شمس نيوز/ تمام محسن
يبذل الفلسطينيون جهودًا حثيثة لـ"إفشال" مؤتمر وارسو الدولي الذي دعت إليه الولايات المتحدة بدعوى بحث "الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط"، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وعلى رغم الحديث المعلن بأن المؤتمر يسعى لحشد المجتمع الدولي ضد "إيران التي تهدد استقرار المنطقة"، إلا أن الفلسطينيين يستقرئون نتائج المؤتمر قبل عقده في 13 و14 شباط/ فبراير، معتبرين أنه "مؤامرة أمريكية تهدف للقفز على القضية الفلسطينية والتطبيع العربي مع إسرائيل".
وفي إطار ذلك، حثت السلطة الفلسطينية الدول العربية على مقاطعة المؤتمر أو خفض مستوى تمثيلها فيه على الأقل.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إنه ينبغي على الدول العربية على الأقل إرسال وفود من مستوى أدنى من الوزاري إلى المؤتمر.
وتحاول واشنطن التي تعكف جاهدة على إنجاح المؤتمر، طمأنة الجانب الفلسطيني، مؤكدة أن الاجتماع "سيكون مناقشات وليس مفاوضات عن الشرق الأوسط"، وفق ما ذكر مسئول أمريكي رفيع، الجمعة الماضية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركيّة إن أكثر من 40 دولة ستشارك في المؤتمر، بينها "إسرائيل" بالإضافة إلى دول عربية لم يُكشف عن أسمائها، لكن القناة العاشرة العبرية قالت إن كل من السعوديّة والإمارات ومصر والأردن والبحرين والمغرب ستشارك في المؤتمر.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي هاني حبيب، إنه برغم تصريحات المسئولين الأمريكيين بأن وارسو سيبحث مواجهة إيران، إلاّ أن الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، سيكون أحد الملفات الهامة التي سيتناولها المؤتمر.
وقال حبيب لـ"شمس نيوز"، إن الخارجية الأمريكية حين وجهت الدعوات إلى المشاركين أشارت إلى أن هناك إمكانية إلى إطلاع وفود المؤتمر على بعض مضامين "صفقة القرن" التي تعدها الإدارة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي أعلن الفلسطينيون مرارًا رفضها.
وأشار حبيب إلى، أن أحد الاهداف الحقيقية لهذا المؤتمر هو الترويج لصفقة القرن، بالإضافة إلى توحيد المنظومة العربية وخصوصًا الخليجية في مواجهة ما يسمى "الخطر الإيراني"، مضيفًا أن "وارسو" يأتي في إطار الجهود الامريكية لإقامة ناتو عربي يضم بعض دول الخليج بالإضافة إلى الأردن وربما مصر.
وتابع حبيب بالقول: "رئيس الحكومة الإسرائيلية، سيكون من أبرز المشاركين في هذا المؤتمر ومن المفترض إجراء حوارات ثنائية وربما جماعية بين نتنياهو، وممثلي الدول العربية المشاركة في المؤتمر، ما يشكل نقلة بالغة الخطورة في ملف التطبيع".
وكانت صحيفة "معاريف" العبرية نقلت عن مصدر في البيت الأبيض قوله إن مستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنير، سيكشف عن بعض تفاصيل "صفقة القرن"، خلال مؤتمر "وارسو".
ويتفق حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة، مع حبيب، ويرى أن الهدف الأساسي هو تشكيل حلف عربي -إسرائيلي ضد إيران، موضحًا أنه بالنسبة للسلطة أي حلف مع "إسرائيل" هو انقلاب على مبادرة السلام العربية وبداية عجلة التطبيع بشكل علني مع إسرائيل قبل انهاء الصراع.
وقال الدجني لـ"شمس نيوز"، إن "مثل هذه الخطوة تراها السلطة تهديدًا على مستقبل القضية الفلسطينية إضافة إلى أن مشاركة كوشنر ربما يهدف إلى طرح قضية صفقة القرن ومحاولة تمريرها".
وبشأن جهود السلطة لتقويض المؤتمر، أشار الكاتب حبيب إلى أن حملتها "الشعواء" ضد المؤتمر ومحاولة دفع الدول العربية إلى رفض المشاركة "لن تجد أذانا صاغية"، مضيفًا أن "الأنظمة تعرف تماما ماذا تفعل وستدير ظهرها للسلطة الفلسطينية".
فيما رأى الدجني أن السلطة لم تعد تملك أي أوراق للمواجهة وأنها "جنت على نفسها" من خلال طبيعة إدارتها للصراع وملف التفاوض، قائلًا إن "العامل الذاتي بدأ يتآكل في مواجهة أي خطر خارجي لذلك لا نبالغ بالقول بانه لا توجد أي قيمة للموقف الفلسطيني لدى الأطراف الإقليمية والدولية" .