بقلم/ عبد الله مغاري
منذ أن بدأت تتضح معالم صفقة القرن، بإعلان الإدارة الأمريكية القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي وجميع الإجراءات التي تبعت هذا الإعلان، بدأ الفلسطيني يعلن رفضه لهذه الصفقة ولم يبق فلسطينيا إلا وقال لا.
منذ ذلك الحين وكل يوم يقول الفلسطيني مليون لا للصفقة، سواء من خلال المؤسسات الرسمية أو التنظيمات والفعاليات الشعبية، مستندًا إلى حقه في هذه الأرض وإلى إرادته الصلبة، ومستندًا أيضًا إلى الموقف العربي الذي كان يقول مثله لا للصفقة، إلى حين أن انساق مثل قطيع الأغنام إلى المنامة، لنكتشف أن كل اللاءات العربية كانت كاذبة.
أهداف مؤتمر البحرين واضحة وأهداف صفقة القرن واضحة أيضًا، فالهدف من ورشة البحرين الكشف عن الشق الاقتصادي من الصفقة كما أعلنت الإدارة الأمريكية رسميًا، والهدف من الصفقة نفسها هو دمج اسرائيل في المنطقة العربية وهذا ما بات واضحًا من الخطوات الأمريكية على الأرض.
ما دام الهدف من الصفقة دمج إسرائيل بالمنطقة وما دام الأنظمة العربية انساقت كالأغنام نحو تنفيذ هذه الصفقة، بماذا يهم الموقف الفلسطيني الإدارة الأمريكية ولماذا لا تنجح الصفقة؟
الصفقة ستمر ومؤتمر البحرين سينجح، لأن الفلسطيني لم يحقق أي اختراق في أسلوب وطريقة المواجهة، لماذا لا زال الفلسطيني يعتقد أن اللا تنفع، ولماذا لا يزال الفلسطيني يؤكد أنه لم يوكل أحدًا للحديث باسمه؟
الأمريكان لم يدعوا العرب ليتحدثوا باسم الفلسطيني من الأساس، هم مدعوون للتحدث بأسمائهم، لأن لكل منهم دوره في الخطة الأمريكية، أما أنت أيها الفلسطيني إن حضرت فالجزء الخاص بك ننفذه، وإن لم تحضر فالجزء الخاص بك لن يعرقل الصفقة يومًا واحدًا.
هذه حقيقة يكفي انكارها، ستمضي الصفقة ويطبع العرب، وإذا لم يقبل الفلسطيني ما رسمه الأمريكان، سيبقى الحال بالضفة وغزة كما هو ، مماطلة وتوسع وضم وسلطة بلا سلطة وحكومة لا تحكم، واحتلال بلا كلفة، كل هذا يفهمه صناع القرار لكنهم يعيشون بالوهم ويغرقون بالأحلام، لا يريد أن يفهم أحد منهم أن الفلسطيني بات وحيدًا بالمواجهة.
إذا أردنا مواجهة الصفقة ووقفها، علينا التفكير بالطرق التي يمكن أن تضمن التهديد الحقيقي للاحتلال من النواحي الأمنية والاقتصادية من جهة، وما يضمن تحريك الشعوب العربية من جهة أخرى، وهذا يحتاج استراتيجية وطنية عنوانها قلب الطاولة.