غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تقرير خاص: المقدسيون يردون على انتهاكات الأقصى بـ"الدهس والطعن والشرخ"

شمس نيوز / عبدالله عبيد

الدهس بالدهس.. والطعن بالطعن.. والشنق بقطع الرؤوس.. والبادي أظلم.. هذه السياسة التي اتبعها ويتبعها الفلسطينيون في مدينة القدس، ردا على الانتهاكات والممارسات الهمجية التي يرتكبها المستوطنون وسلطات الاحتلال ضد المقدسيين.

فعملية تلو عملية.. وكل عملية لها خصائص، فهناك من يقتل المستوطنين دهساً بالسيارات، وهناك من قتلهم طعناً بالمفكات، وآخرها كانت عملية صباح اليوم بالكنيس اليهودي بالبلطات والسواطير.

وقُتل 6 إسرائيليين صباح اليوم الثلاثاء، وأصيب 12 آخرون بجروح متفاوتة، حسب الناطق باسم شرطة الاحتلال، في عملية إطلاق نار وهجمات بالبلطات والسواطير شنها فلسطينيان، وذلك أثناء خروج مجموعة من المتدينين اليهود من كنيس في الشارع المسمى "اغاسي" غرب مدينة القدس، في حين استشهد منفذا العملية.

وأعلنت مصادر إسرائيلية أن ضابطا في شرطة الاحتلال توفي متأثرا بجراح أصيب بها في الهجوم، ليرفع عدد القتلى إلى 6، موضحة أن ضابطا آخر لا زال يتلقى العلاج من جروح خطيرة.

وكان مستوطنون قد أعدموا سائقاً فلسطينياً في مدينة القدس شنقاً، فجر أمس الاثنين داخل حافلة إسرائيلية تابعة لشركة "ايجد" في المنطقة الصناعية "جفعات شاؤول" بمدينة القدس المحتلة.

رد طبيعي

الخبير المقدسي د..حسن خاطر، أكد أن العمليات التي حصلت في القدس، ما هي إلا رد طبيعي على سياسة التصعيد المستمرة من قبل دولة الاحتلال في المدينة المقدسة، وهي متوقعة حتى من قبل الإسرائيليين أنفسهم.

وشدد خاطر في حديثه لـ"شمس نيوز" على أن القدس تعيش حربا حقيقية، منذ خطف ومقتل الطفل محمد أبو خضير، لافتاً إلى أن هناك تمادٍ غير مسبوق من قبل سلطات الاحتلال في استفزاز مشاعر الفلسطينيين وانتهاك حرمة المقدسات، وفي عمليات القتل والتفنن فيها والانتقام، والاعتداء على الأراضي والبيوت وحرية المواطنين.

وأضاف: كان من المتوقع الرد من قبل المقدسيين على هذا الظلم المستمر، والاستهتار الكبير بالحقوق الإنسانية والدينية للعرب في المدينة المقدسة"، مبيّناً أن الأحداث التي تحصل في مدينة القدس، بدايات حقيقية لانتفاضة ربما تكون أكبر وأكثر فعالية وتأثيرا من كل الانتفاضات السابقة، وفق تعبيره.

لن تتوقف

بدوره، قال ناجح بكيرات، رئيس قسم المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى: إن العمليات البطولية التي يقوم بها شبان القدس مستمرة ولن تتوقف لاسيما بعد العدوان الأخير على غزة، الذي أزاح الخوف عن الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة".

وأضاف بكيرات لـ"شمس نيوز": مدينة القدس منذ شهر وأكثر لم تهدأ، حيث أجواء التوتر والاعتقالات المستمرة".

وتوقع اندلاع انتفاضة أقصى ثانية في ظل تدحرج واستمرار المواجهات، لا أحد يمكنه السيطرة عليها، مبينا أن المواجهات تتصاعد والاحتلال هو المسؤول عنها "فهو من دنس المسجد الأقصى ويقتحم البيوت ويهدمها ويعتقل الشبان بشكل يومي رغم التهدئة التي يسعى إليها" بحسب تعبيره.

وأشار بكيرات إلى أنه في ظل استمرار العمليات الفدائية وسط مدينة القدس فإن الاحتلال الإسرائيلي سيقوم بخطوات تصعيدية كبيرة لقمع المقدسيين، منوها إلى أن سياسية القمع سيقابلها رد فلسطيني قاس.

الدفاع عن النفس

في السياق ذاته، اعتبر الخبير في الشؤون الإسرائيلية وشؤون القدس، د. جمال عمرو، أنه لم يبق أمام الفلسطينيين في القدس أو غيرها من المدن سوى الدفاع عن النفس، مبيناً أن "الشعب محتقن وهناك غضب من كفر كنا حتى يافا والقدس ونابلس، وفي كل مكان يسود الغضب لانتهاك الحرمات الفلسطينية".

وقال عمرو لـ"شمس نيوز": نحن ننظر إلى الإعدامات التي تنفذ في الميدان من حرق وخنق ودهس، وكل الوسائل الهمجية استخدمت ضد هذا الشعب وضد مقدساته، ولهذا السبب تجد  الناس يدافعون عن أنفسهم".

وبحسب توقع عمرو، فإن سلطات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين سيزيدون من العربدة، لأن المنظومة التي بني عليها الاحتلال الإسرائيلي هي منظومة عصابات، ولا يمكن أن تتحول إلى دولة مدنية".

وشدد على أن نسبة الاحتقان لدى الشعب الفلسطيني مرتفعة جداً، مضيفاً في حديثه: وإذا ما استمر الاحتلال في حماقاته، فالويل كل الويل له، عندما يكتمل هذا النصف إلى درجة 100% من الغضب الفلسطيني".

وكانت مصادر إخبارية عبرية، قالت إن الجيش والشرطة الإسرائيليين قررا رفع مستوى التأهب في القدس المحتلة والضفة الغربية إلى الدرجة (3) في أعقاب عملية الكنيس التي قتل فيها 6 إسرائيليين وأصيب 12 آخرون صباح اليوم الثلاثاء.

كما ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسئولين الأمنيين في حكومته إلى جلسة مشاورات أمنية، ظهر اليوم الثلاثاء، لبحث تداعيات العملية التي جرت في القدس صباح اليوم ضد الكنيس اليهودي في المدينة.

ورداً على الحادثة قال نتنياهو: "سنرد بكل قوة على هذه العملية" معتبراً أنها جاءت نتيجة عملية التحريض التي يقوم بها كل من حماس وأبو مازن، والتي تتجاهلها الأسرة الدولية" بحسب وصفه.

وفي ذات السياق، حمل وزراء إسرائيليون رئيس السلطة محمود عباس، المسئولية عن الهجوم.