غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

انتهاء صلاحية الاعتراف بإسرائيل

د. هاني العقاد

د. هاني العقاد

حان موعد القرار الذي كان يجب ان يصل اسرائيل بالرغم من انه تأخر كثيرا وحان الان موعد اعادة الصراع مع اسرائيل الى نقطة الصفر ليس لنستقبل صفعه القرن بل لنواجهها بشكل يعني القيام بإجراءات لا تتوقها اسرائيل ولم تفكر الولايات المتحدة في امكانية قيام الفلسطينيين باتخاذها.

السلطة الفلسطينية تواجه حربا دروص لاجبارالقيادة على قبول ما ترتئيه الولايات المتحدة وتخططه للصراع سواء صفقة قرن او خطة لتصفية القضية الفلسطينية على طريقة تثبيت دولة واحدة بالأرض الفلسطينية واعلانها الا وهي دولة قومية لليهود.

المشهد الفلسطيني بات في حاجة لإعادة صياغة بالطريقة التي يستطيع فيها الفلسطينيين الحفاظ على ثوابتهم من التصفية والتفكيك , ولإعادة صياغة المشهد الفلسطيني بات مهما بالدرجة الاولي صياغة العلاقة مع اسرائيل وتعريفها من جديد حسب نوعية الاشتباك الجديد الذي أجبرتنا عليه اسرائيل بتراجعها عن كافة الاتفاقيات التي ابرمتها مع الفلسطينيين واولها اتفاقية اوسلوا التي لم يعد منها سوي اسمها وما تبع هذه الاتفاقية من اتفاقيات كاتفاقية باريس الاقتصادية التي انتهكت كافة بنودها دولة الاحتلال مؤخرا بالسطو على اموال الضرائب الفلسطينية وفرض حصار مالي خطير تبتغي اسرائيل من خلاله اذلال السلطة الفلسطينية ومنعها من اداء دورها الوطني تجاه اسر الشهداء والجرحى والاسري .

فعليا انتهت اتفاقية اوسلو بانتهاء الخمس سنوات وهي الفترة الانتقالية التي حددتها الاتفاقية لبدء مفاوضات الحل النهائي والتي لم تبدأ حتى بعد 25 عاما في انتظار اللحظة التي ستسمح فيها القوي المركزية بالعالم ان ينتهي الصراع مع اسرائيل وهذا ما شجع اسرائيل ومازال يشجعها على التهرب من استحقاقات حل الصراع واحلال الامن والاستقرار بالمنطقة العربية، لهذا فان اسرائيل كانت كل مرة تدخل في مفاوضات مع الفلسطينيين تتلكأ وتدور في دوائر لا نهاية لها مركزها امن اسرائيل. المعروف ان اتفاقية اسلو جاءت على إثر اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، مضي الزمن وحاول الفلسطينيين جلب اسرائيل الى مفاوضات ايجابية وجادة على اسس ومرجعيات حقيقية الا ان اسرائيل لم يكن في نيتها التفاوض لحل الصراع بالمطلق، لعل هذا بات امرا يعرفه الجميع سبب حرج للفلسطينيين امام على المستوي الداخلي.

اليوم طريقة تعامل اسرائيل مع الصراع تُعرف بانها طريقة القوي الذي يعتبر خصمه خصم عاجز وبالتالي لا يستطيع فعل شيء وما بات على الخصم سوي تنفيذ كل ما يصدر عن تلك القوة اليمينية العنصرية الغاشمة المتطرفة التي تسمي اسرائيل.

لم يعد التلويح بإجراءات ضد التطرف الاسرائيلي وسياسة العداء التي تتبعها اسرائيل تجاه الفلسطينيين تعني اسرائيل ,ولم يعد يعني اسرائيل اي فعل سياسي او اجرائي على الارض تقدم عليه القيادة الفلسطينية وكأن اسرائيل تقول لنفسها لن يسحب الفلسطينيين الاعتراف ولن يوقفوا التنسيق الامني فهم في حاجة لذلك اكثر من ذي قبل , لعل هذا الموقف يتطلب القول انه اذا كانت اسرائيل تراهن على هذا فان رهانها خاسر فلم يعد لدي الفلسطينيين شيئا يخسرونه وخاصة ان اسرائيل تزاحم الزمن لضم كل الكتل والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية لسيادتها , لم يعد لديها اي نوايا للجلوس على الطاولة على اساس حل الدولتين بل ولم تعد تعترف بالفلسطينيين كشعب له تاريخ وارض ولد وترعرع منذ الالاف السنين على هذه الارض . لذا بات مهما ان ينفذ قرار سحب الاعتراف بإسرائيل و وقف التنسيق الامني بالكامل ردا على عدم احترام اسرائيل للاتفاقيات التي ابرمتها مع الفلسطينيين و وردا على ما قامت به الادارة الامريكية من توتير كل اجواء السلام بالمنطقة وتشجيع اسرائيل على التنكر للاتفاقيات التي ابرمتها مع الفلسطينيين، وبعد اعلانها القدس عاصمة لإسرائيل واعترافها بالسيادة الاسرائيلية على الجولان واغلاق ممثلية دولة فلسطين في واشنطن وقطع المساهمات للأونروا وعدم الاعتراف باللاجئين الفلسطينيين ولا بحق عودتهم حسب قرارات الشرعية الدولية.

علينا الا نخشي من تبعيات القرار لان اسرائيل ليس بيدها ان تتخذ اجراءات عقابية اكثر من التي اتخذتها فهي الان تحاصر الفلسطينيين امنيا وسياسيا وتغلق المدن ببوابات تقول عنها انها ذكية وتمارس قمع اقتصادي غير مسبوق ولم يعد امامها سوي وضع القيادات الفلسطينية بالضفة الغربية تحت الاقامة الجبرية ومنعهم من التنقل وهذا افضل للفلسطينيين لكشف وجه اسرائيل العنصري ,ان كانت اسرائيل تنتظر هذا القرار لتعلن ضم المستوطنات بالضفة الغربية فانا اقول ان هذا الضم واقع واقع سواء سحبنا الاعتراف بإسرائيل او ابقينا عليه لذا فانه مهما ان تطبق اسرائيل الضم في ظل سحب الاعتراف وهذا افضل من بقاءه ساري المفعول لان صلاحية الاعتراف بإسرائيل بالفعل انتهت واصبح ضارا للفلسطينيين اكثر وضرر هذا يعني ان اسرائيل لديها طريق سالك لتطبق الخطة الامريكية كاملة وصمت الفلسطينيين عجز عن اتخاذ الاجراءات المناسبة والعجز يعني الموافقة . لابد من ان اضيف هنا ان سحب الاعتراف سيعيد الصراع الى النقطة صفر وهذا يعني قانونيا ان اسرائيل بتعريفها كقوة محتلة تنفذ إجراءاتها على الارض كإجراءات احتلالية غير قانونية وغير شرعية لا يعترف بها العالم وستزول بزوال الاحتلال، ولن يتحرك العالم ويسعي لحشد دولي كبير يعمل على حل الصراع بالطريقة التي تحقق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الا إذا اتخذ الفلسطينيين قرارات صعبة ومؤلمة للاحتلال تدفعه ثمن عودته عن كل الاتفاقيات والتفاهمات والبرتوكولات التي وقعت بحضور وضمان دولي مشهود.

 

 

 

 

 

 

 

 

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".