شمس نيوز/ توفيق المصري
لا يزال فيروس كورونا يثير حالة من القلق في العالم منذ ظهوره أواخر العام الماضي بمدينة ووهان الصينية.
ولم يسلم العالم العربي منه، وسجلت حالات إصابة في بعض الدول العربية، وتزايدت أعداد المصابين في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
ففي أقرب المناطق لقطاع غزة شمالاً، رُصدت عدة إصابات بفيروس كورونا في إسرائيل. ووُضع نحو 450 جنديا في الحجر الصحي بعد عودتهم من الخارج.
وجنوبًا، سجلت السلطات المصرية ثاني حالة إصابة بفيروس كورونا لشخص يحمل الجنسية الكندية، علمًا أن الحالة الأولى تماثلت للشفاء، وتعود لمواطن صيني، كما أعلنت قبل أيام.
فيما دفع التفشي السريع للمرض حول العالم، بعض الدول لاتخاذ إجراءات للحد من انتشار الفيروس، بإغلاق المدارس، وإلغاء الفعاليات.
وفي السياق، أوعزت وزيرة الصحة الفلسطينية د. مي كيلة، لوزارة التربية والتعليم بإلغاء كافة الرحلات المدرسية حتى إشعار آخر "حفاظًا على صحة الطلبة ولتظل فلسطين خالية من فيروس كورونا".
يُشار إلى، أن الصحة أكدت في آخر تقرير لها، اليوم الثلاثاء، أنه لم يتم تشخيص أي حالة إصابة بمرض كوفيد 19 "كورونا" في فلسطين، موضحةً أن حالة واحدة موجودة في حجر الأكاديمية بالضفة، و5 حالات في حجر معبر رفح، لافتةً إلى أن عدد الحلات الموجودة في الحجر الصحي المنزلي بلغت 60 حالة.
كيف تحمي التعليم طلبتها من الفيروسات؟
طرحنا ملف إجراءات الوقاية من فيروس "كورونا" داخل مدارس قطاع غزة، على الجهات المختصة في الصحة والتعليم.
ويقول الأستاذ عبد الكريم المجدلاوي، مدير دائرة التثقيف والتعزيز الصحي بوزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، إن الوزارة تقوم بإجراءات وتدابير وقائية سواء من فيروس كورونا أو غيره.
ويضيف المجدلاوي لـ"شمس نيوز": "نعُزز الإجراءات الوقائية وسط الطلبة، مثل العناية الشخصية والنظافة وغسل اليدين بعد استخدام الحمام، وقبل الأكل وبعد الأكل، ونظافة المرافق الصحية داخل المدارس والنظافة الشخصية، وعند العطس والسعال، وعند الكحة في تغطية الفم".
ويشير إلى، إصدار الوزارة نشرات تثقيفية وتوعوية، وزعتها على المعلمين وعبر الإذاعة المدرسية، وعلى الجداريات واللوحات المثبتة في المدارس، وعممتها على كافة الفصول واللجان الصحية في المدارس.
ويتابع: "تم تفعيل لقاءات تثقيفية وتوعوية، وأحضرنا مثقفين صحيين بالتعاون مع وزارة الصحة لزيارة المدارس ونشر التوعية، وضرورة التهوية في داخل الغرف الصفية والنظافة والتخلص من النفايات في الغرف الصفية وخصوصًا المناديل المستخدمة أولاً بأول".
وأردف: "صحيح أن قطاع غزة خالي تمامًا من فيروس كورونا، لكن واجبنا تجاه طلبتنا نزرع فيهم القيم والسلوكيات الصحية السليمة حفاظًا عليهم سواء من كورونا أو غيره من الفيروسات والأمراض".
وحول ما إذا توفر التعليم مطهرات للنظافة داخل المدارس، يقول المجدلاوي: "لظروفنا الحالية يصعب توفير كحول معقم أو أشياء مطهرة، لكن غسل اليدين بالماء والصابون كفيل بتخليص الطلبة من أي شيء، وعلى الطالب أن يغسل يديه بعد استخدامه المرحاض، وقبل الأكل وبعده، وبعد العطس أو الكحة، وغسل اليدين بالماء والصابون".
ويستطرد: "يوجد بعض الطلبة بجهود شخصية منهم أو من أهلهم يجلبوا معهم كحول في حقيبتهم المدرسية وهذا متروك للأهل، لكن أن توفر التعليم لأعداد مهولة من الطلاب لقرابة 260 ألف طالب في غزة، فصعب أن نوفر لكل طالب معقم، نتيجة الأزمة المالية والحصار".
هل للصحة دور داخل المدارس؟
وعن ذلك يقول مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة في غزة، د. مجدي ضهير، "إن تنسيقنا مستمر مع وزارة التربية والتعليم وهي عضو في اللجنة الحكومية المشكلة برئاسة وزارة الصحة لمجابهة فيروس كورونا".
يضيف ضهير لـ"شمس نيوز"، أنه تم تزويد وزارة التربية والتعليم بآلاف البروشورات والبوسترات لتعليقها على لوحات الاعلانات داخل المدارس، كما أن طواقمهم التثقيفية قامت بتدريب العشرات من كوادر الإدارة العامة للتثقيف الصحي في وزارة التربية والتعليم، لإيصال للطلاب إجراءات وطريقة التعامل مع المرض في المجتمع، فيما باتت التعليم تخصص حصصًا مدرسية لإيصال المعلومات اللازمة للوقاية من المرض، حسب قوله.
وحول إمكانية تقديم الصحة للتعليم مطهرات أو معقمات ليتم استخدامها في المدراس أو من قبل الطلبة ضمن الإجراءات الوقائية يقول د. ضهير: "نحن لم يصلنا المرض، وبالتالي لا داعي لإتخاذ أي إجراءات من تطهير وتعقيم داخل المدارس".
يتابع ضهير: "إننا في مرحلة الاستعداد، وجاهزون في حال ظهر المرض"، مشيرً إلى أنهم يعملوا وفق "خطة متدحرجة حسب المرحلة التي نتواجد فيها يتم اتخاذ الإجراءات حسب الخطة الموضوعة"، يقول.
ويدعوا الطلاب وأهاليهم بمتابعة كل التوصيات والتعليمات والإرشادات التي تصدر عن وزارة الصحة، وتصل إلى وزارة التربية والتعليم في آليات التعامل مع المرض.