شمس نيوز/ تمام محسن

"على ارتفاع 5400 متر عن سطح الأرض تشعر بالمعنى الحقيقي للحرية، كطير يختبر أجنحته لأول مرة"، هكذا يصف عبد الرحيم الزريعي (24 عامًا) من قطاع غزة، تجربته في تسلق قاعدة قمة ايفرست، أعلى قمة في العالم.

يشارك الزريعي، ضمن مجموعة " متسلقي فلسطين"، والتي تضم 28 شابًا وفتاة من كافة محافظات فلسطين، من هواة التسلق، يهدفون إلى رفع علم فلسطين فوق أعلى سبع قمم في العالم.

على أنغام الزفة الفلسطينية، وصل الزريعي ورفاقه إلى قمة قاعدة ايفرست في مغامرة هي الأولى له خارج حدود قطاع غزة، لكنها ليست الأولى لرفاقه.

ويقول الرزيعي لـ"شمس نيوز"، "لم أتمكن من المشاركة في رحلات الفريق للتسلق على قمة كلمنجارو، لكن منذ نحو أكثر من عام نخطط للتسلق على قمة ايفرست وكانوا يصرون على وجودي لتمثيل غزة في الفريق".

ويضيف :"رسالتنا هي كسر الحدود والحواجز التي يحاول الاحتلال أن يفرضها علينا داخل بلاد وتفريقنا، فكان تجمعنا على قاعدة ايفرست ونأمل أن نتجمع في المستقبل على أرض بلدنا".

وكان بدأ الزريعي والذي يطلق على نفسه "رحّال غزة"، قبل نحو عامين، جولات لتدوين تاريخ مدن قطاع غزة وإظهار جمالها المشوه بالحروب والحصار، لكن شغفه كان يحلق في أماكن أخرى.

ومع ذلك لم يكن الخروج من غزة سهلًا بالنسبة للزريعي، فنقص التمويل وأزمة المعابر كانتا تحدان من فرصته بالخروج من القطاع المحاصر منذ أكثر من 12 عامًا.

ويقول: " هذه أول مرة أغادر "سجن القطاع"، عمري 24 عامًا، وهذه أول مرة أتذوق طعم الحرية، كانت حرقة في قلبي أن يكون الفلسطيني بغزة مستثني من هذه الحياة، بطلع على الناس في البلاد الأخر فمتى أراد أحدهم أن يسافر يفعل ذلك، مش لازمه تفتيش وتنسيق".

ويتحدث عن تجربة التسلق، بالقول إنها علمته قيم الصبر والتشبث بحلمه مهما كانت الظروف، وأغنت تجربته في الترحال وتوثيق أماكن جديدة زارها في رحلته من القطاع إلى نيبال مرورًا بمصر.

"أثناء التسلق طوال الوقت يصادفك قبائل الشيربا، الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة، دائمًا تجدهم ينقلون مواد غذائية أو مستلزمات البناء إلى ارتفاعات عالية، دائمًا يبتسمون ويقدمون النصائح للمتسلقين"، يضيف الزريعي.

وحول الصعوبات التي صادفته والفريق، أوضح "منطقة المرتفعات خطيرة جدًا لا يستطيع كل الناس احتمال انخفاض الأوكسجين، كثير من الأصدقاء في المجموعة رغم التدريب الجيد لم يستطيعوا التحمل وكنا على وشك نقل خمسة اشخاص إلى مستشفى بالهيلوكوبتر، لكن في اللحظة الاخيرة تمكنا من انزالهم إلى ارتفاع أقل".

ولم يتمكن الفريق من إكمال التسلق إلى أعلى القمة التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 8000 متر، وحول ذلك يقول الزريعي إن "الوصول إلى القمة يحتاج إلى عامين من التجهيز والتدريب، ومبالغ مالية كبيرة تقدر بـ65 الف دولار".