شمس نيوز/ القاهرة
قالت صحيفة العربي الجديد الصادرة اليوم السبت إن القاهرة تريد الحصول على تعهدات من قيادة حركة الجهاد الإسلامي بالالتزام باتفاقيات التهدئة وعدم تجاوز الوساطة المصرية في هذا الملف.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية قولها ان أن وفد حركة " حماس " برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، عقد منذ وصوله إلى القاهرة، الاثنين الماضي، لقاءين مع مسئول ملف فلسطين في جهاز المخابرات العامة المصري اللواء أحمد عبد الخالق، ووكيل الجهاز اللواء أيمن بديع، أحدهما في مقر إقامة الوفد، والثاني في مقر الجهاز بمنطقة حدائق القبة في القاهرة، وتضمنت اللقاءان مناقشات بشأن استئناف مسيرات العودة، أمس الجمعة، والمحاذير الخاصة بها.
وأوضحت المصادر أن وفد الحركة وعلى رأسه هنية سيلتقي مدير جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، اليوم السبت، "للوقوف على تفاهمات نهائية بشأن النقاشات التي جرت بين الوفد ووكيلي الجهاز في اللقاءين السابقين".
وأشارت المصادر إلى أن كامل سيلتقي بكل من هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة على حدة، قبل لقاء مشترك سيجمع الأطراف الثلاثة، وذلك في محاولة للحصول من حركة قيادة الجهاد على تعهدات واضحة بالتزام الوساطة المصرية وعدم تجاوزها، وذلك من خلال الالتزام بما ستسفر عنه الاجتماعات من اتفاقات بشأن التهدئة في قطاع غزة والعلاقات الإقليمية للحركة.
وأوضحت المصادر نفسها أن اجتماع اليوم بين هنية وكامل سيحسم الموقف النهائي بشأن المطلب الذي تقدّمت به حركة حماس لقيام رئيس مكتبها السياسي بجولة خارجية تشمل قطر، وتركيا، وروسيا، وإيران.
وبحسب مصدر مصري رفيع المستوى، فإن مسئول الملف الفلسطيني أطلع قيادة الجهاد على أدلة قاطعة بتعهدات سابقة حصلت عليها مصر من إسرائيل، بعدم اغتيال القيادي في "سرايا القدس "، الجناح العسكري لـ "الجهاد"، بهاء أبو العطا، قبل أن تخلف تل أبيب وعودها للقاهرة، وتُقدم على تلك الخطوة التي تسبّبت في تصعيد خطير في قطاع غزة أخيراً.
وأكد المصدر أن "الموقف الذي اتخذته مصر عقب خطوة اغتيال أبو العطا، وممارستها ضغوطاً على إسرائيل بالتلويح بالانسحاب من الوساطة، أوقف خطة إسرائيلية كانت تستهدف قيادات أخرى بارزة في المكتب السياسي للحركة وكتائب سرايا القدس".
وبحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة فإن القاهرة اتخذت إجراءات تأمينية مشددة تخطت بمراحل كثيرة مثيلاتها خلال زيارات سابقة لوفود "حماس" و"الجهاد"، وذلك خشية تعرض أي من القيادات الفلسطينية لعمليات اغتيال قد تنفذها جهة خارجية، لوضع مصر في حرج، مشددة على أن القاهرة لم تستبعد من تلك الجهات إسرائيل نفسها، خصوصاً في ظل وجود آراء وتوجهات مختلفة داخل المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في الوقت الراهن، مؤكدة أنه لأول مرة تستخدم الأجهزة الأمنية المعنية بتأمين وفدي الحركتين أجهزة تشويش في محيط مقر إقامتهما تخوفاً من أي عمليات تفجيرية.