غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر سياسيون لـ"شمس نيوز": استمرار حصار غزة يهدد بانفجار جديد

شمس نيوز / عبدالله عبيد

كثيرة هي الأزمات التي تعصف بقطاع غزة منذ سنوات الحصار الإسرائيلي الثمانية، وبالأخص بعد العدوان الأخير الذي استمر 51 يوماً، والذي كان من المفترض أن ينهي الحصار بعد الوصول لاتفاق تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في العاصمة المصرية "القاهرة"، ضمن جولة المباحثات غير المباشرة بينهما.

إسرائيل تحاول التنصل من هذا الاتفاق، بل عادت لما كانت عليه في السابق وأشد وطأة، من إغلاق المعابر وعدم السماح بإدخال مواد لإعادة إعمار القطاع، ومصر التي تعتبر راعية الاتفاقيات زادت الطين بلة بعد إغلاقها لمعبر رفح الذي يعتبر المتنفس الوحيد للمواطنين بحجة الترتيبات الأمنية بعد حادثة سيناء، بالإضافة إلى تهرب وتنصل حكومة التوافق التي يترأسها رامي الحمدالله من مسؤولياتها تجاه غزة.

حركة المقاومة الإسلامية حماس والمسؤولة عن الحكومة في غزة سابقا، اعتبرت أن ما يحصل من أزمات في القطاع، هو "ضغط كبير جداً"، وقد ينفجر في أي لحظة من اللحظات.

وقال موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في تصريحات سابقة له: إنّ غزة قاب قوسين من الانفجار بسبب الضغط الكبير على الأهالي الذين لا يجدون ما يعيشون به بسبب توقف الحياة" مؤكداً أنّ الحياة متوقفة تمامًا بغزة في الوقت الراهن بسبب إغلاق معبر رفح البري من قبل السلطات المصرية منذ 4 أسابيع.

أما تقديرات المحللين الإسرائيليين فتشير إلى أن الوضع في قطاع غزة قد ينفجر في وجه "إسرائيل" بأي وقت، ويوضح المحلل الأمني والعسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، بن يشاي أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن حماس في حال وجدت أن الطريق الوحيد أمامها هي الحرب لتغيير الوضع فستذهب لها بهدف حل مشاكلها التي تعاني منها".

ولم يخف بن يشاي أن المناطق الفلسطينية في القدس والضفة وغزة على درجات مختلفة من الغليان والتصعيد العنيف ويمكن أن تشتعل في أي وقت، زاعماً أن الردع قائم طالما لا يوجد دوافع أخرى تضعفه ولن يتم إضعافه، إلا إذا شعرت حماس أن لا خيار أمامها سوا الذهاب للحرب لتغيير الواقع".

مستقبل قاتم

هذه الدلائل وحدها كافية لأن يثور الشعب الفلسطيني، بل ينفجر في أي وقت قادم، فانعدام الأفق السياسي أمامه بالإضافة إلى المشكلات التي أعادته سنين إلى الوراء، كفيلة أن تمهد الطريق إلى انفجار كبير في غزة.

أما بالنسبة للضغط الذي يعيشه قطاع غزة من حصار مستمر، ومن دمار خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، فإنه ينبئ بمستقبل أسود في المنطقة عموماً، إذا ما استمر الوضع في القطاع لما هو عليه، حسب حركة الجهاد الإسلامي.

وقال القيادي في حركة الجهاد، أحمد المدلل متحدثا لـ"شمس نيوز": لا أمل ولا أفق لفك الحصار عن القطاع، والتي كانت المفاوضات غير المباشرة مُنصبّة على فكه، لكن لهذه اللحظة لم يشعر أهلنا في غزة أن هناك أي خطوات حول هذا"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لن يتحمل كثيراً أن يبقى منعزلاً عن العالم كله.

ورغم الاتصالات القائمة بين فصائل المقاومة مع دولة مصر وأطراف أخرى بشأن غزة، إلا أنه لا نتائج ايجابية حول فك الحصار، ليبين المدلل أن المقاومة في غزة على جهوزية تامة في حال انفجار الوضع بالقطاع.

مقبل على انفجار

المحلل السياسي، مصطفى الصواف أرجع حالة الغليان التي يعيشها مواطنو غزة، إلى استمرار الضغط والظلم في القطاع "من حصار وتشديده وعدم إدخال مواد البناء وعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في مفاوضات التهدئة"، معرباً عن اعتقاده أن القطاع مقبل على انفجار من كل الاتجاهات.

وبالرغم من أن مصر هي الجهة الوحيدة التي ترعى الملفات الفلسطينية، وبالأخص ملف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن وجهة نظر الصواف، تقول إنه لا بد من إيجاد بديل عن مصر للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، "لأن مصر لم تعد هي الطرف الذي من الممكن أن يضغط على إسرائيل، بعدما صرح به السيسي أن ما يقوم به من إجراءات هي لحماية أمن الدولة العبرية".

وعن تخوف إسرائيل من انفجار القطاع، أكد المحلل السياسي لـ"شمس نيوز" أن سلطات الاحتلال تريد أن تحافظ على أمن مواطنيها، وهي الآن ترمم وضعها الداخلي عقب العدوان الأخير، وتريد هدوءً حتى تعود الحياة مرة أخرى إلى منطقة ما يسمى بـ"غلاف غزة".

وأضاف: لذلك هي لا تريد الدخول في معركة الآن مع الشعب الفلسطيني، ربما لا تقتصر على قطاع غزة، فقد تتسع لتشمل مناطق أكثر وأبعد".