شمس نيوز / عبدالله عبيد
طرق جديدة وكثيرة تلجأ إليها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، لزيادة ممارساتها القمعية ضد الأسرى داخل المعتقلات، فمن إهمال طبي طال جميع السجون والأسرى، إلى تفتيش في منتصف الليل، وإلقاء بعضهم عراة لساعات في البرد القارص دون ملابس، وغيرها من الإجراءات التعسفية .
ويضاف إلى هذه الإجراءات أيضاً القانون الذي أقرته إدارة السجون، بالسماح للقوات الخاصة استخدام السلاح أثناء عمليات التفتيش، الأمر الذي يزيد من خطورة المشهد داخل السجون، إضافة إلى فرضها أيضاً قانون "العد الليلي"، الذي يهدف إلى تحطيم نفسية الأسرى وخنقهم وإذلالهم.
ناشطون في شؤون الأسرى، يرون أن لجوء مصلحة السجون الإسرائيلية لابتداع طرق جديدة، هدفه خنق الأسرى وإذلالهم وتحطيم نفسياتهم، بالإضافة إلى إرباك وضع السجون، وصولا إلى إشغال الأسرى عن كثير من حقوقهم، التي كفلتها لهم المواثيق الإنسانية والدولية.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قد أفادت في بيان صادر لها، أن إدارة سجن ريمون قررت استخدام ما يسمى "العد الليلي"، للأسرى البالغ عددهم 840 أسيراً، الأمر الذي خلق حالة من التوتر والاستياء داخل المعتقل.
وقالت الهيئة في بيان لها: إدارة رامون أبلغت الأسرى بقرار بدء ما "العد الليلي" للأسرى، بعد الساعة العاشرة والنصف ليلاً، بحيث لا يشمل جميع الأقسام والغرف بشكل كلي، وإنما يكون ذلك بشكل انتقائي للأقسام والغرف وأيضاً للساعة.
إشغال الأسرى
"العنوان العريض لسلطات الاحتلال من ممارساتها القمعية ضد الأسرى داخل سجون الاحتلال، فرض مزيد من التضييق عليهم وإرباك وضع السجون" كانت هذه وجهة نظر المتخصص في شؤون الأسرى رياض الأشقر، المدير الإعلامي لمركز فلسطين للأسرى، والذي أكد أن هذه الأمور تهدف لإشغال الأسرى عن كثير من القضايا التي تتعلق بحقوقهم التي نصت عليها المواثيق الإنسانية والدولية.
وقال الأشقر لـ"شمس نيوز": تستخدم مصلحة السجون وسائل تنكيل جديدة، حتى لا يطالب الأسرى بحقوقهم، فهم يطالبون فقط بما يتم سحبه من إنجازات من خلال عمليات التفتيش والتنكيل والمطالبة المستمرة بوقف الاقتحامات والتفتيشات".
وذكر أنه من أهم الأهداف لهذه الإجراءات التي تتخذها إدارة السجون، هي إلهاء الأسرى بشكل مستمر وإرباك الواقع الاعتقالي وفرض مزيد من التضييق والتنكيل بهم، والعقاب المستمر لهؤلاء الأسرى.
ابتداع أساليب
من جهته، يرى الباحث في شؤون الأسرى، فؤاد الخفش، مدير مركز أسرى للدراسات وحقوق الإنسان، أن مصلحة السجون الإسرائيلية، لا تألوا جهداً في ابتداع طرق جديدة لتضييق الخناق على الأسرى وإذلالهم.
ليوضح خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن مصلحة السجون ومنذ 12 يونيو/ حزيران الماضي، تمارس التضييق بشكل أكبر مما كان معتاداً في السابق، لافتاً إلى أنه من هذه الأمور الحرمان من الزيارات، وسحب الإنجازات والمنع من الكنتينا وغيرها.
وعن أسلوب العد الليلي، قال الخفش إنه: أسلوب قمعي وعقوبة جديدة هدفها تحطيم نفسية الأسرى، ولا سيما أن العد يجري بعد الساعة العاشرة ليلاً، وهو الوقت الذي يذهب فيه الأسرى للراحة والخلود إلى النوم".
وبالرغم من الإجراءات التي تستخدمها مصلحة السجون ضد هؤلاء الأسرى العزل، والتي تقتل الروح المعنوية لهم، إلا أنها تزيد من هجمتها الشرسة على الأسرى من خلال استخدام السلاح في عمليات التفتيش وأسلوب العد الليلي الذي يزيد تضييق الخناق عليهم.
وفي ظل هذه الأساليب القمعية التعسفية، أشار الخفش إلى أن مصلحة السجون منذ اليوم الأول، أعلنت أنها تريد أن تحول هؤلاء الأسرى إلى أجساد بلا أرواح.
وكان نادي الأسير الفلسطيني، أفاد بأن سجن "ريمون" يشهد حالة تأهب، وأن قيادة الأسرى قررت البدء بخطوات احتجاجية في نهاية الشهر الحالي وهددت بحل التنظيم وممثلي الأقسام، وذلك احتجاجاً على سياسة التفتيش الليلي والقمع المتواصل بحقهم منذ عدّة أشهر.
ولفت النادي إلى أن جملة من العقوبات فرضت على عدد من الأسرى في سجن "ريمون" عقب الاشتباكات مع قوات القمع يوم أول أمس الأحد، وخاصة الغرفة رقم (39)، ومن الأسرى الذين تمّ فرض العقوبات ضدهم: أكثم اخليل، شادي شوقية، عيسى الهريني، أحمد كعابنه، ضرغام شواهنة، جهاد ثوابته.