غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"عاهرة رام الله"

قلم

مقال للدكتورة/ منى أحمد الخطيب

أصر زوجي الكندي الفلسطيني على الزيارة لفلسطين، حيث أهله وعشيرته ال الخطيب الكرام الذي يضرب تاريخهم في عمق فلسطين, وأصر ان تكون الزيارة لمدة لا تقل عن أسبوعين الى ثلاثة لتكون ممتعة بأكبر قدر ممكن ولنتمكن من التجوال في كل المدن الفلسطينية , ولا أنكر ان التطور في فلسطين ال 48 يزيد عشرات المرات عن تطور المدن في الضفة الغربية ,الا ان الجمال الطبيعي لفلسطين يشبه الجنة فعلا , فكل ما فيها جميل واخضر .

وصلنا الى مطار اللد , وتلقينا الاحترام من موظفات المطار لكوننا نحمل الجنسية الكندية مع ان ملامحنا تدل على عروبتنا من حيث الشكل واللون , خرجنا من المطار باتجاه القدس ولم نتعرض لاي مضايقات الا على مدخل مدينة القدس حيث اوقفتنا الشرطة للتحقق من هويتنا , وبادرنا احد افراد الحرس بالسؤال من اين انتم ؟ فقلت له من كندا ! الا تستطيع القراءة ؟ قلت له انا من الكويت واحمل الجنسية الكندية واما زوجي فرد انه من ال الخطيب من مدينة القدس ويحمل الجنسية الكندية , فهز الجندي راسه مع ابتسامة لا تخلو من الخبث مرحبا بنا في اسرائيل حسب كلامه ( فلسطين حسب كلامي وزوجي ).

قررنا في اليوم التالي زيارة الاماكن المقدسة وخاصة الاقصى حيث اسمع عنه ولم اراه , دخلنا المسجد ويا لهول من رايته من انتهاك لمكان يقدسه الملايين من المسلمين , نساء شبه عاريات يتجولن بحرية داخل المسجد , شباب يلبسون الشورت والبلايز العجيبة وكلهم اجانب جائو بقصد السياحة للقدس , حواجز على كل مداخل الحرم ويمنع الكثيرون من الدخول , لم اتخيل ان الاقصى قد هان على العرب الى هذا الحد المقزز , فكل شيء في القدس مباح وكل محرم منتهك وكل شبر لا يخلو من خطيئة. بعد مرور الاسبوع الاول كنت قد زرت كل المدن الفلسطينية في منطقة ال 48 كما يسميها العرب , يا للروعة والجمال وتمنيت ان اقضي فعلا ما تبقى من عمري هناك ولا ارحل الا لقبر يضمني فيها وابقى طي ترابها الى يوم يبعثون , وفي الاسبوع التالي قررت ان ازور الضفة الغربية التي تقع تحت سيطرة السلطة قولا واسرائيل فعلا , وهنا بدات وانتهت الحكاية.

في الصباح انتقلنا الى مدينة البيرة وتجولنا بها وتمتعنا بروح جمالها الخلاب, واعتقد جازمة ان الله خلق فلسطين لتكون جنته بعد القيامة وخلق بعض الدول لتكون مأوي المتكبرين بعد القيامة (جهنم) , حيث الصحراء القاحلة والوجوه الباهتة التي تميل لصفرة مركبة على سواد والعياذ بالله , اجريت بعض المقابلات في المدينة مع بعض المواطنين واستشعرت مدى الاحباط الذي يسيطر عليهم , فالفساد والمحسوبية والرشوة ونظام الخاوات من الشرطة والبلطجية , اضف الى ذلك الاحباط السياسي من العملية السلمية.

في اليوم التالي انتقلنا لزيارة بعض الاقارب والمعارف في رام الله , ايضا اجريت بعض النقاشات والمقابلات مع بعض المواطنين ولم يكن هناك خلاف بينهم وبين اهل البيرة , ولكن كان الهدف ايضا لمقابلة شخصية مهمة في السلطة الفلسطينية مع زوجته في احدى المطاعم الكبرى في المدينة , وكان العشاء في الساعة العاشرة مساء مقتصرا علي وزوجي والمسؤول محمد شتية وزوجته , وكان الهدف من الاجتماع هو شراء برامج كمبيوتر للسلطة الفلسطينية من شركتنا في كندا , وبالحوار حول السعر توصلنا ان يكون سعر البرنامج بعد التركيب والتجربة لمدة شهر هو 900000 ألف دولار , واتفقنا على توقيع العقد بمجرد انتهاء العشاء .

وأثناء العشاء اقترحت زوجة المسؤول ان يكون سعر البرنامج بالاتفاقية ب 1500000وان يكون السعر الفعلي 900000 دولار اي 600000 تدفع عمولة لصالحها ووافق زوجها الرأي واقر بأنها عبقرية اقتصادية. لم اخفي مدى امتعاضي من الصفقة حيث يتخللها الرشوة والفساد , وبالطبع لم أوافق على الشرط واصريت ان يكون السعر هو نفس السعر الموجود في العقد ولا مجال عندي للرشوة أو المساعدة على الفساد وخاصة للشعب الفلسطيني الذي يشحذ موظفه راتبه من الدول المانحة ودولتنا الكندية أحداها , وانفض الاجتماع دون توقيع العقد لنعود لجولة مفاوضات في الغد .

وأثناء خروجنا من المطعم سمعت زوجة المسؤول وهي تصفني بالعاهرة لرفضي العرض من طرفها ليسهل عليها سرقة 600000 دولار , فيا ترى هل انا العاهرة ام هي عاهرة رام الله ؟ بمجرد عودتي الى كندا سوف ارفع القضية مع تسجيلاتها لوزير الخارجية ووزير المالية ورئيس الوزراء في كندا لتبيان اين تذهب المساعدات التي يدفعها المواطن الكندي من جيبه على هيئة مساعدات للشعب الفلسطيني الذي كان قدره الاحتلال الإسرائيلي والخذلان والخيانة وبيعه وارضه من الدول العربية ما قبل عام 1995 وما ابتلاه الله به من عاهرات السلطة الفلسطينية في رام الله , ولله في خلقه شؤون , وسوف يعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون . انا الان في إحدى دول الخليج العربي لنفس السبب وآمل ان لا التقى اي عاهرة خليجية .

2017-03-18

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".