمقاومة يصعب سداده رغم كل الإمكانات والقدرات ، وقدموا للفلسطينيين وسيلة نوعية للدفاع عن أنفسهم ومقاومة الاحتلال ومستوطنيه من خلال عمليات "الدهس" الفدائية التي نفذوها في قلب الكيان وفتحوا المجال لمن خلفهم للثأر من الاحتلال وإرهابه المستمر بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
نقطة تحول!
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي أن عمليات الدهس تعتبر نقطة تحول في الصراع مع الاحتلال حيث جاءت في غمرة قرار إسرائيلي لتغيير الوضع القائم في القدس والأقصى من خلال خطوات عملية اتخذتها إسرائيل في ظل الوضع العربي المتردي.
وأوضح النعامي لـ"شمس نيوز" أن عملية اليوم جاءت في وقتها المناسب لتؤكد لقيادات الاحتلال أنه ليس هو الجهة الوحيدة التي تحدد قواعد المواجهة ، بل تمكن المقدسيون بأدوات بسيطة من الرد عليها بشكل أذهل القادة الإسرائيليين.
وأكد النعامي أن هذه العملية هي رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني هو الوحيد القادر على تحديد وتيرة المواجهة وخلق واقع جديد في القدس وحتى في المنطقة العربية حيث يفرض على الجميع فتح ملف القدس ونصرة الأقصى، مضيفا: كل ذلك يأتي في أوج هجمة شرسة وقمع إسرائيلي كبير في الضفة والقدس.
وفي السياق، نوه المختص في الشؤون الإسرائيلية أن عمليات الدهس الفردية تعتبر أكبر خطر يواجه إسرائيل منذ فترة طويلة من الهدوء، كونه يصعب توقعها أو منع تنفيذها ولا يستطيع الاحتلال توجيه التهمة ضد تنظيم بعينه وإن كان هناك انتماء سياسي لمنفذيها لكن يبقى القرار فرديا.
ابداعات المقاومة!
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إن عمليات الدهس البطولية هي نوع جديد من إبداعات الشعب الفلسطيني لمواجهة الحصار الخانق المفروض من الاحتلال لمنع وجود أي شكل للمقاومة في الضفة والقدس.
وأضاف الصواف لـ"شمس نيوز" : هذه الوسيلة النوعية تعد من الوسائل التي لا يستطيع الاحتلال كشفها رغم قدراته الأمنية الكبيرة، مشيرا إلى أن الشخص القائم عليها يفكر ويخطط وينفذ دون ظهور أي مؤشرات عن قرب وقوع هجوم في أي منطقة يتواجد بها المستوطنون وجنود الاحتلال.
وأكد الصواف أن هذه العمليات ستستمر طالما تواصل الإرهاب الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والمقدسيين ، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات جعلت الفلسطيني يفكر بوسائل جديدة ومبتكرة لمقاومة الاحتلال والرد على هجماته في ظل سيطرة إسرائيلية كاملة على القدس.
ونوه المحلل الفلسطيني إلى أن حالة الرعب والخوف ستزداد لدى الإسرائيليين والمستوطنين كونهم لا يعرفون متى ستقع العمليات القادمة وأي موقع ستستهدف ، مع عدم مقدرة الأمن الإسرائيلي على منعها أو أخذ أي احتياطات لإفشالها، مؤكدا أن عملية الدهس التي وقعت اليوم هي رسالة ودرس لجميع الفلسطينيين في الضفة المحتلة لتنفيذ مثل هذه العمليات في أماكن تواجد المستوطنين ما لم يتمكنوا من الحصول على السلاح.
وقتل إسرائيليان أحدهما ضابط في الشرطة ظهر اليوم الأربعاء وأصيب 14 آخرون بينهم واحد بجراح بالغة وثلاثة خطرة في عملية دهس بمركبة نفذها المقدسي إبراهيم عكاري من مخيم شعفاط ، والذي استشهد برصاص الشرطة الإسرائيلية عقب تنفيذه العملية.
"المفرقعات" و"حاويات القمامة" تثير مخاوف الاحتلال بالقدس!
أثارت المفرقعات النارية التي يستخدمها الشبان المقدسيون خلال المواجهات اليومية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة مخاوف المسؤولين الإسرائيليين وأفراد الشرطة، الأمر الذي دفعهم إلى حظر استيرادها.
وأصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "يتسحاق اهرونوفيش" توجيهاته إلى الجهات المعنية بدراسة إمكانية فرض حظر على استيراد المفرقعات النارية التي يستخدمها المتظاهرون الفلسطينيون في القدس خلال المواجهات اليومية مع قوات الاحتلال.
جاء ذلك خلال جلسة مداولات عقدت مساء الاثنين في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، والتي تقرر خلالها تشديد العقوبة على استخدام المفرقعات.
قلق كبير!
ويرى الخبير في الشؤون الاسرائيلية نظير مجلي ان الاحتلال يشعر بقلق وتخوف كبير من انتشار هذه المفرقعات بشكل كبير في ايدي الشبان المقدسيين واستعمالها في المواجهات الأخيرة، موضحا ان الاحتلال يعدها "أسلحة فتاكة" كونها تسببت في اصابة عدد من الجنود باصابات مختلفة بعضها في العين مباشرة.
وأشار مجلي في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن قادة الاحتلال قرروا اجراء بحث وتحقيق معمق في الأمر لخطورته، والفحص عن مصادر هذه المفرقعات وكيفية الحصول عليها وانتشارها مؤخرا ، لافتا الى ان الاحتلال يتحدث عن 1000 قطعة تم استخدامها غير الذي لم يظهر بعد.
وأوضح الخبير الفلسطيني ان التباحث الاسرائيلي لازل مستمرا حول الامر، لايجاد قرار نهائي بمنعها وتوصية قيادة الشرطة بحظر بيعها، وذلك خوفا من وجود "سلاح فتاك ومؤذي" يستخدم ضد جنوده ولردع التجار الاسرائيليين وهم المستوردين الوحيدين لهذه المواد في القدس.
ووصفت وسائل إعلام عبرية المواجهات الأخيرة التي اجتاحت القدس بأنها "انتفاضة المفرقعات"، قائلة إن هذا السلاح الجديد أربك الشرطة الإسرائيلية، وجعل أفرادها يهربون منه، وسبب إصابات لعدد منهم.
وتشهد مدينة القدس بشكل يومي مواجهات عنيفة بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال، احتجاجًا على الاعتداءات والتضييقات الإسرائيلية بحقهم وبحق المسجد الأقصى المبارك.
محاولات فاشلة!
من جانبه قال الناشط المقدسي عبد العفو الزغير إن استخدام المفرقعات زادت وتيرته بشكل ملحوظ خلال المواجهات الأخيرة في احياء القدس، وأن الاحتلال يتخوف بشكل كبير من الأمر مشيرا الى اصابة عدد كبير من الجنود بهذا المفرقعات.
وأضاف الزغير لـ"شمس نيوز": شكلت هذه المفرقعات مصدر ازعاج وخوف كبير لدى المستوطنين اليهود الذين باتوا لا يحتملون الأمر ويضغطوا على حكومتهم لإيجاد حل للمواجهات المستمرة في القدس، مؤكدا وجود حملة واسعة من شرطة الاحتلال لملاحقة كل من يحاول بيعها او الحصول عليها.
حاويات القمامة!
وفي سياق متصل ، قال الناشط المقدسي ان بلدية الاحتلال صادرت في الاونة الأخيرة عددا من "حاويات القمامة" من بعض الأحياء المقدسية بعد استخدامها من قبل الشبان في المواجهات .
ولفت إلى أن الشبان يستخدمون هذه الحاويات كدروع امام رصاص الاحتلال الكثيف، لذلك عمدت البلدية بالتعاون مع الشرطة الاسرائيلية لمصادرتها من اماكن الاشتباك لمحاولة التضييق على الشبان.
وأكد الناشط المقدسي أن الاحتلال يلجأ لسياسة العقاب الجماعي بحق أهالي القدس لمحاولة ردع الشبان المنتفضين والنيل من عزيمتهم ، مشددا على فشل كل وسائل التضييق والملاحقة التي يتم اتباعها في فرض الأمان في العاصمة للمستوطنين اليهود.
خبراء لـ"شمس نيوز": رزمة مشاريع إسرائيلية لاستكمال تهويد المسجد الأقصى
حذر خبيران في شؤون القدس والأقصى من رزمة مشاريع (سيادية) تجهز لها إسرائيل بهدف تهويد محيط المسجد الأقصى المبارك، بعد الانتهاء من تهويد كل ما تحت المسجد.
ونبه الخبيران اللذين تحدثا لـ"شمس نيوز" على أن مدينة القدس هودّت بنسبة 92%، مبيّنين أن الهدف من وراء ذلك فرض سياسة الأمر الواقع حتى لا يجد المفاوض الفلسطيني شيئا يتفاوض عليه.
وتفرض سلطات الاحتلال واقعاً تهويدياً ضد المسجد الأقصى من خلال إقامة مشاريع جديدة وبناء الكنس، بالإضافة إلى الحفريات التي تتم تحت المسجد، الهدف منها طمس الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة، واستحداث طابع جديد وهو الطابع اليهودي وإقامة ما يسمى القدس الكبرى.
هوِّد بالكامل
الخبير في القانون الدولي د. حنا عيسى، أكد أن ما تحت المسجد الأقصى قد هوِّد بالكامل، حيث أنشأت إسرائيل مدينة ضخمة ستفتح عام 2020م.
وأشار عيسى خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن هذه المدينة تستقبل 6 ملايين شخص على مدار السنة وفيها قاعات تتسع لخمسة آلاف زائر، موضحاً أن هناك حفريات تسير لأكثر من ثمانية أمتار، تقوم بها فرقة الآثار المتواجدة تحت الأقصى، وفيها آثار تعود إلى الحقب التاريخية الإسلامية المختلفة.
وقال: هناك كنس وممرات وأنفاق وأماكن للترفيه، كل ذلك يأتي في إطار التهويد الكامل تحت المسجد الأقصى المبارك، حيث يوجد في محيطه حوالي 104 كنائس، و 9500 قبر وهمي".
طابع يهودي
وبيّن عيسى أن إسرائيل تريد فتح بوابة سوق القطانين للسماح لليهود بالدخول إلى الحرم المقدسي، بالإضافة إلى إقامة مخطط لبناء عمارة "شتراوس" التي تعلو قبة الصخرة، مشدداً على أن ذلك يأتي في إطار طمس الهوية العربية الإسلامية لهذه المدينة، واستخدام طابع جديد وهو الطابع اليهودي وإقامة ما يسمى القدس الكبرى، وفق قوله.
ونبه الخبير القانوني إلى أن مدينة القدس قد هوِّدت بنسبة 92%، وأن الهدف من وراء ذلك فرض سياسية الأمر الواقع حتى لا يجد المفاوض الفلسطيني شيئا يتفاوض عليه، مضيفاً في الوقت ذاته: إذا بقي الحال على ما هو عليه دون وجود برنامج وطني إسلامي استراتيجي، ودون موقف عربي إسلامي واضح، بالتأكيد المسجد الأقصى المبارك والقدس سيتآكلان".
رزمة مشاريع
من جهته، حذر الخبير المقدسي د. جمال عمرو من قيام بلدية الاحتلال في القدس، وبدعم من حكومة إسرائيل بتنفيذ رزمة من المشاريع السيادية التي تهدف إلى تهويد المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن هذه المشاريع السيادية منها ما هو تحت التنفيذ والآخر بانتظار البدء الفعلي.
وتحدث عمرو لـ"شمس نيوز" عن مشروع "2020" وهو مشروع القدس الكبرى، والذي يشمل تهويد الحوض المقدس، أي محيط المسجد الأقصى، بالإضافة إلى مشروع "التلفريك" الذي سينطلق من جبل الزيتون ليمر فوق المسجد الأقصى إلى غرب القدس، واصفا هذه المشاريع بـ"العملاقة جداً"، والتي تحول القدس إلى مدينة عظمى عاصمة للدولة اليهودية "وهذه أحلام التوراتية التلمودية وتتم خطوة خطوة" بحسب تعبيره.
وبيّن أن السيادة المباشرة على فضاء الأقصى يقابلها سيادة أسفل المسجد أيضاً، من خلال الحفريات وبناء الكنس التلمودية في الأنفاق والمتاحف اليهودية التي تضم أدوات الهيكل.
صلوات تلمودية
وتابع الخبير المقدسي: في الآونة الأخيرة تم صناعة شمعدان يهودي من الذهب الخالص بوزن 45 كغم، وتم وضعه قبالة قبة الصخرة، وكتب عليه "سيتم وضعه على قدس الأقداس"، ويقصدون قبة الصخرة مكان الهلال الإسلامي، إضافة إلى أدوات الهيكل من ثياب الكهنة والسدنة".
ونوه عمرو إلى أن الاحتلال ينتظر حدثاً خطيراً يتم تنفيذه من قبل عملائه حتى يبادر إلى وضع الجدار الزجاجي من بداية باب المغاربة مرورا بالمتحف الإسلامي إلى منطقة الكأس ودار القرآن شمالاً من منطقة باب السلسلة"، موضحاً أن هذه المنطقة تقام بها الصلوات التلمودية في كل اقتحام.
وذكر أن الاستخبارات الإسرائيلية تستخدم أسلوب (التفويج) لتحقيق السيادة على المسجد الأقصى من خلال إدخال أفواج متعددة يومياً إلى المسجد بحراسة مشددة، وتأدية صلوات تلمودية ومعهم صور وخرائط وكتب دينية لإظهار حقهم الديني، بحسب وصف الخبير المقدسي.
وتشهد مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى اقتحامات يومية للمستوطنين بحماية شرطة وجيش الاحتلال، وغالبا ما ينتج عن هذه الاقتحامات مواجهات مع المرابطين في المسجد وأهالي مدينة القدس.
أطفال الضفة.. لقمة سائغة للمستوطنين
تعددت جرائم المستوطنين اللامتناهية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي الـ48 المحتلة، من استيطان وتهويد وسرقة للأراضي، وعمليات دهس لم يكن آخرها قتل الطفلة إيناس دار خليل، وليس أخيراً خطف الأطفال وقتلهم، كما حصل مع الشهيد الطفل محمد أبو خضير، والذي تم اختطافه من أمام بيته وتعذيبه وحرقه.
هذه الجرائم وغيرها تدلل على عنصرية المستوطنين وحقدهم الدفين لكل فلسطيني مسلم.
وكان الشهيد محمد أبو خضير قد قُتل بتاريخ (3/7) من العام الجاري، على يد مستوطنين بعد أن خطفوه من منطقة المحطة في شعفاط، ولم يتمكن أحد من نجدته واللحاق به، وقاموا باقتياده إلى مكان لحرقه وتعذيبه وقتله بالرصاص الحيّ وإلقائه بأحد الأحراش القريبة من القدس.
كما وتم الاعتداء من قبل وحدات صهيونية خاصة على الطفل طارق أبو خضير، وهو ابن عم الشهيد محمد، في منزله بحي شعفاط، مما تسبب له بتشوهات في وجهه وجروح ورضوض في الرأس والصدر والظهر، ومن ثم تم اعتقاله.
وفي نفس اليوم، دهس مستوطن صهيوني الطفل عادل نبيل جودة، 17 عاماً، بشكل متعمد، بالقرب من مستوطنة "ريمون" شمالي القدس المحت.... يتبع،،،