شمس نيوز/ تمام محسن
حتى وقت قريب، كان المراقبون للشأن الإسرائيلي يجزمون بفوز رئيس الحكومة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو، بفترة خامسة متفوقًا على زعماء مؤسسين وجنرالات، على غرار ديفيد بن غوريون ومناحيم بيغن.
لكن مفاجأة غير متوقعة أحدثها الجنرال بني غانتس، رئيس الأركان السابق، بتحالفه مع زعيم "يش عتيد" يئير لابيد، بحيث بات يشكل خطرًا حقيقيًا على نتنياهو في الانتخابات المقبلة في التاسع من أبريل.
ويشير استطلاع رأي حديث نشرته إذاعة 103 العبرية، الجمعة، إلى أن تحالف الجنرالات "كحول لفان" أو أبيض أزرق باللغة العربية، سيحصل على 37 مقعدًا من (من إجمالي 120)، مقابل 25 مقعدا فقط لحزب " الليكود" اليميني برئاسة نتنياهو.
ويعول الفلسطينيون بعد تعنت حكومة الليكود وعدم إحراز أي تقدم في المفاوضات على مدار أكثر من عقدين، على تغير الواجهة السياسية في "إسرائيل" والوصول إلى قيادة جديدة تحرك المياه الراكدة في عملية التسوية.
بيني غانتس، رئيس الأركان السابقة، الذي أيد قرار فك الارتباط "الأحادي" الذي أقدمت عليها حكومة ارئيل شارون مع غزة عام 2005، ألمح أنه في حال تولى منصب رئاسة الحكومة قد يدرس فك الارتباط مع الضفة، الموقف الذي لاقى ترحيبًا حذرًا لدى السلطة الفلسطينية.
فهل يحدث تحالف كحول لافان تغييرًا في المشهد الإسرائيلي المقبل ورؤية مختلفة تجاه تسوية الصراع العربي الإسرائيلي؟
في هذا السياق، يرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي هاني حبيب، أن هناك خلافات بين الأحزاب الكبيرة المتنافسة على مقاعد الكنيست الـ21 فيما يتعلق بموضوع التسوية السياسية.
وقال حبيب في اتصال مع "شمس نيوز"، "حقيقة الأمر إن الجنرال غانتس قبل تشكيل التحالف أزرق أبيض (كحول لافان) قصد تعويم المسألة السياسية بحيث يظل غامض حتى لا تتخذ مواقف مسبقة ضده وزمرة الجنرالات التي تحالفت معه".
ويعزو حبيب الغموض في الموقف السياسي لتحالف كحول لافان إلى أن هناك تباين واضح في مواقف مكونات التحالف الفكرية والسياسية، موضحًا بالقول " غانتس مثلا يؤيد انسحاب أحادي من بعض مناطق الضفة الغربية، بينما موشيه يعلون (وزير الجيش السابق) فهو أكثر تشددًا من نتيناهو ".
وأضاف الكاتب أن، ما تسرب حول برنامج "كحول لافان" يشير إلى أن هناك مساومات بين أطراف الوسط واليمين ومن هناك تبدو كافة المصطلحات غامضة، لكن البرنامج يؤكد على كل حال التمسك بالجولان والقدس موحدة، ولكن ليس الضفة الغربية.
فيما رأى طلال عوكل الكاتب في صحيفة الأيام المحلية، أن تحالف غانتس لبيد يحقق تقدمًا ملحوظًا على حساب الليكود والمرجح أن الليكود سيخسر 16% من نسبة المصوتين (حوالي 3 مقاعد) في حال تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو الذي يواجه تهما فساد في ثلاثة قضايا.
وقال عوكل لـ"شمس نيوز"، إن "القراءة المعمقة لخطابات نتنياهو التحريضية ضد تحالف لبيد-غانتس عمليا هي تشبه "التسليم القدري" للتغيير المقبل لصالح التحالف الجديد".
ويتفق مع سابقه بشأن الغموض في موقف كحول لافان بشأن القضايا السياسية، لكنه يوضح أنه "ليس بالضرورة أن تكون الإعلانات قبيل الانتخابات كافية للالتزام في المواقف".
ويرى عوكل، أن برنامج تحالف كحو لافان يفتح بابًا للتعامل مع "صفقة القرن" الأمريكية بطريقة مرنة أكثر من نتنياهو الذي يرفض رفضا قاطعا الصفقة، وبالاتفاق مع سابقه من الواضح أن برنامج التحالف يؤكد على تمسك "إسرائيل" بالجولان والمستوطنات والقدس والأغوار.
ماذا عن تشكيل الحكومة؟
على رغم أن استطلاعات الرأي تظهر تحالف كحول لافان متقدمًا على منافسه الليكود، إلا أنه عاجز على تشكيل ائتلاف حكومي، وفق ما يرى الكاتب حبيب.
وقال حبيب، إنه ليس كافيًا أن يحصد التحالف مقاعد أكبر بل أن يكون قادرًا على تشكيل ائتلاف حكومي, ويمكن الاستشهاد بالانتخابات في الدورة الـ19 للكنيست حين تفوق حزب تسيبي لفني بمقاعد أكثر لكنها فشلت في تشكيل الحكومة.
فيما يختلف عوكل مع سابقه، مؤكدًا على قدرة تحالف غانتس لبيد على تشكيل ائتلاف حكومي لأنه الطرفين من المعسكر ذاته (اليمين) وأن الأحزاب الصغير مثل شاس "تشترى بالمال والامتيازات"، دون الحاجة إلى حزب العمل أو القائمتين العربيتين، وفق قوله.
وكان عضو الكنيست أحمد طيبي من قائمة "الجبهة والتغيير"، في أكثر من مناسبة، قال بأنه لن يمانع في أن يكون في كتلة مع حزب غانتس.