شمس نيوز/ تمام محسن
تواجه الأحزاب العربية التي تنافس في الدورة الحادي والعشرين للكنيست الإسرائيلي، اليوم تحديًا قاسيًا في ظل حملات التحريض التي يشنها اليمين الإسرائيلي ضدها، بالإضافة إلى حملة المقاطعة للانتخابات أطلقها نشطاء عرب قبل نحو الشهرين.
وينافس في الانتخابات الحالية، قائمتان عربيتان، بشكل منفصل، وهما تحالف "التجمع والموحدة"، والقائمة "العربي للتغيير" وذلك بعد فشل الحوارات في تشكيل قائمة عربية مشتركة واحدة على غرار انتخابات 2015، والتي مكنت النواب العرب من حصد 13 مقعدًا لتصبح ثالث قوة في الكنيست.
وعلى رغم أن الفلسطينيين في "إسرائيل" يشكلون نحو خُمس السكان، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أقل من نصف من يمتلكون حق التصويت منهم يعتزم الإدلاء بصوته في هذه الانتخابات، مقارنة مع الانتخابات الماضية التي سجلت نسبة تصويت مرتفعة تقدر بحوالي 64%.
وعشية الانتخابات التي انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، كثف المرشحون العرب دعواتها للمواطنين للمشاركة بالانتخابات ورفع نسبة التصويت، حيث تشهد التجمعات العربية حالة من اللامبالاة، أو مقاطعة بدعوى أنها لا ترى فائدة من التمثيل العربي في الكنيست.
ويرى محللون، أن كثافة التصويت العربي من شأنه أن يجعل من الصعب على أحزاب يمينية إسرائيلية صغيرة، اجتياز نسبة الحسم البالغة 3.25% ما سينعكس على قدرة حزب "الليكود" اليميني برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أنه لا يوجد ثقل للتمثيل العربي داخل الكنيست حتى حين كانوا يمثلون ثالث حزب في "إسرائيل"، في دورة الكنيست العشرين.
ويتساءل جعارة الذي يؤيد حملة المقاطعة للانتخابات، حول مقدرة القائمة المشتركة من منع أي قانون عنصري أو صياغة قانون أو الوقوف في وجخ الهدم للبيوت في قلنسوة ورهط.
وقال لـ"شمس نيوز": " القائمة العربية هي تجميل للديمقراطية الإسرائيلية. فهم لا يستطيعون الحصول على أكثر من خمس المقاعد الإسرائيلية حتى لو وصلت نسبة التصويت في الأواسط العربية إلى 100% ، وبذلك لا يستطيعون الوقوف في وجه أحزب الائتلاف الحكومي".
وكان أطلق نشطاء في الداخل المحتل حملة الشعبية، في فبراير المنصرم، لمقاطعة انتخابات الكنيست، رافضين استمرار التمثيل العربي في الكنيست، مؤكدين على أهمية تعرية الديمقراطية الإسرائيلية وفضح كذبة التمثيل البرلماني.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنه من المتوقع أن تحصل قائمة "الجبهة والعربية للتغيير" على 6 مقاعد، فيما تحصل قائمة "التجمع والموحدة" على 4 مقاعد.
وتحوم الشكوك حول قدرة قائمة "التجمع والموحدة" على تجاوز نسبة الحسم في الانتخابات الحالية، المقدرة بـ 3.25% أي نحو 140 ألف صوت.
من جانبه، يرى الكاتب المختص للشأن الإسرائيلي هاني حبيب، أنه من المتوقع تراجع نسبة المصوتين في التجمعات العربية على إثر جملة من المعطيات، منها انشقاق في الصف الفلسطيني والتصويت لقائمتين منفصلتين على أنقاض كتلة موحدة في الكنيست الماضي.
ومن المرجح، وفق حبيب، أن تنجح كلا القائمتين في دخول الكنيست لكن بمجموع مقاعد أقل مما كان عليه في الكنيست العشرين.
وتوقع حبيب، أن تتجاوز قائمة "التجمع والموحدة" نسبة الحسم بأربعة مقاعد، بالاستناد إلى اتفاق تسوية "الأصوات الفائضة" بين القائمتين العربيتين والذي من الممكن أن تزيد حظوظ أي من القائمتين.
وبشأن حركة المقاطعة، قال حبيب إن هجوم نشطاء اليمين صبيحة اليوم على أحد صناديق الاقتراع في الناصرة، يمكن أن يكن عامل إيجابي يدفع المقاطعين العرب للتراجع عن قرارهم والمشاركة في التصويت.